من سكة يعقوب ... ملخص مسيرة الغضب الجنوبي [ تقرير + صور + فيدو ]

[شعيفان]

عندما وصلنا إلى المكلا كانت أخبار نجاح الفعالية قد تشكلت منذ اليوم السابق لها فمهرجان هيئة تنسيق الفعاليات الذي دعت إليه ليكون في المكلا وفي تاريخ الحادي عشر من فبراير ثم تراجعت لتجعله في الشحر بتاريخ العاشر من فبراير أخفق إخفاقاً مخجلاً بحسب شهود عيان أفادوا أن المهرجان حضره خمسون شخصاً فقط وعقب عليه آخر بأنهم 52 لضمان الدقة والأمانة موضحاً أن الخمسين الذين حضروا هم الذين انطلى عليهم خبر مشاركة باعوم لعفالية هيئة التنسيق ثم اتضح لهم باكراً أن الخبر كان ملفقاً ...

هذه الأخبار لم تكن وحدها تشير إلى تباشير نجاح الفعالية فالإشارات السابقة للفعالية بيوم وأكثر كانت تؤكد ترتيبات شعبية
من أبناء المناطق المجاورة للمكلا للحضور للفعالية والمشاركة في مسيرة الغضب الجنوبي التي دعا إليها عميد المناضلين الجنوبيين وزعيم حضرموت الأوحد حسن أحمد باعوم ...

قبل وصولنا كان بعضنا قد رتب نفسه للإقامة والمبيت في أي فندق قريب من مكان الفعالية .. لكن إصرار آل باعوم على استضافتنا واستضافة آخرين غيرنا جعلنا نتجه صوب منزل المناضل حسن باعوم الذي أكرم ضيوفه كما هي عادته ثم عقدت ندوة عفوية عقب الغداء حضرها جمع غفير من أبناء الجنوب عموماً وعلى رأسهم العميد ناصر علي النوبة لعل أبرز ماجاء فيها تأكيد حسن باعوم أن لا تفاوض إلا بعد استعادة الدولة المستقلة وذات السيادة وحينها فقط بإمكان الجنوبيين اختيار مايشاؤون من أشكال التعامل مع الدولة الأخرى,, كما صرح فيها العميد ناصر علي النوبة بأن ليس من حق أي أحد أن يكون وصياً على الجنوب .. سواء من الداخل أو الخارج .. كائناً من كان والحراك الجنوبي لن تكون هناك وصاية عليه من صنعاء أو عدن أو المكلا أو أبوظبي أو دبي أو دمشق أو لندن أو أمريكا ..

في المساء وتحديداً بعد صلاة العشاء ابتدأت فعاليات يوم الشهيد الجنوبي .. بعد أن انتهت اللجان التنظيمية من تجهيز منصة الحضور القيادي على أنغام صوت المطربة اللبنانية جوليا بطرس وهي تغني أغنية الجنوب المعروفة ... وبدون أي استفزازات أمنية كتلك التي رأيناها في ردفان أوتلك التي تحدث دائماً في عدن وتجعل عمل اللجان التحضيرية مستحيلاً وينتهي الأمر في العادة بمعارك شرسة يجعل فيها الجنوبيون من إقامتهم للمهرجان نصراً بحد ذاته وإن غابت كل الترتيبات المعدة سلفاً .. وإن لم يسمعوا شيئاً من خطب قيادات الحراك على المنصة ...

إذن فالتنظيم من اللجان التحضيرية يقابله الانضباط من الجماهير الحاضرة والتي قدرت بثلاثين ألفاً كان سبباً هاماً في إنجاح الفعالية بصورتها السلمية المعد لها عقب الاعتصام الذ ابتدأه الشاعر اليافعي زين بن شجاع بقصيدة حماسية ألهبت مشاعر الحاضرين ونالت استحسانهم وإعجابهم تلتها كلمة النوبة التي أكد فيها ثبوت حق الأرض للجنوبين الحاليين كثبوته لآبائهم وأجدادهم من أسلافهم قبلاً .. وأعقبه بأن سيادة الشعب على ارضه تجعله يستمد كل الحقوق الاخرى من أبسطها ( حقه في المعيشة ) الى أعقدها( حقه في تقرير المصير ) ..

بعد هذه الكلمة بدأت مسيرة الغضب الجنوبي في الشارع الرئيسي للمكلا .. مع ترديد الهتافات ( بالروح بالدم نفديك ياجنوب ) ( ياجنوبي سير سير ... واصل حركة التغيير ) (ياجنوبي سير سير .. حتى تقرير المصير ) إضافة إلى ( ياباعوم يالنوبة ... ثورتنا منهوبة ) ,,, وقاد المسيرة كل من حسن باعوم , ناصرالنوبة , أحمد القمع , حسن البيشي , جمال عبادي .. إضافة إلى أعضاء اللجان التنظيمية وممثلي الوفود من المهرة وأبين ممن لاتحضرني أسمائهم اللحظة ...

لعل أبرز ماشاهدته في المسيرة الحاشدة التي كانت تتعاظم كلما واصلنا المسير باتجاه نقظة الالتفاف والعودة أن معظم الحاضرين فيها هم من الشباب بخلاف فعاليات عدن والضالع وردفان ويافع التي يحضر فيها الشيبان بكثافة بالمقارنة مع الولدان .. والأمر الآخر الذي لمسته وشاهدته بأم عيني أن الشباب في اللجنة التنظيمية لم يعانوا كثيراً من ضبط المشاركين في المسيرة ولهذا فقد شاركوا فيها مثلهم مثل غيرهم في معظم أجزائها ولم يألوا جهداً في إعادة الخارجين عن خط المسيرة أو المرددين للشعارات التجريحية من مثل ( لادحباشي بعد اليوم ) والتي بدأ البعض ترديدها ثم توقفوا عنها بطلب من شباب اللجان التنظيمية الذين عادوا بعدها لمتابعة المسيرة بكل هدوء ... ودارت المسيرة دورة كاملة قبل نقطة العودة المرتب لها الالتفاف عندها .. وعادت أدراجها بتوجيه من اللجان التنظيمية تقديراً للحالة الصحية لبعض كبار السن وعلى رأسهم عميد المناضلين الجنوبيين حسن أحمد باعوم الذي بدا وهو يلقي كلمته منهكاً جداً بالرغم من تحامله على نفسه .. وتكليفه فوق طاقتها لمواصلة المسيرة وتزعم هتافاتها ... وقد تضمنت كلمته دعوة للانسحاب من أحزاب المعارضة اليمنية كما رفض بشدة ما أسماه بتآمر قيادات في الخارج على الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية .. وبأساليب يندى لها الجبين حد وصفه .. وأكد أن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً للنضال الجنوبي من خلال أساليب جديدة لهذا النضال اكتفى بالإشارة إليها فقط دون الحديث عنها ..

بقية فعاليات المهرجان تضمنت ( بدون ترتيبها زمنياً من جانبي ) كلمة قوية للأخ جمال عبد اللطيف عبادي رئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن وصف فيها الوضع القائم بأنه احتلال وطالب بإزالته وإعادة الدولة المستقلة لأبناء الجنوب .. كما تلت الناشطة الحقوقية عفراء حريري كلمة بإسم منظمات المجتمع المدني تحدثت فيها عن ثوابت ثلاثة هي ( عدالة حرية مساواة ) وهي ما اعتاد عليها الشعب المتمدن في الجنوب بخلاف النظام العسكري الحالي القائم على سلطة القبيلة ....

وأخيراً ألقى الشاعران الحضرميان قروان باقروان وصالح أحمد وبران قصيدتان حماسيتان شدت الجماهير وجعلتها تردد خواتيمها معها .. وسأقوم بنشر نص قصيدة الشاعر صالح بن وبران لاحقاً إذا بارك الله في الوقت ...

شكراً لكل الذين حضروا هذه الفعالية
وشكراً لكل من ساهم بإنجاحها سواء من المنظمين أو المشاركين فيها ..
والشكر لأبناء المكلا الأوفياء .. على حسن استضافتهم ومعاملتهم لإخوانهم ..
ولا ننسى أن نحيي جميع الذين سقطوا شهداءً للنضال الجنوبي السابق والحالي ,,
نسأل الله أن يتقبلهم مع الشهداء وفي مراتب الشهداء .. اللهم آمين ..

تحياتي ...

باشعيفان

سكة يعقوب - المكلا

11:45 PM

11-2-2008