عدن : مابقى من الفيد يهدى للفنانة أصالة

[رشاد الملاح]

أن يقرر صاحب مشروع فردوس عدن، إهداء فنانة أول فيلا سكنية في مشروعه الضخم، المصنف كأكبر مشروع استثماري في اليمن، وفق الخبر المنشور في صحيفة الثورة اليمنية في الصفحة الأخيرة العدد (15796) الصادر في العاشر من فبراير 2008م، سيكون ليس فيه مشكلة بصفته فقط مستثمراً، بل سيكون من حقه أن لا يلتفت أو يصغي إلى تعجب واستفسارات الآخرين، الذين سيكون لزاما عليهم أن لا يتعجبوا أو يستفسروا البتة لقراره لأنه مستثمر حتى وإن سبق اسمه صفة دكتور.

أما أن يقرر وهو بوصفه سفير اليمن بالقاهرة ومندوب اليمن الدائم بالجامعة العربية، هنا يتوجب علينا أن لا نتعذب بقراره ، وإهداء الفيلا للفنانة، هذا القرار الذي قد يكون أبرز قرار صادر من سفير يمثل اليمن خلال العام 2008م، وهنا نقف متسائلين هل كان على الدكتور عبد الولي الشميري، سفير اليمن بالقاهرة ومندوب اليمن الدائم بالجامعة العربية، هل كان عليه أن يشعل جحيم الاستفزاز في نفوس مثقفي شعب يتجاوز تعداده العشرين مليون نسمة، نسبة كبيرة منه تعيش تحت خط الفقر.

كيف تناسى د/ الشميري أن كل فرد سواء من مثقفي أو شعب اليمن له الحق في رفع دعوى قضائية ضده لمطالبته التحدث والإهداء وهو بصفته مستثمراً فقط، ناهيك عن أن الإهداء بفيلا من شخص في منصب سياسي كمنصبه فيه حرج سياسي كبير، ومدعاة للتساؤل!!

هل كان على د/ الشميري، أن يحزن مثقفي وأدباء وشعراء ومبدعي اليمن وهو الموصوف بالشاعر والمثقف رغم رتبته العسكرية "عميد" فهو يملك مؤسستين ثقافيتين الأولى بصنعاء والثانية بالقاهرة ويصرف عليهما كثيراً من المال ويحسب للمؤسستين إسهامهما الثقافي.

كما هو معروف كان د/ الشميري يذكر ويعترف من خلال مجلته المثقف العربي التي كانت تصدر من القاهرة (مصر) وبعد تعيينه سفيراً لليمن بالقاهرة توقفت عن الصدور، أن الواقع ووضع المثقف والمبدع والشاعر والقاص و... الخ، اليمني يعيش حالة تعيسة وكان يدعو ويشدد على ضرورة عمل شيء حيال ذلك لكن فجأة اصطدم الجميع وهم يقرأون أن د/ الشميري قرر إهداء الفنانة أصالة التي تزور اليمن وتشارك في مهرجان عدن حاليا، أول فيلا سكنية من مشروعه الضخم "فردوس عدن" تقديرا لدورها في الحفاظ والارتقاء بالأغنية العربية.

كيف نسي د/ الشميري بكاءه على المثقف والمبدع اليمني؟ ثم لماذا لم يكلف نفسه عناء مشقة استرجاع كيف يعيش ذلك الكائن المسمى مجازا مثقفاً، مبدعاً ، شاعراً، أديباً، ...الخ، وكيف يبحث ذلك الكائن عن قرص الرغيف وإيجار الدكان (السكن)، ماذا لو كان أهدى أو وجه بصرف ثمن الفيلا لشراء مطبعة صغيرة تعود ملكيتها له لطبع الأعمال الأدبية المكدسة فقط الأعمال التي تستحق الطبع، وهذا ليس مجانا إنما بنصف القيمة، وغير ذلك من: ماذا .. لو كان ..؟!

بالتأكيد أصالة، النجمة، الفنانة، الإنسانة، أصالة الفن وشلالات الإبداع وسفيرة الطرب الأصيل تستحق أكثر من فيلا، ليس لأنها عفرت قدميها بتراب اليمن، إنما لأنها أصالة وحتى لا يؤول د/ الشميري أو غيره أننا نستكثر عليها فيلا نكرر أصالة تستحق أكثر وأكثر، ولأننا لا نملك فللاً نهدي حبنا وشوقنا الدائم لها وهذا كل ما نملك.



*نبيل الشرعبي
عن الوسط عن الثورة اليمنية