جنود على بوابة الذكريات

[انا الجنوب الحر]

في رساله كتبها الاخ محمد احمد البيضاني بعنوان رسالة الى محمد سالم باسندوة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] ونقلها الى المنتدى الاخ المشرف ( ابن حضرموت ) كانت الرساله جميلة في كل كلماتها ولكن شدني الحنين الى موضوع وقفت انا عنده وهو ماذكره الكاتب عن ساحل حقات وابو الوادي وشدني الحنين والذكريات لتلك المنطقة الجميله كشريط لفلم جميل يعرض امامي . في احدى زياراتي الى وطني الحبيب الجنوب العربي فكرة بالدهاب الى ساحل حقات لكي اعيد ذكريات الطفولة في تلك المنطقة الجميلة من مدينة عاصمتنا الابديه عدن ولكن على مسافة امتار من بوابة نادي التلال الرياضي تقف حراسه مدجج بالسلاح تمنع كل من يحاول الدخول الى تلك المنطقة ومع ذلك غامرة واقتربت من تلك الحشود العسكريه الهمجية من قوات الاحتلال وفجاءه التف حول سيارتي دات اللوحه الاجنبية الحشود من العسكر ومن كان قاعدا منهم هب واقفا وعلى وجوههم علامات الدهشة والاستغراب ولسان حالهم يقول من هذا الذى تجراء للقدوم الى هنا رغم انه بامكانه الانعطاف يسارا باتجاه جزيرة صيرة وبدات تتكاثف الاسئله من اليمين والشمال عن وجهتى فاخبرتهم باني ارغب بزيارة صديق وزميل لي في الدراسه بجميع مراحلها وسالوا عن اسمه وسكنه واخبرتهم عنه انه طارق مكاوي وهو ابن اخ المناضل عبدالقوي مكاوي وقريب المناضلة المنسيه نجوى مكاوي . وزميلي طارق يسكن في احدى العمارات الملاصقه لدار سينما بلقيس امام مسبح حقات ولكنهم اجابو بانه لم يعد يسكن احد من المواطنين في هذا المنطقة وانها اصبحت منطقه عسكريه . يالهم من جنود لا يفرقو بين منطقة عسكريه ومنطقة خاصة ( حيث انها اصبحت من املاك ال الاحمر ) وبالتالي هي منطقه خاصه وليس عسكريه واخبرتهم يا اخوان فقط اريد اذا ممكن عمل لفه صغير الى قرب المسبح والعوده ولكنهم رفضوا وقد بدا عليهم علامات الضيق واثناء حديثى معهم مرة لمحات عن تاريخ المنطقة وكيف كنا ونحن اطفال ناتي الى هنا للسباحه في المسبح وبوابته التى تلف مع صوتها المزعج والشبيه ببوابة الدخول بصهاريج عدن وعندما كبرنا ولم يكن معنا قيمة الدخول كيف كنا ندخل من خلال القفز من على السور المواجه للشاطئ مع العلم اننا كنا نكثر من استخدام السور في الا يام المخصصه للنساء حين كنا نبلغ من العمر 12 سنه ... وعندما كانت تقام مبارة كرة قدم بين فريقين من حواري عدن كنا نقوم بحجز الملعب من الصباح وقد يصل الامر بان نبيت على ارضية الملعب من اجل حجز الملعب لليوم التالي عصرا حيث ان في المنطقه كان يوجد ملعبان احدهم تم تخصيصة لاحقا لقاعة فلسطين وهذان الملعبان يتعارك عليه كل من يريد ان يقوم بمبارة عليه وكانت تسيل دماء وتقرح رؤوس من اجل السيطرة على الملعب واعتقد ان الكثير من شباب تلك الايام من ابنا الجنوب يتذكرون تلك الايام الجميله على ساحل وملاعب حقات ثم هناك سينما بلقيس والتي عادة كانت تعرض الافلام الهنديه والصراع المميت امام شباك التداكر من اجل الحصول على تذكرة الدخول . كما كانت تلك السينما تعرض افلام مخصصه للاطفال صباح كل جمعة الله يرحم ذلك الزمان الجميل ما قبل الوحده الملعونه .. واذا تقدمت عشرات الامتار ما بعد سينما بلقيس تصل الى مصنع كنا نطلق عليه الكسارة وهي مخصصه لتكسير الحجار وعمل البردين حسب اعتقادى وهي منطقه مرعبه مابعد المغرب يقال ان الجان يكثرون هناك هكذا كنا نعتقد ومنطقة الكساره هي بداية الطريق طلوعا الى معاشيق ولكن في منتصف الطريق وبين الجبال على يمينك ممر للتوجه الى ابو الوادي وهو من اجمل الشواطئ بعدن وهناك كانت لنا ذكريات جميلة جدا ويوجد به مسجد يطلق عليه مسجد ابو الوادى وفيه قبر يطلق عليه ايضا قبر ابو الوادي ويقال انه من الاولياء الصالحين . ثم وعلى اطراف الشاطى يسارا تمر على شريط مابين الجبال والبحر لتصل الى منطقة ( هنا تتداخل عليا الاسماء مابين اسم يطلق على هذه المنطقة هو ساكن الباب او راس القارب ) واعتقد ان الاسم هو ساكن الباب ومن ذكرياتي هناك على منطقة ساكن الباب وهو اسم مرعب بحد داته ان تلك المنطقة تكثر فيها الاسماك لمن يعشق ويهوى الاصطياد وكنت انا واحد الاصدقاء نصطاد في تلك المنطقة وخيم علينا المساء وبدانا بالتحرك عائدين ولكن لم نصل قمة منطقة الخروج من ابو الوادي والا وقد كان الظلام مخيما علينا وقبل الوصول الى منطقة الكسارة كان لنا موعد مع الجان واللى لم يخطر في بالي قط بان اكون احد من يلتقون بهم كانو يمرون بقربنا وبعباءات سوداء ودون وجوه لاوجود للوجه فقط فراغ وكنا نلتصق بسور الطريق الدي لايرتفع عن الارض سوى نصف متر مما كان سايودي بنا الى السقوط الى البحر من ذلك المرتفع وكان المرض حليفنا بعد تلك الفاجعه ولمدة 3 ايام . . . ذكريات جميله يريد المحتل ان يمسحها من رؤوسنا من خلال منعنا من زيارة تلك المنطقه حتى يحين اجل كل من له فيها مواقف واحداث وانا على يقين ان جيل مابعد الوحدة من ابناء عدن وابناء الجنوب الحر لا يعرفون شئ عن تلك المنطقة ولا ولن يسمح لهم بان يروا او يعرفوا بان على عاصمتهم توجد اجمل واروع ماصنع الله على الارض . ذكريات هناك وتصبح من الناطق المنسيه والمحرمه على جيل ما بعد الوحده واذا واصلت الطلوع حتى القمه فانك والله تصل الى اجل مناطق العالم كله جمالا هنا في القمه المحرمه توجد مساحه كبير عليها مجموعة من الفلل الخاصه سابقا بالقيادات البريطانيه موقع يشيب له الطفل من جماله ولو تلقي نظره على البحر من تلك القمه يخيل لك انك ترى العالم كله امام ناظريك انه جمال وسحر وروعة الخالق سبحانه وتعالى . تلك هي حقات وقمتها جبل معاشيق .

وفجاه سمعت صوت افاقني من سباتي انه الجندي يخبط على سيارتي طالبا مني المغادره فورا فغادرة وانا ادعو الله ان اتمكن يوما من زيارة ابو الوادي وساكن الباب ولا يهم ان كنت ساقابل الجان فهم ارحم من الاحتلال .

تحياتي لكل من يقول انا جنوبي حر

ابن كريتر