حتى يفهم اخواننا في الشمال سبب ثورتنا في الجنوب

[نبيل العوذلي]

حتى يفهم اخواننا في الشمال سبب ثورتنا في الجنوب

يبين الله تعالى في القران الامثلة واهميتها تبسيط بعض المفاهيم بالامثلة...وعدم التكلف والحياء في ضرب هذه الامثلة للناس(((ان الله لايستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...)))
ويبين الله تعالى كيف ان هذه الامثال تكون بها عبرة للعقلاء ..ولغير ذلك لاتكون
والمثل الذي اريد ان اضربه للاخوة في الشمال وسبب ثورتنا في الجنوب..هو انك خل بأنك قد تزوجت من امرأة ..وعشت معها..ستكون لها تجربة وخبرة وعرف من بيئتها واهلها وكذلك انت ..
اذا ما حاولت ان توجب العرف والسياسة والادارة والخبرة والتجربة في ظل سير الحياة والعشرة وفق ما تراه فقط في تجربتك وسياستك وخبرتك وعرفك المستمد من بيئتك واهلك وتاريخك او هي حاولت فقط ان تعتمد تجربتها وسياستها في ادراة البيت وحركة الاسرة ..حتما سيحصل الظلم والانفصال ....وبغض النظر عن موجب الذكورية والانثوية في الشمال والجنوب واين هو الموجب الذكوري والموجب الانثوي بمقتضاه ولوازمه كما يحلو للبعض ان يصوره مطلقا علىانه في جهة دون الاخرى .. وما اميل اليه ان هذا الموجب موجود اصلا في العنصرين ذكر او انثى للتبادلية الثنائية الزوجية في الخلق والامر .لكون الاحدية الصمدية فقط في الله تعالى

اقول هذا ما حصل بين الشمال والجنوب..وما يريد ان يقرره الاخوة في الشمال خصوصا الحزب الحاكم معنا نحن في الجنوب...انه يريد ان يقول ان لاتجربة ولاسياسة ولاحكمة ولاخبرة الا في الاصل بحسب توهمه في الشمال ولابد من ان يكون الفرع تابعا للاصل متناسيا ان سنن الله تعالى الكونية في الخلق والامر منها ما هو ثابت لايتبدل ولا يتحول ومنها ما هو متحرك بالتجديد والنسخ والامحاء
(((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)))(((ما ننسخ من اية او ننسها نأت بخير منها او مثلها)))
لم يعتبر الحزب الحاكم بنتاج اليمن شمالا وجنوبا الفكري السياسي الاجتماعي بوثيقة العهد والاتفاق واخذ يعتمد تجربة جزء بسيط من تجربة وثقافة الشمال...((حتى الزيدية بأئمتها لم يعتبر لها))..وانما اعتبر لفلسفة الوسطية لليمن الاوسط بعنصرها الكوني التاولي للنصوص كما كشفنا عنه في فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب دون الاعتبار حتى للوسطية من اليمن الاوسط الجنوبي ..فاعتمد وسطية المحور الرأسي بين اليمن الاعلى والاوسط والاسفل ولم يعتمد موسطية محور الافقية لليمن شمالا وجنويا وشرقا وغربا للمراد الكوني جغرافيا وسياسيا واجتماعيا..مع ان الصواب هو اعتماد وسطية المحورين افقيا ورأسيا

ان الحاجة ماسة لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه ونحن على استعداد تام في سبيل المصالح الاستراتيجية العظمى