((( الحضرمي .. يماني ..!!! )))

[بوعمر]

الحضرمي .. يماني




لطالما حاول اليمانيون إثبات يمانية الحضرمي ، محاولاتهم الدائمة في هذا الخضم لا تزال واحدة من تعاريف المبادىء بين حضرموت واليمن على مدار سنوات طويلة لم تستطع حتى مرحلة الوحدة اليمنية من إذابتها ، بل أن الحضرمي حتى وهو يذوب في يمانية القادمين إلى هويته يبقى حضرمياً بصفات الحضارمة الخالصة حتى وهو يذوب في يمانية الدولة ...

نطرق هذا الباب في إطار تصدر قصيدة حضرمية أخيرة تذم في اليمن وتذهب إلى تصحيح مفهوم رئيس يتلخص بعبارة ( الحضرمي ما هو يماني ) ، وفيما عجت المنتديات وخصوصاً الحضرمية منها بمئات التعقيبات والتعليقات المعجبة بالقصيدة المنسوبة للشاعر مبارك عمر باعكيم لفت نظري أن غالب المواقع الإلكترونية التي نصبت نفسها في صف ما أطلق عليه ( الجنوب العربي ) كانت من أكثر المواقع اهتماماً بهذه القصيدة بل أن موقع ( حركة تاج ) وضعها ضمن أهم مواضيع الساحة السياسية ...

لافت جداً هذا الاهتمام بالقصيدة ولكن القصيدة من وحي عنوانها تضع نقاطاً كثيرة لطالما كانت ساقطة عن حروفها فالحضرمي ليس باليماني ، تقسيم صحيح للتاريخ والمنطق أيضاً ، الحضرمي بهويته وتاريخه وحضارته ومورثه الاجتماعي في فسطاط واليماني أيضاً بتاريخه وهويته في فسطاط آخر ، هنا فقط يمكن احتواء حقيقة حضرموت واليمن في إطارها الصحيح بل والدقيق جداً ...

المشكلة ليس عند اليماني المعترف بكيان حضرموت وتاريخها وجغرافيتها ، المشكلة لدى الأدعياء بأنهم يمثلون الوجه الجنوبي العربي ، هذا الوجه الذي خرج بعد أن أيقن رفض الحضارمة للعودة إلى الفكر الماركسي المتمثل في دولة اليمن الجنوبية المنتهية قانوناً في الثاني والعشرين من مايو 1990م والتي حاولت الحياة من خلال حرب صيف العام 1994م ولكنها لم تعد لأن قانون الحياة لا يعيد الموتى بعد دفنهم في باطن الأرض ...

الجنوبيين في مفهوم الجغرافيا يعودون إلى الكيان اليماني شاؤوا أم رفضوا فمجمل مناطق عدن ولحج وأبين وأجزاء كبيرة من شبوة تعود إلى اليمن بحكم الجغرافيا والتاريخ أيضاً ، لا يعني التفاف الجنوبيين اليوم على المفهوم الصحيح الصريح لانتمائهم اليماني غير محاولتهم الدنيئة المتواصلة تمكنهم من إحكام القبضة على حضرموت الوطن والهوية ...

لفظ ( الجنوب العربي ) لفظ يمت لغباء أصحابه فحتى هم لم يستطيعوا الترويج له والتمكين لحضوره في الأجندة السياسية الدولية بل وحتى الإقليمية ، فعلى الرغم من وضعية الدولة اليمنية من ضعف بداية من الاقتصاد الهش وتواصلاً مع الحرب الأمريكية على ما يسمى الإرهاب وحتى بلوغ الظاهرة الأخيرة المسماة بالقرصنة الصومالية على ضفاف خليج عدن بقيت قضية الجنوب العربي مجرد مطالب موظفين ومسرحين من موظفين وعسكريين مضى على قضيتهم ما يقارب الخمسة عشر عاماً ...

الأوطان في قضاياها المهمة لا يمكن أن تنحصر في أيقونة مكذوبة وهذا ما يحدث مع الجنوبيين بينما اختصر الجانب الحضرمي حراكه تحت بند مشروعية الحضور الحضرمي الصريح كما جاء في ثورة الفاتح من سبتمبر 2007م عندما دشن المكلاويين شعار حراكهم بـ ( حضرموت شرعية قبل الوحدة والشرعية ) ، وهو المفهوم الذي أطر الوجود للقضية لولا حضرموت لما كانت موجودة ...

( الجنوب العربي ) هو التمادي في الكذب والخديعة والتآمر ، ( الجنوب العربي ) هو جزء من الكيان الشيوعي الذي أحال بين حضرموت ودولتهم ، هذا الجزء هو الذي يريد أن يعود من خلال انتهاز الكراهية لحكم دولة الاحتلال اليمني لأرض حضرموت وكيانها ، هذا الجنوب العربي ليس موجوداً في غير اختراعات التاريخ التي حاول من خلاله المجتهدين انتهاز فرص تاريخية ولت وانتهت مع ميلاد دولة الجنوب اليمني في الثلاثين من نوفمبر 1967م ، فالمؤامرة هي ذاتها المؤامرة ، والخديعة هي ذاتها الخديعة فكل الجنوب هو لليمن وليشرب الجنوبيين الجدد من كأسهم اليمانية الأولى ...

الحضرمي ما هو بيماني ... نعم ونحن هنا لا نزايد على حضرمي حتى وغن سار في الدرب اليماني الجنوبي أو الشمالي فكل الكل يماني ، الحضرمي بذاته هوية وحضارة ، وإن قال بعض من الحضارمة لننجز في هذا المشروع مشواراً ولو يسيراً لعله يفتح لنا باباً لوطننا الحضرمي ، وهنا نقولها قد سار في ذلك من قبل شيخان الحبشي يرحمه الله في ذات المشروع ( الجنوب العربي ) فماذا أخذ غير الحسرة والوجع وضياع الوطن الحضرمي في غياهب اليمنيين الجنوبيين وأشقائهم الشماليين ...!!!

يقول المحضار الحضرمي :
كلين يعرف بتخطيط الستاير
ياريت تخطيطهم يرسم صور
ذلا تهاويل تخجل من عبر
لا نفع فيها ولا منظر جميل