الحراك الجنوبي .. التوقيت والحسم , وقريباً مبادرة الفخ المشترك

[ابو عهد الشعيبي]

كثيراً ما يكون لإختيار التوقيت والزمن في إتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية الأكثر
أهمية في التوجهات نحو الإنجازات الكبيرة بحياة الشعوب .. وحين كان العام 2007م هو
عام غضب الشعب الجنوبي العظيم لم يكن للزمن والتوقيت في قاموس شعبنا إختيار برغبة
التخطيط المسبق لأمر ما نحن فيه اليوم بل كان الأمر بتوقيت وإرادة إلاهيه من الله سبحانه
وتعالى بتوافق مع إرادة مشتعلة وضعت المسببات على طريق إستعادة حقوق المضلومين
بعد إن تجاوز الطغيان مداه وبلغ السيل الزبئ ..
واليوم وفي ضل تنامي مشاعر الغضب الجنوبي وإزدياد توسَع رقعة الإنتفاضة السلمية الجنوبية
لتشمل كل أصقاع الجنوب وبشكل تصاعدي ملحوظ خلال وقت بسيط ومحدود لم يتجاوز
العام الواحد في أكثر تقدير .. في ضل هذا الحراك المستمر الذي أثبت قدرته في فرض
قضية الجنوب على أكثر من مسار متجاوزاً كل أسوار الحصار لا بد إن للقراءات والتقييم
والتحليل بهذا التوقيت تحديداً عيون وعقول كثيرة ومختلفة في تحليله وتقييمه والنظر إليه .

في هذا السياق نستطيع القول ونحن نتحدث بصفتنا الجنوبية إن حراكنا السلمي قد حقق
منجزات كبيرة وهامة على أكثر من صعيد معها تنامى هذا النضال العظيم وتوطدت دعائمة
ومنها استطاع الجنوبيون توحيد إراداتهم وصفهم الوطني وكسر حواجز الخوف والرهبة
وإثبات إمتلاكهم للقدرات الخلاقة الكبيرة كشعب حي ومقاوم .. وخلال هذا الحراك استطاع
الجنوبيون إبراز قيادة ميدانية كفوءة وشجاعة ليقيادتهم وقد خاضت التجربه بنجاح وتحدي كبيرين ..

وأنا استطرد بعض منجزات هذا الحراك العظيم من المهم إن أشير إلى أهمية تشكيل الإطار
الجنوبي القائد والموجِه لهذا الحراك بشكل مدروس ومرتب وبرؤئ ولجان وسياسات وبرامج
كأنجاز وطني جنوبي يعد الأكثر إلحاحاً دون سواه وعلى رموز الميدان سرعة الإلتفات والعمل
على إنجاز هذا الإطار الهام بدون تأخير أو مماطله فالتوقيت ذهبي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى !

اما إذا ما عرجنا على عيون الأعداء وعقولهم الخبيثة فأن الزمن الذي وصل إليه حراكنا اليوم
هو زمن مفصلي بالنسبة لمصير إستمرار هذا العبث المفروض على شعبنا في الجنوب والمسمى
وحدة من جامبهم ولن أخوض في تفاصيل خططهم ومخططاتهم الخبيثة ولكن سأكتفي بالإشارة إلى
إن رأس نظام الإحتلال اليوم يقف مع كل شركائه وحلفائه في أحزاب الفخ المشترك على ارضية
واحده ومنهج واحد وإسترتيجية وتكتيك ايضاً موحد في مواجهة حراكنا الجنوبي بغرض
التصدي له وإحباطه ومحاصرته ومن مصادر مؤكدة فأن علي عبدالله صالح قبيل سفرة إلى تركيا
الأسبوع المنصرم كان قد أتفق مع قيادات احزاب المشترك بصنعاء على تبني مبادرة تعلنها أحزاب
المشترك في الأيام القليلة القادمة وتقضي بالدعوة إلى ...

( تبني خيار الفدرالية بين الجنوب والشمال للخرروج من ما يسموه أزمة )

هذه المبادرة الخبيثة والمتفق عليها على مستوى قيادات الشمال كافة ليست لغرض إيجاد الحل الحقيقي للقضية الجنوبية كما قد يتشدقون عند إعلانها وإنما هي مبادرة لغرض شق الصف الجنوبي
في توقيت هام وحساس من عمر حراكنا ، وبغرض كسب الوقت المطاط لفرض أجندة أخرى على الواقع
الجنوبي ومنها توزيع ما تبقى من اراضي عدن على قبائل الشمال والعمل على توطين الشماليين في
مناطق الجنوب وإستمرار شفط الثروات من النفط والذهب والغاز والأسماك وغير ذلك من المهام القذرة
التي يرون فيها كسباً للوقت والتهيئة لللإنتخابات النيابية القادمة التي ينوون فرضها على الجنوبيون بكل
أشكال التزوير والتزييف .


على ابناء الجنوب وعلى وجه التحديد قيادت الحراك الميداني بالداخل التيقض لمخططات الأعداء
والتيقضَ أكثر لدور احزاب اللقاء المشترك وبعض الشخصيات الجنوبية الموالية للنظام فهذه
الجهات والشخصيات هي اليوم المكلفة والمدعومة بكل الإمكانيات من قِبل علي عبدالله صالح في
مواجهتنا بالجنوب وبأكثر من وسيلة وحيلة . مقابل ذلك فأني أدعو من موقعي البسيط كمواطن
جنوبي إلى سرعة تشكيل الهيئات الجنوبية بالمحافظات على طريق ترتيب وتشكيل الإطار الجنوبي
الشامل والموحِد للجنوبيين

والله المستعان .