صراع الأضداد ... في الجنوب والشمال هل فعلا ً هم النخبة ؟..!!!

[الصحّاف]

صراع الأضداد ... في الجنوب والشمال هل فعلا ً هم النخبة ؟...!!!



بعد كل هذه السنوات من الحوارات والنقاشات حول القضايا اليمنية و الجنوبية بما أني جنوبي أؤمن بدولتي ولا أختلف مع أحد حول الاسم أو الإنتماء كجهة كما يطلق على الجهات الأربع وبما أن الجنوب دولة مستقلة توحدت مع الدولة الشمالية عبر الشراكة في عام 1990م وبالطرق السلمية كنتيجة لأكثر من تسعة عشر اتفاقية مبرمة بينهما ...
و قرأت الوضع حول الأسباب التي تؤدي إلى تراجع اليمن والجنوب ... ووصل بهم الأمر إلى الدرك الأسفل من التخلف والحالة المزرية كنتيجة لسوء الإدارة ورأس النظام ... ووجدت أن هناك صراع الأضداد ... ليس لهدف بناء الدولة وإنما هي غريزة عربية متأصلة ومتجذرة في عقليتهم المتخلفة منذ زمن بعيد ... ويبدولي أن الأجيال يتوارثون تلك العادات السيئة ويتركون الجميلة منها والمجدية ... ولايقبلون بالحداثة مطلقا ً ... أو أن يمشون كما ينبغي أن يكون عليه العالم المتحضر ... حيث أن هناك صراعا يسمى الأضداد وهو أزلي في تاريخ جنوب الجزيرة العربية ... حيث يرون أن الحكم يجب أن يكون مناطقي وأنا ومن بعدي الطوفان ... وحينما وصلت إلى جزء من الأسباب تذكرت فكرة بناء سدمأرب حيث جاءت فكرته لأسباب : وهي أن الصراعات القبلية كانت تتصاعد حتى تسيل الدماء في مملكة سبأ وخاصة ً حينما ينزل قطر المطر فكلا ً يشهر سيفه في القبائل السبائية ... ووصل بهم الأمر إلى أن يبحثون عن حل لكي ينهوا هذا الصراع وذهبوا إلى ملكة سبأ وأشارت عليهم بقولها ( هل ستقبلون حكمي) فبادر القوم بالموافقة والنزول عند حكمها فبادروا بأن حكمها هو الفصل بالأمر على أن يكون هناك حلا ً جذريا ً للصراع ... وكان الحكم السبائي بأن ابنو سدا ً لكي يحفظ المياة ومن ثم ستكون المشكلة أقل تعقيدا وسيكون هذا السد (الحل للصراع ) وهو ضمان لمشروع لدولة وتنظيم الحياة أيضا ً ...
هكذا (الحكماء) .. وفعلا ً شيّد سدمأرب ونزل الخير عليهم ... ومن ثم أطلق عليها أرض السعيدة وأرض سبأ الذي كان له من الأولاد عشرة ... إلا أنها لم تكن دولة يمانية كما نقرأ لأن كلمة يمن تطلق على الجهة الجنوبية من الجزيرة العربية وهذه الدولة تقع في الجهة التي تسمى اليمن وهو جزء من الدول الواقعة في هذه البقعة من الأرض وأيضا ً لقلة السكان في المنطقة كانت الشهرة لسبأ حيث أنها الدولة المنظمة والتي تحمل اسم دولة أو مملكة ... والدليل جاء بالأثر أن أولاد سبأ عشرة منهم ستة تيامنوا وأربعة تشائموا وهذا كدليل على أن اليمن جهة ...
وإيضاً كان يطلق عليها سبائية وحسب نوعية الدولة يطلق عليها الاسم الخاص بهم والذي يميزهم بين العربان على قول العرب ...
وهكذا التاريخ يسرد لنا العبر حتى وصل بهم الأمر إلى أن يطلبوا من الله أو من إلههم أن يفرق بين أسفارهم من النعمة التي وصل إليها مملكة سبأ وهذه هي البطرقة لتأتيهم النقمة ...
وفجئة جاء كاهن إلى عمرو بن عامر الأزدي وهناك روايات تقول أنها جاءته رؤيا وأخبره بنهيار السد ... فلم يعد الرجل كما كان ويريد أن يهرب من هذا الخطر ليكون في منأى وحتى لايتهمه أحدا ً بالجبن والهروب وفختلق لنفسه عذرا ً وحجة للهروب والنزوح إلى السليل ...
والغريب بالأمر أنه تصرف بطريقة غريبة حيث طلب من ولده أن يضربه كفا ً على وجهه لكي يتم النزوح من مضارب سبأ ويكون في منأى من إنهيار السد ... وتمت العملية كما كان يخطط لها ... وضربه ولده ولهذا سمي الملطوم وفي بعض الرويات أنه من ملوك سبأ وصاحب السد ... ومن ثم حرّم تلك الأرض أمام الملأ والتي بها يضرب الولد أبيه ...
و ألخلاصة فيما نريد إيصاله أن بعض العادات العربية هي سببا ً في تأخرنا وسوء حالتنا ... ولهذا أرى بأن الأسباب في تراجع اليمن والجنوب هي صراعات الأضداد والمناطقية ورؤوس القوم هم من يلعب اللعبة ... ويكون الضحية فيها الشعب المسكين ... وبالتالي مازال الجنوب والشمال يعاني من مرض الماضي البعيد والقريب في صراعات النخب ... والحل بوجة نظري أن يتم تذويب هذه العادات وبنظام قوي يستطيع فرض الواقع المعاصر بالعدالة وبالتساوي ويأمن للإنسان الحياة الكريمة ما لم كل واحد يأخذ حقه كما يشاء ... ولن يُعطى هذا الحق إلا حينما يبرم لهذه الأمة أمر رشد وقيادة تحمل فكرا ً ناضجا ً كملكة سبأ عالي الجودة لإجتثاث أسباب الصراعات فهل سنرى هنالك قيادة وفكر جديد يأخذ لواء الحرية والتبيق العملي للقانون الإلهي الذي يعطي كل ذي حق حقه ؟ ...



تحياتي

[رحّال]

نفسي اعرف هل تنطبق هذه الرواية على علي سالم البيض يا صحّاف خليك من الشفرات واتي من الآخر

[الصحّاف]

أخي رحال
الصداقة لاتعني بأن تفشي مايدور بيننا خلف الكواليس أمام الملأ وترك السطور ومشفرة ... ربما أن الأخ علي سالم البيض أصبح ملطوما ً وترك الأرض والإنسان وقتدى بعمرو بن عامر إلا أن الأمر كما يقولون التاريخ يعيد نفسه وعاد نفسه في عصر علي سالم البيض ... وأظنك تتذكر حينما كنا معا ً ذات يوما تدارسنا قصة عبدالملك إبن مروان حينما عرف سر البشر وأشتراء الذمم لتوطيد ملك بنو امية ومن ثم سيطر على المشرق والمغرب ... تذكرها .. المهم لي معاك جلسة ... خاصة ... نتدارس التاريخ المعاصر ... يا عجوز حيث أن الجنوب في عصر مليون قائد ومليون متحدث رسمي ... فلا أظن أن تبزق شمس الضحى بسهولة ...