إعلان كيان سياسي جنوبي للمحافظات السبع في 13يناير 2008

[د0 الشبواني]

اعتراضات جدية قد تؤجل إعلان كيان سياسي جنوبي للمحافظات السبع في 13يناير 2008
17/12/2007 م - 06:17:01


عدن، صنعاء – الاشتراكي نت
_____________________________

تجرى منذ اسابيع اتصالات حثيثة على مستوى الداخل والخارج لتشكيل كيان سياسي جديد يحمل مشروع وبرنامج ما اصبح يعرف بـ"القضية الجنوبية" وتنحصر عضويته على ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية فقط شرط ألا يكون الاعضاء منتمين الى أي من الاحزاب السياسية في السلطة والمعارضة .
وحسب معلومات متوافرة لدى الاشتراكي نت فان الكيان الجديد الذي يسعى القائمون عليه الى اعلانه منتصف يناير2008، يهدف إلى محاولة استثمار نتائج الاحتجاجات الشعبية في المحافظات الجنوبية والشرقية لصالح جماعة سياسية صغيرة تتواجد قيادتها في الخارج وتنادي بالانفصال والعودة الى ما قبل 22مايو90 .
كما يهدف الكيان الموعود الى منع اي قوة او طرف سياسي قد يسعى حسب اعتقاد القائمين عليه الى احتواء الحركة الاحتجاجية الجنوبية و تجييرها لصالحه أو التشويش على"القضية الجنوبية" باسم المشترك والاحزاب التي تحمل برامج سياسية مخالفة لهذا التوجه ولها امتدادات من حيث العضوية في الشمال.
وينظر اصحاب هذا المشروع الى الاحزاب السياسية عموما و الاشتراكي والاصلاح واحزاب المشترك خصوصا بعدائية شديدة ويعتقدون ان هذه الاحزاب "تشوش" على القضية الجنوبية، ويطالبون الراغبين بالانضواء من هذه الاحزاب في التكتل الجنوبي الجديد بأن يستقيلوا من أحزابهم او ينضموا الى التكتل الجديد بصفاتهم الشخصية و الفر دية، شرط ألا يكون لهم او لاحزابهم اي دور قيادي في الحركة الجنوبية المزمع اعلانها بداية العام المقبل.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"الاشتراكي نت" أن القائمين على هذا المشروع يواجهون صعوبات كبيرة قد تحول دون الاعلان عن الكيان الجنوبي في التاريخ الذي سبق تحديدة بيوم 13 يناير المقبل الذي اقترح احمد بن فريد تسميته بـ"يوم التصالح والتسامح الجنوبي" .
وذكرت احدى الشخصيات التي دعيت للانضمام الى قيادة هذا التكل أن إحدى أبرز الصعوبات التي تواجه اصحاب هذا التوجه تكمن في رفض او تردد شخصيات سياسية ذات حضور وتاثير كبيرين في حركة الاحتجاجات الجنوبية الانضواء في عضوية الكيان الجنوبي اوفي قيادته ما لم يغير من اهدافه وتصوراته للقضية الجنوبية ويقبل بتحالفات سياسية واجتماعية واسعة على مستوى اليمن بهدف حل القضية الجنوبية في اطارها الوطني وهو ما ترفضه جماعة (تاج) وجماعة انفصالية اخرى تم انشاؤها مؤخرا وترى مثل هذه التحالفات تمييعاً القضية الجنوبية ورهناً للبرامج السياسية للاحزاب والنظام السياسي القائم على اساس الوحدة اليمنية .

اعتراضات جنوبية

في المقابل تطرح قيادات سياسية وحزبية جنوبية بعضها موجودة في الخارج منذ حرب 1994 ولها حضور وتاثير معلن في حركة الاحتجاجات الشعبية عدداً من الاشكالات التي ينبغي مراعاتها في حالة اعلان مثل هذا الكيان الجنوبي ومن أهمها ان حركة الاحتجاجات الشعبية في الجنوب لم تكتسب الزخم والتاثير السياسي الظاهرين في الاحداث لولا دعم ومساندة الاحزاب السياسية لها وحمايتها سياسيا وقانونيا وتغطية فعالياتها وتصريحات قياداتها في وسائل اعلام هذه الاحزاب وامتداداتها في الشمال والجنوب، ولولا مشاركة اعضاء هذه الاحزاب وبالذات المشترك في هذه الاعتصامات والمهرجانات و سيكون من الخطأ تجاوز هذه الاحزاب او معاداتها وطرح مشاريع تخالف برامجها السياسية الوطنية ما قد يدفعها ليس فقط الى عدم دعم ومساندة الاحتجاجات الشعبية والقضية الجنوبية بل والى معاداتها والتحذير من اهدافها الانفصالية.
2-ان مجرد اعلان كيان سياسي على مستوى المحافظات الجنوبية(حصرا) سيجعله وبصورة تلقائية كيانا (انفصاليا) غير شرعي من الناحية الدستورية الامر الذي سيسهل على السلطة منع انشطته وملاحقة ومحاكمة قياداته وفقا للدستور والقانون وليس كما هو حاصل الان اي ممارسة منع الاعتصامات بالقوة وبدون سند قانوني وهو ما جعل مثل هذه الممارسات حتى الان مرفوضة شعبيا ومن قبل الاحزاب والمنظمات المدنية المخنلفة في كل المحافظات.
ومن الإشكالات ان اعلان كيان سياسي تحت اي مسمى يحصر عضويته في المحافظات الجنوبية السبع سيستفز ابناء المحافظات الشمالية وسيجعله يبدو في مواجهتهم وليس في مواجهة السلطة الحاكمة الامر الذي قد يحدث فتنة داخلية خطيرة بين ابناء الشعب انفسهم وبالذات في مدينةعدن وبقية المدن الرئيسة حيث لايوجد نقاء سكاني على اساس المنطقة الجغرافية خصوصا بعد محاولات البعض فرز الناس على اساس المناطق التي قدموا منها، وفي ظل التحريض على الكراهية الذي تمارسه بعض القيادات (الانفصالية) وبعض عناصر الاجهزة الامنية منذ بداية حركة الاحتجاجات الشعبية في الجنوب.
وحسب مصادر مطلعة فان مثل هذه الاعتراضات الجدية التي طرحتها قيادات جنوبية في الداخل والخارج قد اثارت جدلا واسعا في صفوف الداعين الى تشكيل كيان\جنوبي وقد تسهم في تاجيل الاعلان عنه الى وقت لاحق وحتى يتم تكييفه من الناحيتين القانونية والوطنية.
لكن مصادر اخرى قالت لـ" الاشتراكي نت" إن اصراراً كبيراً من مجموعة صغيرة تصر على اعلان الكيان الجنوبي وتسمية اعضاء جمعيته التاسيسية في 13يناير بغض النظر عن تلك الاعتراضات وهو ما قد يحصل فعلا من هذه المجموعة ايا كانت النتائج حسب قولها .
وتأتي هذه الخطوة في ظل توقف الأحزاب السياسية في المشترك وغيرها من الاحزاب والمنظمات المطلبية والحقوقية لتقييم حركة الاحتجاجات الشعبية في الجنوب والعمل على توسيعها في كل محافظات الجمهورية ودراسة ما رافقها من سلبيات وايجابيات للاستفادة منها في الأيام المقبلة والعمل على تمييز نفسها عن الحركات الانعزالية المختلفة خصوصا بعد ظهوراصوات بين صفوف بعض الفعاليات تعادي احزاب المشتر ك وتحرض عليها علنا .
وكان بيان منسوب لجماعة تاج بزعامة احمد الحسني قد حذر المهندس حيدر ابوبكر العطاس والرئيس علي ناصر من أي صفقة قد يعقدانها مع السلطة على حساب ما أسماه البيان "قضيتنا" والتي تتمثل بالاستقلال الناجز عن الشمال.
يذكر ان دعوة رئيس الجمهورية قيادات اشتراكية جنوبية للعودة الى البلاد من ناحية ودخول احزاب اللقاء المشترك بقوة في توسيع حركة الاحتجاجات الشعبية قد اثارت قوى واطرافاً كثيرة، اعتقدت انها وحدها المعنية باستثمار نتائج الاحتجاجات الشعبية سياسيا أوشخصيا.