القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الفكر العقل الذاكرة والدلالات العقلية من القران
بسم الله الرحمن الرحيم
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] بينما كنت اطالع في بعض ابحاثي السابقة حتى وقع بصري على بحث كنت قد ثيدته بحمد الله قبل حوالي خمس سنوات ولله الحمد .. ولان هذا البحث على قدر كبير وخطير من الاهمية القصوى في حياتنا فانني استعنت الله اولا واخيرا على تقييده في هذا المنتدى المحترم ..؟ الفكر والعقل والذاكرة ...ثلاثة متغيرات متعلقة باصل الا وهو القلب والذي يعمل بمبدأ (( وما جعل الله لرجل من قلبين في جوف))..اي ان القلب لايحتمل الا التعامل مع احد المرادين .. وهو ما كشف عنه الحقيقة الفيزيائية بانه لايمكن في نفس الوقت معاينة سرعة الجسيم وموضعه معا . كيف يفكر الناس ؟ كيف يعقل الناس ؟ كيف يتذكر الناس ؟ هل يمكن تسيير تفكير الناس من بعد؟ هل يمكن انساء الناس ذكريات معينة واستبدالها بذكريات اخرى ؟ هل توافق الاعراض المعنوية عقليا وتذكريا وفكريا في الناس يساعد على الاتصال فيما بينهم بغض النظر عن الزمان والمكان؟ هل يمكن تحريك ارادات الناس ورغباتهم الفكرية والعقلية والتذكرية من بعد؟ .... وغير ذلك من الاسئلة والاجابات الهامة سنتعرض لها باذن الله تعالى لاية مائة عام يمكننا تقسيم المائة العام الى ثلاثة اجيال.. ويمكننا تقسيم كل جيل كما يلي اولا جيل الاباء( 1-33) ويحوي على جيل اباء الاباء وهم من ( 1-11) اي من مواليد مثلا عام 1901-1911 جيل اباء الابناء وهم من ( 12-22) اي من مواليد عام 1912-1922 جيل اباء الاحفاد وهم من( 23-33) اي من مواليد عام 1923-1933 ثانيا جيل الابناء وهم الذين من عام ( 34-66) وفيهم جيل ابناء الاباء ( 34-44) جيل ابناء الابناء( 45-55) جيل ابناء الاحفاد(56-66) ثالثا جيل الاحفاد (67-99...)وهم احفاد الاباء(67-77) احفاد الابناء( 78-8 احفاد الاحفاد( 89-99..) طبعا العام المتبقي تكملة المائة العام يمكن تقسيمه على الثلاثة الاجيال من اربعة اشهر ... وهذه القاعدة متحققة لاية مائة عام في هذه الاجيال .. والسؤال هنا هل هناك علاقة فكرية وعقلية وتذكرية بين هذه الاجيال ؟ كيف يمكن تعزيز هذه العلاقة لمصلحة الامة ؟ هل يمكن الاضرار بهذه العلاقة فكريا وعقليا وتذكريا بين هؤلاء الاجيال لاضعاف الامة ؟ والان دعونا ندرس قليلا مقتضيات ولوازم وموجبات الفكر والعقل والذاكرة من القران حتى يتسنى لنا باذن الله تعالى الاحاطة الحسنة بتفاصيل الموضوع اولا الفكر قال تعالى((ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون)) البقرة 266 ان في هذه الاية اسرررررار عظيمة وهامة ..؟ اولا قوله تعالى (( ايود)) في بداية الاية .. وقوله تعالى(( تتفكرون)) في نهاية الاية دليل على ان هناك علاقة بين التمني او الاماني من مقتضى قوله تعالى (( ايود)) - اي هل يتمنى- وبين الفكر .. وهذا امر هام ينكشف لنا بحمدالله من هذه الايه بان الفكر مسؤول عن التمني - المستقبل- او الطموحات.. ولكن هنا امر هام تبينه لنا الاية وهو ان الله تعالى بين .. هل يتمنى احد منا ان تكون له مزارع وحدائق جميلة وواسعة كانها الجنة ولكنه لايمتلك وسائل واسباب النفي والاثبات لادارة هذه المسؤولية والمدافعة عنها .. لانه ما الفائدة ان تكون عندك هذه الجنة من المزارع والاطيان وليس عندك القوة الكافية(( واصابه الكبر)) .. ولا عندك النصرة الكافية(( وله ذرية ضعفاء)) .. ولم يكن عندك القوة على الغرس اذا ما حلت عليك المصيبة (( فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت)) .. ولا عندك النصرة المعاونة على مدافعة هذه الكارثة... ان الامر خطير جدا..جدا..جدا. ان هذا يعني لنا ان التمني للاحوال المستقبلية عند الناس كاصل للخروج من ازماتها النفسية والقلبية والعقلية مع عدم التوافق مع مقدرات وطاقات الانسان على الاثبات بالبناء والتربية والانشاء ومقدرات وطاقات الانسان على النفي بالمدافعة والمقاومة والمكافحة يؤدي الى الاصطدام والانهيار والتهلكة... ولنأخذ مثالا واقعيا على مثل هذا الشيء موجود اليوم .. بعض الناس يطلبون من الامة ان تتخذ مواقفا تجاه اعداءها فيها من التمني والاماني ما لا يتوافق مع مقدرات الامة على ان تكون على هذا الموقف الذي يبنيه بعض الناس على اساس التمني والاماني - ببساطة الامة العربية لاتمتلك السلاح الذري والنووي- فكيف نطلب من الامة تبني مواقف تجعل العدو لن يتردد في استعمال مثل هذا السلاح ضدها عند الشعور باهمية استعمال هذا السلاح لهم .. فهذه الاية تبين كيف ان التمني (( ايود احدكم)) يجب ان يكون متوافقا مع القدرات المتاحة في الناس .. ولهذا قال تعالى(( فاصابه الكبر وله ذرية ضعفاء)) اي ان القدرات في هذا المتمني وانصاره لاتتفق مع امنياته وطموحاته في ادارة هذه المسؤولية الكبرى .. وهناك مثال اخر يؤسفني ان اذكره ولكنه حقيقة واقعة وهو ان من المتحمسين ما يتمنى ان يحكم البلاد والعباد باسم الشريعة والدين .. ولكن هذا المتحمس او هؤلاء نجدهم للاسف قد فشلوا بادارة المسؤوليات البسيطة كادارة مدرسة او معهد او جامعة..الخ.. يجب ان يكون طموحنا على قدر ما نمتلكه من قوة واستطاعة لقوله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم)).. ولا يعني اننا بهذا الكلام نروض الناس على الماسوشية ولكننا نريد القدر المتاح من الاستطاعات والامكانات المتاحة لنا لنعمل بها ولانشق على الناس بمواقف لا تتوافق مع امكاناتهم واستطاعاتهم الحسية والمعنوية وبذا يتبين لنا بحمد الله كيف ان هناك علاقة بين ما يتصوره الفكر من طموحات وامنيات بين الشروط المتصلة بتحقق ذلك .. حيث تبين الاية ان التصورات الفكرية للاحوال المستقبلية مقيدة بشروط الشرط الاول تعلق الحال - اي الحاضر الذي تتصور فيه الطموح- بالزمن والقدرة لقوله تعالى (( واصابه الكبر)) .. فلاينبغي لنا ان نتصور الطموحات والتي تكشف لنا الاية بان تصورها فكريا داع لتحققها واقعيا الا اذا كان الحال الذي نحن فيه متوافق مع الطموح .... فمن غير المعقول ان نطلب من رجل تجاوز الخمسين من عمره ويعاني من الضعف الجنسي مثلا ان نجعله يتصور انه متزوج اربع نساء في العشرينات من اعمارهن ..حتى ينبني على اساس هذا التصور الفكري قدرة جنسية فيه .. فهذا مخالف لسنن الله الكونية ولهذا قال تعالى (( واصابه الكبر)) ولايمكن لانسان يعاني مثلا من العرج او الضعف البدني الجبلي والذي غير قابل للمعالجة ان نطلب منه ان يتصور انه هالك هوجن او سنوكا سوبر فلاي .. الشرط الثاني تعلق المآل- اي المستقبل الذي تؤول اليه الطموحات- بالاستطاعة التوريثية ولهذا قال تعالى ((وله ذرية ضعفاء)).. والتي هي محل الموروث الذي سيدير الطموح والامنيات ... وهذا يدل على ان من اهم متطلبات الاستراتيجيات للناس هو مقدرة هذه الاستراتيجية على توريث القدرة جيلا بعد جيل على توارث النجاح الذي حققه الجيل الاول في طموحاته ... فمما ينبغي لنا عندما نرسم الطموحات في افكارنا مراعاة هذين الشرطين .. ولذا فان من الحكماء ما يدرك انه في الحال الذي يكونون فيه لايستطيعون من تحقيق الطموح .. ولكنهم يسعون الى توريث هذا الطموح في الاجيال القادمة والمقيد بشرط يستنتج من المفهوم المخالف لقوله تعالى (( وله ذرية ضعفاء)) اي يجب ان يكون الذين يتم التوريث لهم هذا الطموح ذرية اقوياء .. وهذا مربط الفرس الذي ندعوا الله تعالى ان يعيننا ان نورثه لابناءنا وابناء ابناءنا باذن الله تعالى اذا .. اتصال الحاضر بالمستقبل في الطموحات الفكرية عبر تصوراتهم الذهنية للنجاح مقيد بشروط المقدرة والقوة والاستطاعة .. وغير ذلك سيكون مجرد وهم وسراب .. وكثير من الناس من يعالج بعض مشاكله بالتصورات الفكرية الغير متوافقة مع مقدرته الزماحسية ومعنوية - اي نسبة للزمان والقدرة الحسية والمعنوية- ولا يضع الاعتبار لمن ستؤول الامور من بعده فيصطدم بالواقع وقد يجد اخرين من سطو على ما اسسه من بنيان تعب وكدح فيه. ولعل في كلامي انشاء الله ما يغني اللبيب الى ان التصورات الفكرية للطموحات يجب ان تكون مقيدة ومراعية للشروط السابقة حتى لاتصطدم طموحاتنا بواقع اكبر منا واقوى من مقدراتنا فنتحول الى يائسين (( ولا تيأسوا من روح الله انه لاييأس من روح الله الا القوم الكافرون))او الى متطرفين (( ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة)) لازلنا بحمدالله مستهدين بنوره الذي اضاءت به السماوات والارض ومستلهمين من هدايته تعالى الكونية والشرعية ما نستبصر به سبل السلام مصداقا لقوله تعالى(( سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق )) وقوله تعالى(( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)) في حديثنا حول الفكر..؟ قال تعالى ((يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون)).. ولعل من المعارف الهامة التي يجب ان نقولها وهي ان كلام الله تعالى مبني على الاتصال والانفصال .. اتصالا يقوي بعضه البعض حسيا ومعنويا وانفصالا يضعف حجج الشيطان بعضها ببعض.. بحيث ان كل كلمة ترد في كلام الله تعالى الا ولها تحقق بالتضمن او باللزوم او بالمطابقة او باثنين منهما او كلاهم , فيتم استنباط الصرائح العقلية والمعرفية والتي لايمكن ان تتعارض او تتناقض مع صحيح المنقول .. فمثلا يجب ان نسأل انفسنا لماذا اورد الله تعالى بعد ذكر الخمر والميسر في نهاية الاية كلمة((لعلكم تتفكرون)) ..لماذا لاتكون لعلكم تتدبرون او تعقلون او تتذكرون او تبصرون او تسمعون.. اذا هناك حكمة من وجود كل كلمة مع تلك الكلمات الاخرى وفي تلك الايات .. فنحن اذا نستنور بنور الله تعالى(( ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور)) العلاقة والحكمة من وجود هذه الكلمة مع تلك الكلمات بنور مقيدا بنور الكتاب والسنة في الخلق والامر والاية ببساطة تبين ان ليس كل ما نحصل بسببه على منافع يخلو من الاثم .. اي ليس كل شيء يوصلنا الى نتيجة نافعة يخلو من نتيجة آثمة (( قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس)) وقيد الله تعالى هذا النفع المتحصل بان الاثم المتصل به اكبر منه(( واثمهما اكبر من نفعهما)) .. وختم الله تعالى الاية ب(( لعلكم تتفكرون )) ...لان الفكر هو تلك الملكة التي تمتلك المقدرة على تقدير تفاوتات الحسن بينه البين والقبح بينه البين بحيث تلغي من الحسن والنفع ما يكون بسببه ذهاب نفع وحسن اكمل وادوم كما قال تعالى ((قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير)) .. والناس الكمل هم الذين يبحثون عن النجاحات الكاملة والدائمة وان كانت تتحقق بالتدريج والبطىء , كما المحت الى مقصودي هذا سابقا في موضوع الحضارم اكمل الناس برمجة لغوية عصبية كاشارة الى النجاح المتحقق بالثوابت والعواصم والمحكمات الكونية والشرعية اكمل وادوم من النجاحات المتحققة بالمتشابهات والظنيات وان كانت سريعة ونافعة وموجودة عيانا تحدثنا عن الفكر وبقي ان نتحدث عن العقل.. قال تعالى ((قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم عمرا افلا تعقلون)) يونس..يبين الله تعالى الى ان القدرات العقلية تنشأ في الانسان بالتسلسل واللتتابع والتدريج زمكانيا .. ذلك ان قول الله تعالى في نهاية الاية (( افلا تعقلون)) كدلالة على ان من العقل ان الكلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اذا لم يكن من عند الله الذي جاءه صلى الله عليه وسلم دون تسلسل زمكاني عقليا لتتحقق له المعارف العقلية بالتدريج .. وكان من عند نفسه صلى الله عليه وسلم لتدرج وتسلسل خلال عمره الزمكاني .. ولكنه صلى الله عليه وسلم لبث فيهم عمرا وهو لم يأتي بهذا الكلام .. الا ان يكون من عند الله تعالى. المعارف العقلية اذا تترسخ في الانسان زمكانيا خلال عمره الذي يعيشه في زمكانات معينة.. وهنا نستنتج ان من اهم الاسباب في زيادة المعارف العقلية هو التنقل زمكانيا في الارض.. ولعل المسمى العصري لهذه التنقلات عند الغربيين هو السياحة , ويمكنك ببساطة ان تقارن بين الشخص الذي يسافر في الارض من حيث المعارف العقلية وبين الشخص القابع في قوقعته الزمكانية.. لان الرسول صلى الله عليه وسلم احتج بقوله لقريش(( فقد لبثت فيكم عمرا افلا تعقلون)) .. لان التقوقع في الزمكان المعين يقتضي التقوقع في نفس المعارف العقلية ولهذ قال تعالى بعد قوله تعالى(( فقد لبثت فيكم عمرا))..(( افلا تعقلون)). وقد اشار الدين الاسلامي الى سنة الله تعالى الكونية والشرعية بالتغيير الزمكاني بالهجرة والسير في الارض (( افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون)) يوسف 109 .. ولان السير في الارض- السياحة- قد يقود الى التعلق بالدنيا فتجد ان الله تعالى يختم الاية بقوله تعالى(( ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون)).. لقد وردت مدلولات - ذكر- في القران اكثر من مدلولات - فكر- و مدلولات - عقل- .. ولعل من احسن ما نورده في هذا المقام هو كيف انه بالتذكر في احداث زمكانية تتم معالجة الانسان بالخروج من ظلمة الضيق الكوني والشرعي الى نور السعه الكونية والشرعية ..قال تعالى((ولق ارسلنا موسى باياتنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور) ابراهيم 5 وعلينا ان نعرف الحالة التي كان عليها وفيها بني اسرائيل ذلك الوقت.. الايات القرانية تصف انها كانت حالة من النكد والضيق والهم واليأس والقنوط والانهيار المعنوي للارادات .. انها حالة مرضية تعادل كثير من حالات الناس اليوم ليس بسبب الفشل الذاتي في حياة الشخص .. ولكن بسبب الفشل الاممي للامة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم - تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى- .. ولانك انت نقطة - اي خلية- في هذا الجسد الكبير فلابد انك تعاني من الهم العام بنصيب يعادل تفاعلك معه من الصدق والاحساس .. لقد امر الله تعالى موسى عليه السلام ان يذكرهم بايام الله .. اذا التذكر وسيلة حسنة لاستعادة الثقة ولكنه مقيد بزمكان محدد وهو ايام الله اي تتذكر المواقف الناجحة في حياتك او في حياة الاخرين التي يحبها الله ويرضى بها تعالى وليس كل موقف اذا هو محل التذكر .. والسبب في ذلك ان للتذكر اثرا بالغا في توجيه الارادات العمليه في الانسان ويتراكم تدريجيا حتى يشكل في الانسان ارادة جازمة توجب عليه اقوال وافعال معينة .. فكان لابد وان يكون التذكر مقيد - بايام الله- والذي هو محل اصوبه واخلصه من مرادات الله الشرعية في الكتاب والسنة ... ولكن يتبين في قصة بني اسرائيل ان التذكر لاستعادة الثقة كان جزء من العلاج الاولي .. ولابد ان يكون ذلك لان غير ذلك يقتضي ان يكون عبادات الناس فقط عبارة عن اذكار وهذا مما لم يأتي به الدين الاسلامي ...فكان لابد من علاج عملي يقتضي المشقة والكدح بان يتيهوا في الصحراء اربعين سنة من اجل صقل الارادات الحسية والمعنوية على الهم والعزم والاصرار بقي لنا ان نجتهد في معرفة الذي يعمل به القلب مع الفكر والعقل والذاكرة...ذلك ان تعلقهم بالقلب كتعلق الفرع بالاصل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم - الا ان في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح سائر اعضاء الجسد واذا فسدت فسد سائر اعضاء الجسد الا وهي القلب- والقلب يعمل بمبدأ(( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)) اي بالنفي والاثبات والاتصال والانفصال والجمع والتفريق .. فعندما يصادف القلب حالة شعورية كالغضب او الفرح او الحزن ...الخ فان الفكر والعقل والذاكرة تتأثر لهذه الحالة الشعورية فيستحث الفكر على تصور مذاهب التعامل مع افعال وردود افعال هذه الحالة الشعورية .. فيتصل القلب بالذاكرة ليستخرج من المخزون المتواجد فيها اقوال واعمال مناسبة تعزز هذا التصور الفكري فيقوم القلب بدور النفي والاثبات لكل خاطرة ترد من الذاكرة ليحقق لها الاتصال او الانفصال والجمع مع او التفريق مع ما وقع في الفكر بسبب الحالة الشعورية التي صادفت القلب.. ويحتاج القلب الى طريقه - آلية- لتنفيذ رغبة هذه الحالة الشعورية من العقل .. ومن هن يتضح ان ثمة دورة بين الفكر والعقل والذاكرة يهيمن عليها ارادات واحوال القلب الذي هو محل المضغة والمتعلق بها صلاح او فساد الجسد .. واذا كانت موجبات النفي والاثبات والاتصال والانفصال والجمع والتفريق المهيمنة على مرادات القلب في الانسان هي المرادات الشرعية فانها تظهر على شكل حلال او حرام اما اذا كانت موجبات ومقتضيات ولوازم النفي والاثبات والاتصال والانفصال والجمع والتفريق المهيمنة على القلب هي المرادات الكونية فانها تظهر علي هيئة خير او شر صح او خطأ.. واذا كان هناك تناسب بين المرادين في الانسان فينعكس اثر هذا التناسب على الانسان في اتخاذه للقرارات .. فمثلا عندما تريد ان تلقي خطبة او موعظة .. فانك تتصور بفكرك الموعظة التي تريد ان تقولها للناس وترسم النوقعات والاحتمالات والتي هي من متعلقات الفكر المتصلة بهذه الموعظة .. فتتصل بالذاكرة التي فيها مخزون من الايات والاحاديث واقوال العلماء ويقوم القلب بالنفي والاثبات لكل اية او حديث او قول وتحقيق الاتصال والانفصال له وبه حتى تجتمع بالجمع وتتفرق بالفرق ليتكون لك بناء من الايات والاحاديث والاقوال هي عمدة ما تأسس بفعل تلك الدورة والمحكومة من القلب بالنفي والاثبات والاتصال والانفصال والجمع والتفريق .. فتتكون عندك موعظة وخطبة جاهزة .. ولان الاصل في هذا كله هو النية التي في القلب اما ان تكون خالصة لله تعالى او ان يكون فيها بعض من شوائب الشرك او الرياء او الشهرة او العجب بالنفس او الرفعة او الرياسةاو..الخ فانه يتحقق الكمال والتوفيق من الله تعالى بان يسدد تلك العملية التي جرت داخلك لما يحبه تعالى ويرضاه او ان يصيبها بعض من نفس ونفحة الشيطان- والله اعلم نبيل العوذلي كاتب بمواقع عديدة اشهرها الساحات السعودية - الساحة السياسية |
#2
|
|||
|
|||
احييك
السيد الكريم / نبيل العوذلي أنتهيت لتوي من قراءة جل مواضيعك يبدو أنك كاتب كبير ومثقف ... أحييك وأحيي فيك هذه الروح الصادقة تحياتي وتقديري على موضوعك القيم جداً |
#3
|
|||
|
|||
تسجيل حضور وجزاك الله الف خير وبارك الله فيك
ودمتم بخير |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 04:50 PM.