القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
هواجس ياسين: أزمة قيادة أم أزمة حزب .. بقلم / عبده النقيب
هواجس ياسين: أزمة قيادة أم أزمة حزب
أخبار الساعة – خاص -عبده النقيب كثرت في الآونة الأخيرة تلك المقابلات وتلك التحليلات النظرية التي يقدهما أمين عام الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان مترافقة مع التطورات المأساوية للأوضاع في الجنوب, يحاول من خلالها ياسين بلورة الرؤى والمعالجات لهذه الأزمة المستفحلة التي تزداد حدتها يوما عن يوم ويزداد الفعل والوعي الجنوبي معها زخما وعنفوانا. المتتبع لتصريحات ومتابعات الدكتور ياسين منذ عودته من مقر إقامته في الإمارات العربية المتحدة يلحظ أن كل الرؤى والحلول التي يسوّقها لم تذهب بعيدا عن ماتراه وتخطط له سلطات الاحتلال اليمني تتغير وتتناقض بحسب الوضع والحاجة, وفي كل الأحوال ظلت مجرد قراءات وتصريحات ومحاولات لم تثمر ولم تحدث صدى داخل منظمات الحزب التي تكاد تكون مشلولة في اليمن وخارجةما عن السيطرة وعن أي ارتباط تنظيمي على مستوى الجنوب بشكل عام .. هكذا ظلت تلك الأطروحات تدور في إطار ضيق على مستوى هيئات الحزب العليا التي انشقت هي نفسها وأصبحت قرارات الحزب تتخذ وتطبق في إطار ضيق نخبوي بعيدا عن قناعات القواعد وخاصة في الجنوب لذا وجد الحزب نفسه بعيد عن الشارع يدار من قبل هيئته العليا كمجموعة من الموظفين يصرف عليها القصر الذي كبلها بالتزامات لا تستطيع الفكاك منها أو مقاومتها. تلك الهيئة بدت عاجزة عن وقف حالة التدهور والانعزال الذي أصاب الحزب في مقتل, تقدم المبادرات والمشاريع لكنها لم تحض بآي نجاح يذكر مما دعي بقيادة الحزب إلى إصدار التصريحات وكيل التهم إلى أناس من كوكب أخر بالتأمر على الحزب وتاريخه ومحاولة إقصاءه من الحياة السياسية وبالذات عن دوره في الجنوب. إن الشئ المحزن والملفت أن أحدا من قيادات الحزب لم يدع إلى مراجعة نقدية لتاريخ الحزب وأخطاءه في محاولة لفهم عمق المأساة والكارثة التي أحاقت بالجنوب والمسئول عنها دون جدل الحزب وحده الذي تحكم بكل شئ منفردا في الجنوب واتخذ القرارات المصيرية التي نجمت عنها هذه الكارثة والمأساة.. في تقديري أن هول المأساة التي يعاني منها الجنوب اليوم صارت أكثر بكثير من أن تتم مراجعتها وتجاوز الأخطاء التي سببتها وبالتالي الخروج منها لأن الوقت قد صار متأخر جدا والحزب صار مشلول الأوصال فاقد البصيرة شطبته قيادته عمليا في نوفمبر 1989 بانقلاب ابيض أستكمل كل ما أبقت مأساة 13 يناير 1986 التي قضت على الغالبية العظمى من كوادر الحزب والدولة الجنوبيين بين قتيل ومشرد فجاء انقلاب نوفمبر ليشطب بجرة قلم كل المنجزات الاجتماعية والاقتصادية للجنوب والتي كان يتكئ عليها الحزب نفسه بما في ذلك هيئات الحزب الدنيا التي كانت مشلولة غير قادرة على مقاومة الانقلاب الذي كان بمثابة خروج السمك من الماء ليبدأ شعب الجنوب وقواعد الحزب الجنوبية في مسيرة التشرد والغربة التي ذهبت بهم إلى نفق مجهول. أدرك مسبقا أنني سأواجه بنقد وامتعاض كبيرين على كتابتي هذه من قبل عدد من أبناء الجنوب ممن يقدسون الوهم على حساب الحقائق, تحت مبرر أننا لا نريد أن ندخل مع أنفسنا في دوامة وانه من الأفضل أن نوجه سهامنا وجهودنا بمختلف اتجاهاتنا نحو سلطات الاحتلال.. وهو رأي فيه بعض الصواب فقط .. لكني أؤمن بأننا لن نتجنب الوقوع في الكارثة إذا لم نعتمد الشفافية والجرأة خاصة ونحن نخوض اليوم معركة مصيرية ليست مقطوعة عن الماضي وتقديسنا للماضي هو خطأ قاتل سيمكن أعداء الثورة الجنوبية من استغلال هذا الموقف ضد مصالح الجنوب الإستراتيجية. قد اتفق مع أننا في الجنوب رفعنا شعار التصالح والتسامح والتضامن من أجل إنجاز أولويتنا الأولى في الظروف الحالية وهي التحرر من الإحتلاال اليمني واستعادة الدولة المستقلة ووقف المشروع الجهنمي - الذي داهم الجنوب يجتث كل ماله علاقة بالجنوب وتاريخه ولا يميز بين الاشتراكي أو ألرابطي أو التحريري فالكل في مشروع الاحتلال اليمني أعداء لابد من تطهير الجنوب منهم والاحتفاظ بأرض الجنوب فقط أما الشعب الجنوبي في نظر المحتلين اليمنيين فهم جميعا ليسوا يمانيين أما وأن الاستعمار قد جلبهم من الهند والصومال وباكستان أو أن موج البحر قد جاءت بهم من غرب أفريقيا وجنوب شرق أسيا - لذا أجد نفسي غير موافقا على السكوت عن ذلك الماضي ونقده لأن ذلك خطا أخر سنكرره وسنقضي بهذا الخطأ على هذه الثورة المباركة التي وحدت الجنوب شعبيا من أقصاه إلى أقصاه في وجه الاحتلال اليمني في وضع لم يألفه الجنوب في تاريخ كله. بالإضافة إلى ماسبق أيضا أن ما دفعني للكتابة هنا وفتح الباب الذي ربما لا يتفق معي حوله بعض زملائي في قيادة (تاج) حول تجنب الخوض في هذه المسائل بسبب حساسية التوقيت وقد كنت أيضا أحمل نفس القناعة هي تجربة أربع سنوات من العمل الدءوب والمباشر قد وضعتني أمام هذه الفاجعة والقناعة وهي أن الأغلبية الساحقة من الكوادر العليا للحزب الاشتراكي اليمني ودولة الجنوب المتواجدون في الخارج هم اليوم من يحاول إعاقة مشروع الاستقلال الجنوبي بدأً من الوقوف موقف المتفرج السلبي حيال ما يتعرض له الجنوب وانتقالا إلى دور التشكيك والتحريض ضد هذه المشروع الشعبي وانتقالا للتقارب والتحالف مع أحزاب اللقاء المشترك التي تستخدم الحزب كمطية ضد الجنوب وأخيرا إلى الارتماء في أحضان السلطة في خدمتها ضد ثورة الجنوب وأهل الجنوب. الرؤية هذه ليست قابلة للتعميم لأن هناك ممن لم تتاح لهم الفرصة للتعبير عن موقفهم فآثروا الصمت وتجرعوا ويلات الغربة بكل ما فيها. في نفس الوقت يختلف الموقف بشكل شبه كلي حول ممارسات قواعد الحزب الاشتراكي الجنوبيين في الجنوب التي وحدتهم مع الجماهير الجنوبية المعاناة وألم الخيانة التي تلقوها من قيادتهم فانتصروا لوطنيتهم وهويتهم الجنوبيتين دون تردد واستخدموا الحزب الذي لم يعلنوا صراحة عن قطيعتهم معه كوسيلة فقط في صراعهم مع قوات الاحتلال وقيادة الحزب اللذان وحدهما الموقف والمصلحة المغلفة برداء الوحدة اليمنية الغائبة بعلم الجميع .. هكذا بدأ ملامح تقارب اشتراكي الخارج مع إخطبوط عصابة صنعاء المتعدد الأذرع ممثلا بالسلطة وأحزاب اللقاء المشترك والشخصيات التي ظلت تمثل دور العداء للسلطة تعارض وتتقمص الوطنية في خداع الجنوبيين خلال أربعون عاما.. هذا التقارب يجد مبرراته الواهية والمستهلكة في قضية الوحدة والقضية الوطنية والتغيير وغيره من الأسطوانات المشروخة. لكن الحقيقة أن مصالح منظورة يمكن أن تجمع هؤلاء مع السلطة خاصة وأنهم يدركون أنه في حالة عودة الدولة الجنوبية لن يكون حظهم وافرا أمام الشعب الجنوبي ولهم مصلحة في أي تسويات تتم عبرهم مع السلطة بغض النظر عن الضرر الفادح الذي ستلحقه تسوياتهم بمستقبل الجنوب. هكذا بدت الصورة قاتمة لكنها الحقيقة التي فاق الجنوبيون عليها في ثورتهم وهم يهتفون في كل شارع واعتصام بحياة هؤلاء دون صدى أو صمت قابل للتأويل الايجابي ولو كانوا هتفوا بحياة الولي إبن علوان لأغاثهم.. لم يقتصر الأمر على هذا فقط بل أنهم بدءوا يلوحون بالمشاريع الوهمية والهزيلة التي تختفي ورائها مصالحهم الضيقة حبا في السلطة. تلك المشاريع التي رفضها الشارع الجنوبي برمته فلم يجرؤ أصحابها على إخراجها. لذا لجئوا إلى الأساليب التآمرية والخداع يعملون دون كلل ضد كل من يخالفهم من اجل فرض الوصاية من جديد على الجنوب والانفراد به ضاربين عرض الحائط بكل تطلعات الجماهير الجنوبية.ا لقد صار السكوت يشكل خطرا جسيما على هذه الثورة لأن الحزب الذي وضع في الإنعاش في نوفمبر 1998م قد تسلمت زمام أموره سلطات السابع من يوليو 1994 بشكل مباشر وأبقت عليه شكليا لتسند له مهام يقوم بتنفيذها نخبه يتم اختيارهم من قبل القصر بعناية من الحرس القديم والموالين الذي دخلوا الحزب (بعد فتح مكة) وهنا مكمن الخطر الذي نواجهه اليوم فلابد من التخلص من الوهم فالحزب لم يعد ذلك الذي يتبنى قضايا الجنوب ويدافع عن مكتسباته كما دأبنا على قوله وقد صار اليوم أمره بيد نخبة البعض منهم يقفون دون مواربة ضد الجنوب وشعبه أكثر من سلطات الاحتلال نفسها والآخر ليس لهم حول ولا قوة ولا يهمه من الأمر غير من يدفع لهم فواتير الكهرباء ومن تبقى هم الذين أبو أن يكونوا إلا مع الجنوب وشعبه فقد رأيناهم في الصف الأول لمسيرات الغضب وفي المعتقلات .. اليوم بدأت تتعالى في الأفق ملامح مشروع الشراكة كما يروج لها البعض ولاحظت أنه المخرج الذي وجد ياسين سعيد نعمان ضالته فيه في حله لقضية الجنوب. تلك الشراكة التي نختلف معه في فهمها كما نختلف معه في مفهومه للوحدة أيضا .. فقد صار مصطلح الشراكة الذي يردده ياسين والبعض من قادة الاشتراكي يعزز قناعاتنا بالدور الذي رسمته سلطات السابع من يوليو لنفر من الناس باسم الحزب الاشتراكي وهو ذلك الدور الذي يوحي للعالم بأن حل قضية الجنوب هو بإعادة الاعتبار للوحدة بما يعني ذلك من عودة الشريك الوحدوي للمشاركة في الحكم واختزال قضية الجنوب وشعبه بعودة الحزب الاشتراكي اليمني إلى العرش المفقود ليكون مجددا وصيا على الجنوب وفي نفس الوقت اختزال الحزب الاشتراكي بنفر من قياداته الممولين من القصر يتزامن معه إعداد الحفر والدفن بإحكام للقضية الجنوبية وإلى الأبد. يتبع ... |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:27 PM.