لاتذبحوا الجنوب ياقادة الحراك !!!

[اسدالجنوب]

لاتذبحوا الجنوب ياقادة الحراك !!!
بقلم / ريما الشامي

لن يكون هناك غير خاسرو احد فقط جراء صراع الزعامات الذي يعصف حاليا بقيادات الحراك الجنوبي وهذا الخاسر الوحيد والأوحد هو الجنوب الأرض والانسان والهوية ولن تصب خلافات ناصر النوبة وحسن باعوم ورفاقهما الا في صالح جهة مستفيدة واحدة فقط هي سلطة7يوليو التي دمرت الجنوب ، وعلى هذا فلتقرر قيادات الحراك وجهتها وتحدد الى أي مصير تريد ان تقود اليه الجنوب.
لقد استخدم الرئيس صالح وسلطة7يوليو كافة امكانيات الدولة من مال عام وسيارات ووظائف لشراء ذمم وولاءات قادة الحراك الجنوبي ولكن لم تفلح ، لجأت أيضا سلطة7يوليو الى أساليب احياء الصراعات القديمة بين الجنوبيين لكنها فشلت أيضا ، اعتقلت قيادات الحراك ونشر الجيش في الجنوب وفرضت عليه حالة الطوارئ لكن كل ذلك لم يزد أبناء الجنوب وحراكهم السلمي الا قوة وثباتا وايمانا بقضيتهم العادلة ثم اذا بنا نفاجأ بصراعات داخلية في أوساط قيادات الصف الأول في الحراك هذه الخلافات التي بدأت تؤثر سلبيا في مسيرته وتشق صفوفه وتشرذم فعاليالته وتجعله ينشغل بعيدا عن أجندة نضالات أبناء الجنوب وقضايا الحراك الحقيقية الى صراعات البحث عن الزعامة وتشكيل الهيئات واذا ما أستمر الوضع الحالي على ماهو عليه فهذا يعني أن قادة الحراك الجنوبي قد ذبحوا قضيتهم بأيديهم مباشرة فعلى الأقل لم يكن الرئيس صالح يتوقع بأن تنتهي مسيرة الحراك الجنوبي الى هذه الطريق الذي سيسهل عليه كثيرا ضرب الحراك وانهاء القضية الجنوبية بتعاون قادة الحراك أنفسهم والخوف كل الخوف هو أن يكون الرئيس صالح قد اخترق صفوف قيادات الحراك في ظل ماتشهده الساحة الجنوبية حاليا من انقسامات وتشكيل هيئات خاصة والرئيس صالح يجيد اللعب على سياسات التوازنات و ضرب معارضيه ببعضهم واستخدامهم كروت لضرب قضيتهم .
ان هناك قضايا جوهرية حساسة تدخل في صلب مهام النضال السلمي للحراك الجنوبي والمفترض أن تكون هذه القضايا على قائمة أجندته لكن الملاحظ انها مهمشة ومهملة لاتحظى بالاهتمام الكافي بسبب الانشغال بصراعات الزعامة الذي تشهده حاليا ساحة الحراك ، واستمرار اهمال هذه الأجندة الهامة سيترتب عليه لاحقا تصفية القضية الجنوبية برمتها .
ان أخطر ما يواجه الحراك الجنوبي اليوم ويقابل بالاهمال واللامبالاة هي مسألة الانتخابات القادمة التي ستكون بكل تأكيد مرحلة فاصلة في مسيرة الحراك والقصية الجنوبية ، ففي حالة نجاح سلطة7 يوليو في فرض هذه الانتخابات على الجنوب وافشال مقاطعة الجنوبيين لها فان هذا يعني بكل بساطة ذبح للقضية الجنوبية والمؤشرات الحالية تؤكد بأن مقاطعة الانتخابات القادمة مسألة غير مفعلة على أجندة الحراك ولا تحظى بالاهتمام المطلوب كمرحلة فاصلة وحاسمة سيتحدد عليها مصير الجنوب برمته ، والسبب كما أسلفت هو الانشغال عن هكذا أجندة نضال هامة وجوهرية بالصراع على الزعامة .
لا شك أن قيادات الحراك يدركون خطورة مسألة الانتخابات القادمة على المصير الذي ستؤول اليه القضية الجنوبية وعليه فاننا ندعوهم لتأجيل صراعات الزعامة الى مابعد الانتخابات وأن تكرس في هذه المرحلة كل الجهود والفعاليات على الساحة الجنوبية في اتجاه خلق موقف شعبي جنوبي رافض ومقاطع لانتخابات سلطة7يوليو الديكورية والمزورة .
سنذكر قادة الحراك الجنوبي أن مصير الجنوب اليوم يقع على مفترق طرق وسيتحدد على ضوء الموقف الشعبي الجنوبي من مسألة الانتخابات القادمة وعليه فانه في حالة مقاطعة شعب الجنوب لتلك الانتخابات فان ذلك يعني بكل وضوح رفضه لسلطة7يوليو ولحرب صيف94 والوضع المختل الذي ترتب عليها وهذا يعني رفض الجنوبيين للانقلاب العسكري على الوحدة السلمية واتفاقاتها بتلك الحرب المشؤومة وسيكون لهم في هذه الحالة الحق الطبيعي والسياسي في اتخاذ القرار الذي يعبر عن ارادة أبناء الجنوب فيما يخص مستقبل وطنهم وفقا لاتفاقيات دولة الوحدة و للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن بشأن حرب صيف94 ، أما في حالة مشاركة الجنوبيين في الانتخابات فهذا يعني اقرارهم بسلطة7يوليو وشرعية وجودها والقبول بسياسات النهب والاقصاء والالغاء التي تمارسها منذ 14عاما ضد الجنوب كما ستضرب مشاركة الجنوبيين في الانتخابات مصداقية وعدالة القضية الجنوبية وتوجه اليها سهما قاتلا في الصميم.
انه من غير المقبول أن نجد هذا الموقف المتراخي ازاء أخطر مسألة سيتحدد عليها مصير الجنوب بعد مسيرة نضال استطاعت فيه فعاليات الحراك أن تفرض القضية الجنوبية على الأجندة المحلية و الاقليمية والدولية لتنتهي هذه القضية على مذبح صراعات الزعامات فيما على الجانب الأخر نشاهد أحزاب اللقاء المشترك تفعل أنشطتها وتنزل الى أوساط الناس لتوعيهم بمقاطعة الانتخابات على الرغم من حقيقية أن الحراك الجنوبي قد تجاوز أحزاب المشترك خلال الفترة الماضية بمراحل كثيرة استطاع من خلالها أن يعيد تشكيل أطراف المعادلة السياسية و يفرض القضية الجنوبية كطرف أساسي وشريك رئيسي في الحياة السياسية والاقتصادية و الاجتماعية وعلى المستوى المحلي والدولي.
وبعد كل هذا هل نأمل من قادة الحراك ان يعودوا الى رشدهم ويستفيدوا من تجارب الماضي المؤلمة والممتـــدة منذ مابعد الاستــــقلال في 30 نوفمبر وحتى حرب صيف94 وسنذكرهم مرة ثانية وثالثة والف ونقول لهم ان حال وطنهم اليوم الذي يقبع تحت تحت نير سلطة7يوليو التي تنهبه وتدمره وتلغي هويته انما كان ذلك بسبـب تفكك جبهته الداخلية وصراعات أبنائه ،،،، أفـــــلا تكــــــفي اذن تجربة 13يناير وماقبلها لتعطي قادة الحراك دروسا كافية ليغيروا طريقة ادائهم ويسلكوا طريقا أخر ولئلا يسلموا وطنهم وقضيتهم بأيديهم لمن ينهبه ويدمره ويستبيح خيراته وثرواته فيما هم يعيشون مشردين فيه غرباء ومقصيين ولايجدون حتى لقمة العيش .