وداعاً وحدتنا المباركة .. لقد بدأ العد التنازلي للنهاية المحتومة ؟!!!!

[أنصار الله]

وداعاً وحدتنا المباركة .. لقد بدأ العد التنازلي للنهاية المحتومة ؟!!!!


بقلم : أنصار الله


أعتقد ــ والعلم عند الله ــ بأنه بدأ العد التنازلي للوحدة اليمنية وهذه حقيقة لا مفرّ منها .. فقد دافعنا عنها بكل ما أوتينا .. وبكل ما نملك .. ولكن نظام صنعاء لم يترك مجالاً للدفاع عن الوحدة المباركة .. بل أنه وأد كل شيء جميل في الوحدة التي طالما ظللنا أجيالاً متعاقبة على مرّ الزمان نهتف باسمها ونردد كلماتها الجميلة جيلاً بعد جيل ..


بل لقد كان الشعار أياّم ( الرفاق ) في الجنوب سابقاً كالتالي : ( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية .. وتنفيذ الخطة الخمسية .. وتحقيق الوحدة اليمنية ) وتحقيق الوحدة اليمنية وهو بيت القصيد الذي قصدته .. أي أن أبناء الجنوب ربما كانوا يحلمون بالوحدة أكثر من أبناء الشمال .. وكانوا يدافعون عنها بعد قيامها بالغالي والنفيس .. ولكن وقد أصبحت الوحدة اليوم في أيدي لصوص وقطاع طرق .. فلم تعد صالحة للاستعمال الآدمي .. وبذلك يمكن القول بأن العد التنازلي لها قد بدأ فعلاً ..


فأنتم تشاهدون الحراك الجنوبي يعم كافة محافظات الجنوب باسثتناء محافظتين لم يكتب التاريخ لها شيئاً من ذلك .. وهاتين المحافظتين هما : محافظة شبوة ( الأبية ) ــ طبعاً كلمة الأبية بين قوسين وهو مكانها الطبيعي اليوم ــ ومحافظة المهرة المنسية أصلاً ..


أما محافظة المهرة فإننا لا نلومهم لأنهم منسيون في حكومة ما قبل الوحدة وما بعدها .. لذلك فلا يهمهم من يحكم أو من ينزل عن الحكم ؟!!!! وتجدهم لا يهتمون بالسياسة وربما مكانهم الأفضل في الخريطة السياسية سلطنة عمان .. فمثلما يقول المثل الشعبي الشهير : ( جارك القريب .. ولا خوك البعيد ) ؟!!!!


أما محافظة شبوة ــ وهي محور الحديث ــ فلم يحالفها الحظ برجال ( أوفياء ) يوفون لها مقابل احتضانها لهم .. والعيش على أراضيها .. بل الولادة على أراضيها والانتماء الحقيقي لها !!!!


لقد كشفت التحركات الأخيرة في الجنوب اليمني بأن أبناء عدن ولحج والضالع وردفان وأبين وحضرموت رجال أوفياء لبلدهم مهما كانت الظروف .. وأنهم أصحاب مبدأ ــ بغض النظر عن اتفاقنا واختلافنا معهم ــ ولكنهم .. وهذه حقيقة لا يستطيع إنكارها إلا مكابر عن الحق .. يتشبثون بمبادئهم وأفكارهم ولا يحيدون عنها قيد أنملة .. بل مستعدون للتضحية في سبيلها .. كما رأينا .. وشاهد الجميع بأن كل المحافظات في الجنوب انفجرت غضباً نتيجة للظلم والتهميش وعدم الاعتراف بالآخر من قبل نظام صنعاء .. فيما عدا محافظتي شبوة والمهرة كما أسلفنا من قبل .. فهما ترقدان بسلام حتى إشعار آخر ..


كما أثبت الحراك الجنوبي بما لا يدع مجالاً للشك بأن الظلم بلغ مبلغه ولم يعد يحتمل مزيداً من الانتظار .. وكان لا بد من ردة فعل لذلك الظلم .. والذي لا يمكن لأي شعب من شعوب العالم أجمع القبول به .. بل لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم سواءً في حق نفس مسلمة أو أسرة أو قبيلة أو شعب أو أمة بأسرها .. فالله حرّم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده ..


ومما لا يدع مجالاً للشك بأن السبب الأول والأخير في إيصال الوضع إلى هذه الحالة هو الرئيس علي عبد الله صالح .. فأين الحكمة التي يدّعي بها البعض في هذا الرجل ؟؟؟؟ وخاصة في حل مشاكل البلاد الداخلية وخاصة في الجنوب .. هل ترك المفسدين يعيثون فساداً في الأرض يعد من الحكمة ؟؟؟؟ وهل تهميش أبناء الجنوب وإقصاءهم من الوظائف المدنية والعسكرية فضلاً عن إقصاءهم من أرضهم يعد من الحكمة ؟؟؟؟؟ هل الاستيلاء على ثروات البلاد والعباد والاستيلاء على أراضي الدولة بعدة مسميات يعد من الحكمة ؟؟؟؟ هل مدّ بعض القبائل وتغذيتها بالسلاح لإشعال الفتن والتناحر القبلي فيما بينهم .. وإشعال نار الثأرات التي عفى عليها الزمن يعد من الحكمة ؟؟؟؟


هذا غيض من فيض .. وقليل من كثير .. وشيء يسير من سمعة الرئيس ــ سيّء الصيت ــ .. وهو كفيل بأن يجعل الرئيس هو السبب في تدمير الوحدة اليمنية المباركة .. والتي بتصرفاته الرعناء هذه محق البركة عنها بالكلية .. وجعل من الوحدة مطيّة يمتطي بها إلى منابع النفط والثروات في جنوب اليمن التي لم يكن يحلم بها في يوماً من الأيام ؟!!!!


لذلك كان الحراك والغليان في الجنوب شيئاً طبيعياً جرى وسيجري إلى أن يشاء الله رب العالمين في أبناء الجنوب مثلهم مثل باقي البشر الذين لا يرضون بالذل والهوان من أي طرف كان ..


وفي الوقت الذي كان ولا زال يُسمع هدير أمواج الغضب في المناطق من كافة محافظات الجنوب .. إذا بنا نسمع صوتاً خافتاً ضعيفاً لا يكاد يُسمع .. قادماً من محافظة شبوة ( الأبية ) والتي لم تعد أبية اليوم ؟!!!! صوتاً لم يتجاوز حناجر قائليه .. مع أننا مدركون بأنهم يرفضون الوحدة بالصورة التي هي عليه اليوم جملة وتفصيلاً .. وهذا الصوت يعكس مدى التنازل الذي وصل إليه أبناء المحافظة .. بل هو انعكاس سلبي لصورة أبناء شبوة أمام أبناء المحافظات الجنوبية الأخرى .. ففي الوقت الذي كان الناس ينتظرون كلمة حق فقط ــ مجرد كلمة ــ تنطلق من شبوة حيال ما يجري إذا بهم يفاجأوا بخطاب هزيل ضعيف تمخض عن اجتماع شبوة الأخير ..


ومثلما قيل : ( تمخض الجمل فولد فاراً ) ؟!!!!


لقد عرف رئيس نظام صنعاء نقاط الضعف في شبوة وأبناء شبوة .. مما جعله يجعل أحد أبناءهم سيفاً مسلولاً على أبناء الجنوب الرافضين لكل صور الظلم والاستبداد .. والكل يعرف ذلك الرجل ولا داعي لذكر اسمه هنا .. وهو الآن يقود العمليات ــ إن صحّ التعبير ــ في محافظة الضالع ..


وفي نظري أرى بأن الجنوب يستقل استقلالاً كاملاً عن الشمال ما عدا محافظة شبوة الغنية بثرواتها .. والغنية الفقيرة برجالها الذين يشغلون اليوم مناصب عليا في مختلف أجهزة الدولة ــ إن وجدت دولة أصلاً ــ مكانها الطبيعي على الخارطة السياسية القادمة الانضمام إلى محافظات الشمال اليمني ؟!!!!


فانضمام شبوة إلى شمال اليمن سوف يسمح لأبناء الشمال أخذ حصتهم من الثروات التي سوف يحرمون منها من باقي محافظات الجنوب إن تم الاستقلال .. مما يجعل التوازن الاقتصادي والذي هو محور الصراع اليوم يكون مقبولاً عند الشماليين ..


فرجال شبوة وساستها ومشائخها مكانهم الطبيعي الانضمام إلى جمهورية الشمال التي هم مخلصين لها أكثر من محافظتهم .. فهم لا يستطيعون التخلي عن سيّدهم الرئيس الذي حافظ ولا زال يحافظ على مصالحهم حتى يومنا هذا ؟!!!!


وطبعاً لا أعني بأبناء شبوة جميعاً .. وإنما أعني بأبناء شبوة الذين رضوا بالضيم والذل والمهانة .. مع العلم بأن هناك الكثير والكثير منهم يستطيعون تدارك الموقف الهزيل لقادتهم وساستهم ومشائخهم .. ولن يطول ذلك بإذن الله ..


وداعاً وحدتنا المباركة .. فنحن مضطرون للمغادرة .. وإنما هو انسحاب مؤقت عنكِ حتى يأتي الطوفان الأعظم على جماجم من ظلموكِ وظلموا شعوب الأمة .. ونرفع راية الوحدة الإسلامية الكبرى من الشرق إلى الغرب ..


بعزّ عزيز .. أو ذل ذليل


وإلى لقاء قريب وحدتنا العظيمة ــ بإذن الله تعالى



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته