في تطور مفاجئ أعلن مساء أمس بمحافظة شبوة عن تاسيس التحالف الوطني الديمقراطي الجنوبي .
وجاء في بيان التأسيس - المكلا برس تنشر نصه كاملاً لاحقاً - ( ان المنحى الذي سارت عليه الوقائع والاحداث ومانتج عنها من أزمات وحروب تؤكد أن خطوة 22 مايو 90م التي اعلن عنها بين الدولتين لم تكن خطوة يراد منها ان توصل الى اتحاد حقيقي بينهما .. اتحاد يحفظ لاعضاءه حقوقهم وكرامتهم بقدر ما وفظت لادخال الدولتين في سيناريو الالغاء والتدمير الذاتي ) واضاف البيان ( اذا كان لنا ان نسمي ما انجزته خطوة 22 مايو فهو لم يتعدى إعلان الدولتين إلغاء وتذويب شخصيتهما الدولية لصالح كيان اتحادي لم ير النور ) ومضى البيان يقول ( اننا نتعامل مع نظام حكم يقوم على التسلط والغطرسة ولا يضع ميزاناً لمصالح المنطقة ومصالح شعبي الدولتين التي تقوم عليها معادلة مايو 1990م ... أننا أمام سلطة تقودها الاطماع ويحكمها الجهل وبالتالي فأن الانتظار لحلول ومعالجات يعني انتظار الولوج في نفق المجهول .. ان شعب الجنوب وهو يعيش ويعاني وطأة واقع الاحتلال الذي فرضته حرب 94م استشعر الاخطار الجدية التي تحيط به وبالمنطقة عموماً حين قرر الا يقف وقفة المتفرج السلبي أزاء ما يجري من احداث تمسه وتمس مصيره وتضع المنطقة كلها في منزل خطر ) واوضح البيان ( ان المسار العام لتطور الاحداث قد وضع القضية الجنوبية على ابواب مرحلة تحول نوعي يفرض الحاجة الى ظهور إطار سياسي تنظيمي يستوعب هذا التحول ويعبر عنه ) واكد البيان ان الجنوب اليوم يعيش حالة اللا وطن واللا وحدة واللا دولة واللا شرعية وهو واقع ضمن منطقة استباحة كاملة لكل حقوقه الأمر الذي يضعه أمام مفترق طرق خطير يرتبط بكينونته يكون او لا يكون وأشار البيان ( ومن واقع المشكلات الكبرى التي تشكل بمجموعها ما نطلق عليه اليوم ( القضية الجنوبية ) يتشكل على نحو واضح واضع الطابع الوطني للقضية فهي ليست قضية حزب أو احزاب ولا قضية منطقة او محافظة بعينها ولا شخص ولا اشخاص ولا شريحة دون الشرائح والجماعات الاخرى .. انها قضية كل ابناء الجنوب بكل مكوناتهم الوطنية والمدنية .. الكل معني بما يحدث ويشكلون بمجموعهم القوى الفاعلة التي يقع عليها التنظيم والتنسيق فيما بينها وحشد كل الجهود لما من شأنه انقاذ شعب الجنوب والنهوض به من اجل مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه مصيره ) وقال البيان ( ان الجهد الجنوبي الذي ينبغي ان يتم لا بد له ان يأخذ في الصميم الأبعاد كلها بشقيها الداخلي والخارجي فالقضية الماثلة امامنا هي قضية قائمة بين طرفين ، طرف استبيحت كل حقوقه وطرف يمارس الإلغاء والاقصاء والاستباحة باشبع صورها وهو وضع لم يتاح للطرف الاخر إلا بسبب الماضي الانقسامي الذي نتج عنه تدمير الذات الجنوبية بكل مكوناتها الأمر الذي هيأ الاجواء للإلغاء التي يتعرض لها شعب الجنوب اليوم ... وذلك يعني أن للقضية أسباب ونتائج .. الاسباب التي ترتبط بالداخل الجنوبي والنتائج ترتبط بالاخر ، والجنوبيون معنيون بتحمل المسؤوليات لما يحدث لهم لأنهم هم من فتح الابواب وجعلوا الطريق معبدة أمام الاخر لاستباحة حقوقهم وعليهم اليوم ان يعملوا بصدق على تجاوز حالة الانقسام وإزالة كافة الاسباب التي مهدت لكل ما يعانيه الجنوب اليوم ) واوضح البيان ( ان شعب الجنوب يمثل وحدة بشرية طبيعية تقوم على اقليم جغرافي معلوم يمتد من المهرة شرقاً حتى باب المندب غربا وبحدود دولية معروفة ومعترف بها حدود ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) التي اعلنت عن توحدها مع جارتها ( الجمهورية اليمنية ) في مايوم 90 وهي الحدود ذاتها على امتداد آلاف السنين ) ومضى البيان يقول ( ان التحول النوعي في مسار القضية الجنوبية الذي يعبر عن نفسه في بلوغ ما تشهده الساحة من حالة الاتساع والنضوج في الحراك الشعبي المدني يطرح وبالحاح متطلبات الانتقال من حالات المبادرة القائمة على ردود الافعال وحالات التنسيق البسيطة بين المكونات في الامتداد الوطني والمدني الى حالة التنظيم التحالفي الواسع التي يمكن ان يشكل اساس لاطار سياسي جديد يقوم على رؤية سياسية واضحة تتضمن أبعاد الحق والسياسة على السواء في اطار يستوعب تكوينه القوى الفاعلة في الحراك الشعبي المدني السلمي ) وقال البيان ( وتماشيا مع كل ذلك يجب الأخذ في الحسبان الحاجة الى تجاوز حالة الفراغ السياسي ومنع استغلاله من قبل القوى المناهضة للحراك وجره من جديد الى الفتنة والانقسامات الداخلية ) واعلن البيان ( عن قيام التحالف الوطني الديمقراطي الجنوبي إطاراً سياسياً عريضاً حاملاً أهداف القضية الجنوبية ومشروعها السياسي وهو اطار ابوابه مفتوحة لكل القوى الجنوبية الفاعلة والمؤمنة بقضية الجنوب ويمثل يوم الاعلان هذا فرصة مناسبة لتدشين الاعلان عن قيام أولى الأطر التنظيمية للتحالف الوطني الديمقراطي فرع محافظة شبوة كما يجري بموازاة ذلك التجهيز تباعاً للاعلان عن فروع محافظات الجنوب الاخرى ) واوضح البيان ( ستكون للتحالف الوطني الديمقراطي الجنوبي هيئة وطنية عليا وهيئات فرعية في المحافظات والمديريات وسيكون له ميثاقه الوطني ) .