قناة الجزيرة القطرية والعداء لقضايا الجنوب ومنع نشر مقابلة مع العطاس

[اسدالجنوب]

أعتبر متابعون للحراك الجنوبي أن إحجام قناة الجزيرة القطرية عن نشر مقابلة سجلتها مع المهندس حيدر العطاس منذ أشهر ليس إلا تكريساً لنهج القناة القطرية في دعم نظام صنعاء في محاولاته المستمرة للتعتيم على الحراك الجنوبي الرافض للوحدة القسرية مع الجمهورية العربية اليمنية المفروض عليه منذ حرب 1994. وكان العطاس قد ذكر في مقابلته مع صحيفة النداء اللقاء الذي لم يبث مع قناة الجزيرة حيث قال "قبل فترة تحدثت في قناة الجزيرة وقلت إذا صح كلامهم بأنهم يستهدفون الحزب الاشتراكي، فهاهم قد أقصوا الاشتراكي، لكن شعب الجنوب باق" ويبدو من هذا الاقتباس أن الجزيرة فضلت عدم إغضاب صنعاء بنشر اللقاء.

إذ يرى متابعون أن القناة القطرية قد دأبت على تجاهل ما يجري من حراك متواصل في كل مناطق الجنوب رغم سهولة الحصول على الأخبار من قبل مراسليها أو حتى عن طريق الاتصال الهاتفي بقادة الحراك الجنوبي. كما قالوا أن الجزيرة تنتهج نهج التلاعب بالمسميات وذلك عندما تضطر إلى نشر أخبار الحراك الجنوبي.

ورأوا أيضاً أن ما تقوم به الجزيرة من تعتيم وتلاعب بالأخبار يرقى إلى مستوى الخصومة أحياناً كثيرة ويبتعد بالقناة عن العمل الإعلامي المحترف. فعلى سبيل المثال تصف الجزيرة مظاهرات الحراك الجنوبي ب"مظاهرات المعارضة اليمنية" كما تسمي معتقلي الجنوب بمعتقلي المعارضة أو بالمعارضين الاشتراكيين.

إلا أن الكثير من المتابعين لتعامل قناة الجزيرة مع الحراك الجنوبي رأوا أن أسباب هذا التعتيم والتحريف الممارس على فعاليات الحراك إنما يعود أولاً إلى إنتماء جميع مراسلي الجزيرة في اليمن إلى ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية وهي الطرف المنتصر والمسيطر في الصراع الجنوبي الشمالي.

كما أن دولة قطر – الإمارة النفطية الصغيرة - قامت على الدوام بدعم نظام صنعاء في كل معاركه السياسية والعسكرية وذلك بسبب بحثها عن دور سياسي في المنطقة في عهد الأمير الإبن الذي خلع والده من الحكم. وتمارس الإمارة هذا الدور عن طريق الوقوف ضد كل مواقف المملكة العربية السعودية حليفة الأمير المخلوع.

وقد ظهر إنحياز قناة الجزيرة جلياً في عدم استضافتها لأي من الرموز السياسية المحسوبة على الجنوب وعلى الحراك الجنوبي سواء أكانوا من رموز الداخل أو الخارج. إذ أنها عندما تقوم بمناقشة فعاليات إحتجاجية كبرى في الجنوب فأنها تستضيف غالباً معارضين سياسيين شماليين يحاورون مسئولين سياسيين شماليين أيضاً.

وقد أستبعد محللون سياسيون إستمرار الجزيرة في هذا النهج وذلك بسبب تنامي حجم الحراك وتنوع أساليبه حيث أصبح يخرج عن محاولات فرض الرواية الرسمية لنظام صنعاء والذي لطالما ألتزمت بها قناة الجزيرة. كما أن العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية قد بدأت في تغطية فعاليات الحراك الجنوبي بسبب تنامي تأثيره.