القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
اليمن.. عندما تتحول الوحدة إلى احتلال احمد عمر بن فريد 26/6/2009م
اليمن.. عندما تتحول الوحدة إلى احتلال
احمد عمر بن فريد أيهما شر أكثر، وحدة ظالمة أم انفصال «مريح»؟ سلطة مركزية واحدة غير ديموقراطية، أم لا مركزية ضعيفة وهشة؟ اليمن عاش تجربة الانفصال الدامي، والوحدة القانية... هل من سبيل آخر لصيانة الوحدة تتأسس على الانتماء من جهة والديموقراطية من جهة أخرى... أم بات المطلوب تدخل «التحالف الدولي» الاحتلالي «لإنقاذ» الجنوب؟ وجهة نظر لسياسي جنوبي، تستدعي جواباً من مفكرين وسياسيين يمنيين وعرب. تبدو حقيقة ما يحدث في الجنوب لدى العالم العربي على وجه التحديد غير واضحة, بل أكاد أجزم بأن هناك صورة مغلوطة ترسخت لدى المجموع العربي على المستوى الشعبي وحتى على مستوى النخب السياسية والمثقفة, وذلك بفعل تغاضي وسائل الإعلام العربية لأسباب سياسية وغير سياسية, عن تغطية ما يحدث في الجنوب بشكل مهني, ونقل الصورة الحقيقة كما هي دون مواربة أو تجن على طرف من طرفي النزاع. كما أن استماتة وسائل الإعلام الرسمية في صنعاء جهة تزييف الحقيقة تبدو مؤثرة هي الأخرى, نظرا للإمكانيات الإعلامية الهائلة التي تحرف الحقيقة عن مسارها من قبل إعلام السلطة, في مقابل إمكانيات إعلامية متواضعة جدا يملكها الحراك الشعبي في الجنوب الساعي بإرادة جماعية صلبة متماسكة وغير مسبوقة على مستوى الجنوب ككل, نحو تحقيق الاستقلال وفك الارتباط من عرى وحدة هشة تحولت الى احتلال داخلي صريح جثم على كاهل الجنوب (الأرض والإنسان) منذ تاريخ 7/7/1994م حتى يومنا هذا . إن إجراء عملية مقارنة موضوعية بين ما حدث للكويت يوم 2 أغسطس آب 1990م وما حدث للجنوب يوم 7/7/1994م, سوف يقود أي محلل سياسي منصف للوصول إلى النتيجة نفسها من حيث الجوهر والمعنى والدلالة. فإذا كانت الكويت قد تعرضت في جنح الظلام إلى انتهاك واضح وفاضح لسيادتها كدولة مستقلة من قبل نظام دولة شقيقة انتهى باحتلال صريح مع مغيب شمس ذلك اليوم الأسود, فإن الوضع في الحالة الثانية تمثل في احتلال وطن عربي مستقل تقدم الى وطن عربي آخر بكل روح وحدوية وقومية سمحة, بهدف تحقيق وحدة متماسكة تحقق للشعبين أفضل النتائج الممكنة على صعد الرفاهية والاستقرار والتقدم والنماء. إلا أن الشريك الآخر نكث باتفاقية الوحدة وانقلب على بنودها وأفرغها من مضمونها ومحتواها وقيمتها الحقيقة, حينما جسد على أرض الواقع، ومنذ اليوم الأول لها فكرة، تاريخية عقيمة مستوطنة في ذهنية قبلية متخلفة, تقول بحتمية عودة (الفرع إلى الأصل) وهي ذات الفكرة القاتلة التي حاول نظام البعث في العراق ترويجها منذ اليوم الأول لغزوه دولة الكويت الشقيقة. [[[ وفي هذا الإطار فإنه من الأهمية بمكان الإشارة الى أن الجنوب قد عاش خلال الفترة الانتقالية للوحدة ما يمكن أن نطلق عليه (الفترة الانتقامية)، وهي مرحلة تمهيدية كانت ضرورة لازمة لتهيئة الظروف السياسية والأمنية والاجتماعية لتنفيذ خطة الحرب التي أعلنها الرئيس صالح يوم 27 ابريل 1994م في خطابه الشهير من ميدان السبعين في صنعاء, حيث استغلت القوى المتنفذة في الشمال (السلطة ـ المعارضة) تلك الفترة, فوزّعت الأدوار في ما بينها, وأتقنت اللعب على جميع التناقضات السياسية (الجنوبية ـ الجنوبية) فدبرت المكائد والجرائم والاغتيالات السياسية, ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 150 شخصية سياسية واجتماعية جنوبية. وإذا كانت تلك الفترة قد مهدت الطريق لخوض حرب انقلابية على الوحدة السليمة, فإن المرحلة التي تلت الحرب قد جاءت لتقصي كامل مؤسسات دولة الجنوب (العسكرية ـ الأمنية ـ الإدارية) بعد إقصاء الإرادة السياسية الجنوبية صاحبة الفضل الرئيسي في تحقيق الوحدة, وتشريدها في المنافي القريبة والبعيدة, وذلك كعقاب جماعي فرضه منطق (الوحدة المعمدة بالدم) وحتمية (عودة الفرع إلى الأصل)!! .. ثم أعقب ذلك كمرحلة ثالثة، تبني السلطة الحاكمة لنهج استعماري داخلي, تمثل في نهب الثروات والبسط على الأراضي التجارية والزراعية الخاصة، من قبل أمراء الحرب، واستضعاف المواطنين في الجنوب وإذلالهم مطلع كل شهر بمرتبات التقاعد الشحيحة، وممارسة القوة المفرطة إزاء أي متذمر أو معارض أو رافض لهذا الوضع ونتائجه. [[[ وفي هذه المرحلة الأخيرة تحديدا, ثبت لأبناء الجنوب, في داخل الوطن وخارجه، أن ما يحدث على الأرض, هو فعل لا علاقة له بالوحدة, وهو نهج احتلالي صرف يهدف في الأساس الى ترويض الإرادة الجماعية الجنوبية وتدجينها وكسر شوكتها، حتى تقبل بما قبلت به قبائل (الزرانيق) في الشمال أثناء صراعهم ومقاومتهم لغطرسة النظام الإمامي . لكن الجنوب لم يقبل فانتظمت نخبه السياسية والاجتماعية والعسكرية في نسق (سياسي ـ نضالي) واحد, اختار أن تكون قيم (التسامح والتصالح) في ما بين الكل الجنوبي، قاعدة أساسية للانطلاق الرافض لذلك الواقع المؤلم, وشرطا ضروريا سابقا لمرحلة النضال السلمي ضد نهج الاستعمار الداخلي المتلحف برداء الوحدة الكاذبة, فانتفض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه في حراك سلمي حضاري, انخرطت فيه كل القوى السياسية الجنوبية بلا استثناء, وقدمت وما زالت تقدم ملاحم نضالية منقطعة النظير, وما زالت صنعاء تواجه هذا المد الشعبي الجنوبي بقوة السلاح وبالبطش والقتل والاعتقالات حينا وبالكذب والتزوير الإعلامي والدبلوماسي حينا آخر, وقد يستغرب القارئ اذا ما قلنا إن شهداء الحراك السلمي فقط قد تجاوز السبعين شهيدا, وان جميع هؤلاء الشهداء قد سقطوا في مسيرات سلمية برصاص حي مباشر جاءت أغلب إصاباته القاتلة في الرأس مباشرة, بفعل قناصة محترفين كانوا يعتلون أسطح المنازل ويصوبون رصاص الغدر تجاه المواطنين العزل من أبناء الجنوب أثناء مسيراتهم الحاشدة, في حين أن عدد الجرحى قد تجاوز الثلاثمئة جريح, إصابات البعض منهم خطيرة أو معيقة للحركة .. كما أن المئات الآخرين لا يزالون يقبعون في سجون نظام صنعاء ويقدمون صبيحة كل يوم إلى المحاكم الجائرة, وهي محاكمات دائما ما يكون فيها أعضاء النيابة والقضاة من الشمال. إن المواجهات مابين نضال أبناء الجنوب السلمي وقوات نظام صنعاء تحدث كل يوم بصورة غير متكافئة, وهي مواجهات تبلغ فيها درجة القمع منتهاها وتعمل على تشكيل حقد وكراهية تترسخ قواعدها مع كل حدث مؤلم ما بين الطرفين, ويهمنا هنا أن ننبه الإخوة العرب جميعا إلى خطورة ما يحدث, مؤكدين أن الوحدة انتهت. وأملنا أن القيم الأخلاقية والسياسية ذاتها التي انتصرت للكويت من عنجهية احتلال نظام البعث الغاشم سوف تدرك هذه الحقيقة وتقف إلى جانب الحق في الجنوب . ([) كاتب وسياسي يمني جنوبي نقلا عن السفير اللبنانية [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] التعديل الأخير تم بواسطة جبل حلين ; 06-27-2009 الساعة 01:05 AM |
#2
|
|||
|
|||
هذه الكتابات مطلوبه وبالذات على صحف عربية مقروئة
واشكر بن فريد على هذا العمل الوطني الطيب ولنا امل ان يبتعد عن اليمننة قدر الامكان |
#3
|
|||
|
|||
الأخوة الأعزاء جميعا .... مساء الخير
لاشك بأن المحور الاعلامي يعد احد اهم المحاور النضالية في معركتنا الحالية ضد نظام الاحتلال , واعتقد ان النظام نفسه قد ادرك مؤخرا اهمية هذا المحور فقام بعملية واسعة انتهت باغلاق منافذ الجنوب الاعلامية في الداخل بشتى الطرق والاساليب الرخيصة وكانت صحيفة ( الأيام ) الهدف الرئيسي الذي استطاع النظام بمكر ودهاء اغلاقها حتى وان دشن في سبيل ذلك مسرحية اغلاق صحف اخرى في نفس الوقت , وذلك للتعمية فقط على الهدف الرئيسي وهو ( الأيام ) ... ثم عمد بعد ذلك الى اعتقالات في صقفوف الاعلاميين الجنوبيين مثل رئيس تحرير المكلا برس , والاخ الاستاذ صلاح السقلدي وحتى مراسل قناة ( الجزيرة ) الجنوبي فضل علي مبارك لم يسلم من الأذى هو الآخر . ادركنا ذلك .. وحاولنا ان ننقل معركتنا الاعلامية مع النظام الى الساحة العربية التي لا تعلم شئ يذكر عن الوضع في الجنوب , وبمساعدة بعض الاخوة اوصلنا صوتنا الى صحف عربية محترمة مثل ( القدس العربي ) ثم ( السفير ) اللبنانية التي فتح الطريق لنا تجاهها اعلامي عربي نحتفظ باسمه , وهو الذي كتب التوظئة للمقال المنقول هنا ... وهو كتب المقدمة كمحايد وحتى يستفز الاقلام العربية الاخرى لطرح رأيها فيما ذكرت في مقالي : واليكم التوطئة : (( أيهما شر أكثر، وحدة ظالمة أم انفصال «مريح»؟ سلطة مركزية واحدة غير ديموقراطية، أم لا مركزية ضعيفة وهشة؟ اليمن عاش تجربة الانفصال الدامي، والوحدة القانية... هل من سبيل آخر لصيانة الوحدة تتأسس على الانتماء من جهة والديموقراطية من جهة أخرى... أم بات المطلوب تدخل «التحالف الدولي» الاحتلالي «لإنقاذ» الجنوب؟ وجهة نظر لسياسي جنوبي، تستدعي جواباً من مفكرين وسياسيين يمنيين وعرب. )) وعندما نشر المقال في صحيفة السفير كتب الي هذا الاعلامي العربي رسالة قصيرة في بريدي ... قال فيها انه قد اقنع القائمين على الصحيفة على فتح الموضوع للحوار بشكل عام ... وقد طلب مني ان اتواصل مع الأخوة الكتاب الجنوبيين في الداخل والخارج للكتابة حول قضيتنا الجنوبية , حتى ننقل صورة متعددة الابعاد لما يحدث في الجنوب ولتطلعاتنا المشروعة نحو الاستقلال ... لذا ارجو من الأخوة الكتاب المتميزين هنا في هذا المنتدى كتابة مقالات سياسية في هذا الشأن وارسالها الينا حتى نستطيع ايصالها للصحيفة ... ومن المهم ان يكتب الكاتب اسمه الحقيقي او اسم ثلاثي ان هو استحسن ذلك ... وشكرا |
#4
|
|||
|
|||
حيا الله الاستاذ أحمد عمر بن فريد
وأحيي فيك هذا القلم الرائع وحسن كتابتك وانتقائك للعبارات الهادفه بدقه وأحيي كذلك آبائك واجدادك الأحرار الكرام وكما أعلم عنك أنك معجب بشخصية المناضل (نيلسون مانديلا ) ولاحظ أنه ناضل من أجل شعبه من الداخل وبالأحرى من داخل السجن !!! حتى تم له ما أراد . |
#5
|
|||
|
|||
الاستاذ القائد احمد عمر بن فريد المحترم
حياك الله وابقاك ومثلما كنت في الداخل من اوائل من فتح نافذه للنور ليطل منها الجنوب ويصحو من سباته بعد ان وصل به الامر الى مداه في ظل ترسيخ الاحتلال ومعاناته هاانت اليوم تطل بالقضيه الجنوبيه على صفحات الصحف العربيه وتحقق هذا الاختراق الاعلامي المقرؤ في ظل التعتيم الغير مبرر والمدفوع مسبقا لتنطلق بعد ذلك قضيتنا لتتصدر العناوين على صدر الصفحات.... شكرا لكل الجهود المبذوله من قبلك في شتى المجالات..... نتمنى على الاخوة المميزين الا يبخلوا علينا بمواضيعهم البناءه عن القضية الجنوبيه... ودمتم. |
#6
|
|||
|
|||
نحيي بن فريد ودورة النضالي في تحرير أرض جنوب العرب من المهرة الى باب المندب .
|
#7
|
|||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||
|
#8
|
|||
|
|||
اخي العزيز بايلوت عدن اكيد تقصد الجنوب العربي !!!!!!!!! تحياتي
|
#9
|
|||
|
|||
الأخوة الأعزاء جميعا .... مساء الخير
لاشك بأن المحور الاعلامي يعد احد اهم المحاور النضالية في معركتنا الحالية ضد نظام الاحتلال , واعتقد ان النظام نفسه قد ادرك مؤخرا اهمية هذا المحور فقام بعملية واسعة انتهت باغلاق منافذ الجنوب الاعلامية في الداخل بشتى الطرق والاساليب الرخيصة وكانت صحيفة ( الأيام ) الهدف الرئيسي الذي استطاع النظام بمكر ودهاء اغلاقها حتى وان دشن في سبيل ذلك مسرحية اغلاق صحف اخرى في نفس الوقت , وذلك للتعمية فقط على الهدف الرئيسي وهو ( الأيام ) ... ثم عمد بعد ذلك الى اعتقالات في صقفوف الاعلاميين الجنوبيين مثل رئيس تحرير المكلا برس , والاخ الاستاذ صلاح السقلدي وحتى مراسل قناة ( الجزيرة ) الجنوبي فضل علي مبارك لم يسلم من الأذى هو الآخر . ادركنا ذلك .. وحاولنا ان ننقل معركتنا الاعلامية مع النظام الى الساحة العربية التي لا تعلم شئ يذكر عن الوضع في الجنوب , وبمساعدة بعض الاخوة اوصلنا صوتنا الى صحف عربية محترمة مثل ( القدس العربي ) ثم ( السفير ) اللبنانية التي فتح الطريق لنا تجاهها اعلامي عربي نحتفظ باسمه , وهو الذي كتب التوظئة للمقال المنقول هنا ... وهو كتب المقدمة كمحايد وحتى يستفز الاقلام العربية الاخرى لطرح رأيها فيما ذكرت في مقالي : واليكم التوطئة : (( أيهما شر أكثر، وحدة ظالمة أم انفصال «مريح»؟ سلطة مركزية واحدة غير ديموقراطية، أم لا مركزية ضعيفة وهشة؟ اليمن عاش تجربة الانفصال الدامي، والوحدة القانية... هل من سبيل آخر لصيانة الوحدة تتأسس على الانتماء من جهة والديموقراطية من جهة أخرى... أم بات المطلوب تدخل «التحالف الدولي» الاحتلالي «لإنقاذ» الجنوب؟ وجهة نظر لسياسي جنوبي، تستدعي جواباً من مفكرين وسياسيين يمنيين وعرب. )) وعندما نشر المقال في صحيفة السفير كتب الي هذا الاعلامي العربي رسالة قصيرة في بريدي ... قال فيها انه قد اقنع القائمين على الصحيفة على فتح الموضوع للحوار بشكل عام ... وقد طلب مني ان اتواصل مع الأخوة الكتاب الجنوبيين في الداخل والخارج للكتابة حول قضيتنا الجنوبية , حتى ننقل صورة متعددة الابعاد لما يحدث في الجنوب ولتطلعاتنا المشروعة نحو الاستقلال ... لذا ارجو من الأخوة الكتاب المتميزين هنا في هذا المنتدى كتابة مقالات سياسية في هذا الشأن وارسالها الينا حتى نستطيع ايصالها للصحيفة ... ومن المهم ان يكتب الكاتب اسمه الحقيقي او اسم ثلاثي ان هو استحسن ذلك ... وشكرا |
#10
|
|||
|
|||
اليمن.. عندما تتحول الوحدة إلى احتلال احمد عمر بن فريد 26/6/2009م -------------------------------------------------------------------------------- اليمن.. عندما تتحول الوحدة إلى احتلال احمد عمر بن فريد أيهما شر أكثر، وحدة ظالمة أم انفصال «مريح»؟ سلطة مركزية واحدة غير ديموقراطية، أم لا مركزية ضعيفة وهشة؟ اليمن عاش تجربة الانفصال الدامي، والوحدة القانية... هل من سبيل آخر لصيانة الوحدة تتأسس على الانتماء من جهة والديموقراطية من جهة أخرى... أم بات المطلوب تدخل «التحالف الدولي» الاحتلالي «لإنقاذ» الجنوب؟ وجهة نظر لسياسي جنوبي، تستدعي جواباً من مفكرين وسياسيين يمنيين وعرب. تبدو حقيقة ما يحدث في الجنوب لدى العالم العربي على وجه التحديد غير واضحة, بل أكاد أجزم بأن هناك صورة مغلوطة ترسخت لدى المجموع العربي على المستوى الشعبي وحتى على مستوى النخب السياسية والمثقفة, وذلك بفعل تغاضي وسائل الإعلام العربية لأسباب سياسية وغير سياسية, عن تغطية ما يحدث في الجنوب بشكل مهني, ونقل الصورة الحقيقة كما هي دون مواربة أو تجن على طرف من طرفي النزاع. كما أن استماتة وسائل الإعلام الرسمية في صنعاء جهة تزييف الحقيقة تبدو مؤثرة هي الأخرى, نظرا للإمكانيات الإعلامية الهائلة التي تحرف الحقيقة عن مسارها من قبل إعلام السلطة, في مقابل إمكانيات إعلامية متواضعة جدا يملكها الحراك الشعبي في الجنوب الساعي بإرادة جماعية صلبة متماسكة وغير مسبوقة على مستوى الجنوب ككل, نحو تحقيق الاستقلال وفك الارتباط من عرى وحدة هشة تحولت الى احتلال داخلي صريح جثم على كاهل الجنوب (الأرض والإنسان) منذ تاريخ 7/7/1994م حتى يومنا هذا . إن إجراء عملية مقارنة موضوعية بين ما حدث للكويت يوم 2 أغسطس آب 1990م وما حدث للجنوب يوم 7/7/1994م, سوف يقود أي محلل سياسي منصف للوصول إلى النتيجة نفسها من حيث الجوهر والمعنى والدلالة. فإذا كانت الكويت قد تعرضت في جنح الظلام إلى انتهاك واضح وفاضح لسيادتها كدولة مستقلة من قبل نظام دولة شقيقة انتهى باحتلال صريح مع مغيب شمس ذلك اليوم الأسود, فإن الوضع في الحالة الثانية تمثل في احتلال وطن عربي مستقل تقدم الى وطن عربي آخر بكل روح وحدوية وقومية سمحة, بهدف تحقيق وحدة متماسكة تحقق للشعبين أفضل النتائج الممكنة على صعد الرفاهية والاستقرار والتقدم والنماء. إلا أن الشريك الآخر نكث باتفاقية الوحدة وانقلب على بنودها وأفرغها من مضمونها ومحتواها وقيمتها الحقيقة, حينما جسد على أرض الواقع، ومنذ اليوم الأول لها فكرة، تاريخية عقيمة مستوطنة في ذهنية قبلية متخلفة, تقول بحتمية عودة (الفرع إلى الأصل) وهي ذات الفكرة القاتلة التي حاول نظام البعث في العراق ترويجها منذ اليوم الأول لغزوه دولة الكويت الشقيقة. وفي هذا الإطار فإنه من الأهمية بمكان الإشارة الى أن الجنوب قد عاش خلال الفترة الانتقالية للوحدة ما يمكن أن نطلق عليه (الفترة الانتقامية)، وهي مرحلة تمهيدية كانت ضرورة لازمة لتهيئة الظروف السياسية والأمنية والاجتماعية لتنفيذ خطة الحرب التي أعلنها الرئيس صالح يوم 27 ابريل 1994م في خطابه الشهير من ميدان السبعين في صنعاء, حيث استغلت القوى المتنفذة في الشمال (السلطة ـ المعارضة) تلك الفترة, فوزّعت الأدوار في ما بينها, وأتقنت اللعب على جميع التناقضات السياسية (الجنوبية ـ الجنوبية) فدبرت المكائد والجرائم والاغتيالات السياسية, ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 150 شخصية سياسية واجتماعية جنوبية. وإذا كانت تلك الفترة قد مهدت الطريق لخوض حرب انقلابية على الوحدة السليمة, فإن المرحلة التي تلت الحرب قد جاءت لتقصي كامل مؤسسات دولة الجنوب (العسكرية ـ الأمنية ـ الإدارية) بعد إقصاء الإرادة السياسية الجنوبية صاحبة الفضل الرئيسي في تحقيق الوحدة, وتشريدها في المنافي القريبة والبعيدة, وذلك كعقاب جماعي فرضه منطق (الوحدة المعمدة بالدم) وحتمية (عودة الفرع إلى الأصل)!! .. ثم أعقب ذلك كمرحلة ثالثة، تبني السلطة الحاكمة لنهج استعماري داخلي, تمثل في نهب الثروات والبسط على الأراضي التجارية والزراعية الخاصة، من قبل أمراء الحرب، واستضعاف المواطنين في الجنوب وإذلالهم مطلع كل شهر بمرتبات التقاعد الشحيحة، وممارسة القوة المفرطة إزاء أي متذمر أو معارض أو رافض لهذا الوضع ونتائجه. وفي هذه المرحلة الأخيرة تحديدا, ثبت لأبناء الجنوب, في داخل الوطن وخارجه، أن ما يحدث على الأرض, هو فعل لا علاقة له بالوحدة, وهو نهج احتلالي صرف يهدف في الأساس الى ترويض الإرادة الجماعية الجنوبية وتدجينها وكسر شوكتها، حتى تقبل بما قبلت به قبائل (الزرانيق) في الشمال أثناء صراعهم ومقاومتهم لغطرسة النظام الإمامي . لكن الجنوب لم يقبل فانتظمت نخبه السياسية والاجتماعية والعسكرية في نسق (سياسي ـ نضالي) واحد, اختار أن تكون قيم (التسامح والتصالح) في ما بين الكل الجنوبي، قاعدة أساسية للانطلاق الرافض لذلك الواقع المؤلم, وشرطا ضروريا سابقا لمرحلة النضال السلمي ضد نهج الاستعمار الداخلي المتلحف برداء الوحدة الكاذبة, فانتفض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه في حراك سلمي حضاري, انخرطت فيه كل القوى السياسية الجنوبية بلا استثناء, وقدمت وما زالت تقدم ملاحم نضالية منقطعة النظير, وما زالت صنعاء تواجه هذا المد الشعبي الجنوبي بقوة السلاح وبالبطش والقتل والاعتقالات حينا وبالكذب والتزوير الإعلامي والدبلوماسي حينا آخر, وقد يستغرب القارئ اذا ما قلنا إن شهداء الحراك السلمي فقط قد تجاوز السبعين شهيدا, وان جميع هؤلاء الشهداء قد سقطوا في مسيرات سلمية برصاص حي مباشر جاءت أغلب إصاباته القاتلة في الرأس مباشرة, بفعل قناصة محترفين كانوا يعتلون أسطح المنازل ويصوبون رصاص الغدر تجاه المواطنين العزل من أبناء الجنوب أثناء مسيراتهم الحاشدة, في حين أن عدد الجرحى قد تجاوز الثلاثمئة جريح, إصابات البعض منهم خطيرة أو معيقة للحركة .. كما أن المئات الآخرين لا يزالون يقبعون في سجون نظام صنعاء ويقدمون صبيحة كل يوم إلى المحاكم الجائرة, وهي محاكمات دائما ما يكون فيها أعضاء النيابة والقضاة من الشمال. إن المواجهات مابين نضال أبناء الجنوب السلمي وقوات نظام صنعاء تحدث كل يوم بصورة غير متكافئة, وهي مواجهات تبلغ فيها درجة القمع منتهاها وتعمل على تشكيل حقد وكراهية تترسخ قواعدها مع كل حدث مؤلم ما بين الطرفين, ويهمنا هنا أن ننبه الإخوة العرب جميعا إلى خطورة ما يحدث, مؤكدين أن الوحدة انتهت. وأملنا أن القيم الأخلاقية والسياسية ذاتها التي انتصرت للكويت من عنجهية احتلال نظام البعث الغاشم سوف تدرك هذه الحقيقة وتقف إلى جانب الحق في الجنوب . ([) كاتب وسياسي يمني جنوبي نقلا عن السفير اللبنانية الاستعمار الداخلي
??????? !!!!!!!!!! التعديل الأخير تم بواسطة fsa ; 06-29-2009 الساعة 01:42 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 12:56 PM.