القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
هويتنا بين الجنوبية العربية واليمنية
كثر الحديث عن هوية الجنوب فهناك من يتمسك بتسمية الجنوب العربي كهوية وطنية وسياسية
وهناك من يقول بالهوية اليمنية كهوية جغرافية لا هو ية سياسية ... هناك من ينادي بدولة حضرموت الكبرى ولا يمانع من إدخال جميع مناطق الجنوب في إطارها حتى التي لا تنتمي تاريخياً إلى حضرموت ... أرى أن تسمية الجنوب العربي هي الأنسب ولكن بعد الحصول على الاستقلال وبعد الإتفاق على شكل الدولة ونظامها ... هل هناك فرق بين الهويتين .. اليمنية والجنوبية العربية؟ في رأي لا يوجد فارق جهوي فكلاهما تسميتان أتتا من الجغرافيا وتسمية الجنوب العربي إذا أخترناها لا نكون ابتعدنا كثيراً عن الحقائق ونكون قد أقتربنا إلى الأصل أكثر وهي التسمية التي عرفت بها منطقتنا قبل الإستقلال وقبل نشوء فكرة يمنية المنطقة والدعوة لها وتحقيقها عملاً بإرادة القوى السياسية التي تولت الحكم بعد الاستقلال الجنوب العربي هو تلك المنطقة التي تمتد من باب المندب إلى شرق وادي حوف وهي التي عُرفت قبل عام 1990م بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتم توحيدها سلمياً في 22 مايو 1990م مع الجمهورية العربية اليمنية ... اليمن الديمقراطية كانت تعرف قبل استقلالها من بريطانيا بالجنوب العربي وتتكون من مستعمرة عدن البريطانية ومحميات عدن الغربية ومحميات عدن الشرقية... وقد دخلت عدن مع المحميات الغربية في إتحاد سُمي آنذاك بإتحاد الجنوب العربي .. وقد قامت بعض المنظمات السياسية ومنها الجبهة القومية التي حكمت الجنوب بعد استقلاله من بريطانيا بتبني الهوية اليمنية كهوية سياسية للجنوب العربي بحجة وحدة الأرض والشعب وقد لعبت العواطف والشعور القومي المتأجج في ذلك الحين نتيجة المد الناصري دوراً كبيراً في سيادة هذا التوجه ... وبالفعل قامت الجبهة القومية والتي سيطرت على الحكم بعد الاستقلال بتسمية الدولة باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية والتي تم استبدال تسمية الجنوبية بالديمقراطية بعد زمن قليل من الاستقلال... كان الكثير من الجنوبيين المعتزين بجنوبيتهم وهويتهم الوطنية على استعداد لتقبل الهوية اليمنية إيماناً منهم بمبادئ الوحدة العربية والإسلامية وتجاوباً منهم لمشاعر القومية العربية التي تمتد من الخليج إلى المحيط ... وقد بدأت المشاريع الوحدوية بين الجنوب وبين العربية اليمنية تأخذ طريقها من البحث منذ سبعينات القرن العشرين وكانت آخرها في عام 1989م حيث وقعت الاتفاقية الوحدوية في نوفمبر 1989م وأعلنت الوحدة السلمية في 22 مايو 1990م بين دولتين هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية ومنذ أول أيام الوحدة السلمية أنقلب حكام الجمهورية العربية اليمنية على عهودها ومواثيقها التي أخذت أكثر من ربع قرن توثيقاً وعقداً وأرادوا فرض أسلوبهم في الحكم في دولتهم السابقة على الوحدة.. كان هذا الحكم مستهجناً من الجنوبيين لأنهم تعودوا على دولة النظام والقانون والحكام أرادوا الحكم مع تهميش النظام والقانون أو تطبيقهما على الضعيف وإعفاء القوي من تبعات خرقهما .. أرادوا أختي الكريمة سلب ثروات الجنوب المعدنية كالنفط وتجييره لحساب الحكام الخاص وحرمان الدولة من إيراداته .. لقد كان النفط هو الدافع الأول لهم لتوقيع اتفاقيات الوحدة مع الجنوب فقد كان الجنوب يبشر بثروة نفطية كبيرة في باطن أرضه وكانوا ولا زالوا هم يعانون من زيادة سكانية كبيرة وشحة في الموارد الاقتصادية بينما الجنوب وبالرغم من شحة الموارد الاقتصادية حينها لكنه كان موعوداً بمستقبل زاهر في ظل الإنتاج النفطي القادم ومع قلة عدد سكانه فإنه كان سيرتقي إلى مصاف الدول العربية الثرية ولكن قادته فضلوا مشاركة جيرانهم اليمنيون في الجمهورية العربية اليمنية تحت وهم الشعارات الوحدوية التي آمنوا بها ولم يؤمن بها الحكام في اليمن الشمالية ... بعد شد وجذب وطول أزمات سياسية ومحاولات الجنوبيين في الخروج من المأزق الوحدوي إلى حلول تحفظ للجنوب حقوقه ومن دون الإضرار بالشعار الوحدوي كان الشماليون وأقصد الحكام تحديداً يحاولون الإبقاء على المظهر الوحدوي والباطن القديم القائم على سيطرة الحاكم الأوحد على كل مقدرات البلاد .. كانت هناك حلولاً مطروحة نبذها الشماليون ومنها الفيدرالية والكونفيدرالية كمحاولة أخيرة لعلاج الفشل الذي أصاب الوحدة الاندماجية ولكن الطرف الشمالي كان يرفض كل هذه الحلول .. وفي الأخير تم الاتفاق على توقيع وثيقة العهد والاتفاق والتي كانت تهدف إلى بناء دولة نظام وقانون ووحدة صحيحة وقائمة على حكم محلي واسع الصلاحيات وقد أجمعت على توقيع هذه الوثيقة كل اقوي السياسية بما فيها الحكام الحاليون وهم أنفسهم الحكام في ذلك الحين .. كانت الوثيقة في ما لو طبقت بنودها مخرجاً صحيحاً من الأزمة ومدخلاً لبناء دولة مدنية وحديثة لكنها للأسف حملت في داخلها أسباب قتلها من قبل الحكام الشماليون .. لأنها تدعو إلى دولة نظام وقانون وحكم محلي واسع الصلاحيات وهذا يعني ببساطة القضاء على مقومات وأسباب الحكم في اليمن الشمالي فهو حكم قائم على القمع والاستبداد وتركيز السلطات في يده وعلى نهب الثروات لصالحه مع رمي بعض الفتات لأتباعه وإن بقي شيء فلا يمانع من وضعه كقيمة لأحجار أساس لمشاريع لا تجد طريقها إلى التنفيذ ... قام الحكام الشماليون على لسان رئيسهم علي عبدا لله صالح بإعلان الحرب على الجنوب في خطاب رسمي يومها وشن النظام الشمالي الحرب شاملة في 3 مايو 1994م على كل الجبهات في الجنوب ... الجنوب لم يكن مستعداً للحرب حينها لأنه لم يكن ينشد الحرب فهو صاحب المشروع الوحدوي السلمي ولم يكن يتصور أن شركائه سيغدرون به بهذه الطريقة الفجة وهذا ما حصل وبعد أن عرف الجنوبيون أن الحرب هي حرب احتلال وسيطرة قاموا بإعادة إعلان دولتهم السابقة ولكن سيوف الاحتلال كانت قريبة من العنق الجنوبي فلم تستمر هذه الدولة وسقطت بكامل ترابها تحت الاحتلال اليمني الشمالي ... بعد هذا هل بقي للوحدة نصيب في تفكير الجنوبيين؟ من يطالب الجنوبيين اليوم بالتمسك بخيار الوحدة هو نفسه كمن يطالب الكويتيين بالتمسك بوحدة صدام حسين التي فرضها عليهم بحربه الغادرة! كل ممارسات النظام الشمالي منذ حرب 94 تدل على أنه احتلال ولم يعد للوحدة وجود إلا على الورق أما الأرض الجنوبية فتئن تحت وطأة الاحتلال الشمالي .. شردوا مئات الآلاف من أعمالهم وجلبوا بدلاً منهم موظفين من الشمال ... نهبوا الأراضي وتاجروا بها بينما الجنوبيون يتحسرون على بضعة أمتار مربعة تؤويهم وأولادهم .... نهبوا النفط وكل أنواع الثروة في الجنوب وحتى البحر تقاسموه في ما بينهم كمناطق نفوذ ليبيعوها لشركات الاصطياد مقابل أموال طائلة ... صار الجنوبيون أغراب في وطنهم وشبه معدمين نتيجة حرمانهم من مصادر الدخل وحق العمل .. فأية وحدة هذه التي تسمح لطرف بنهب الطرف الآخر والإثراء على حسابه بينما يتضور هو جوعاً وحرماناً؟ أية وحدة هذه التي تحولت من وسيلة خير لصالح الجميع إلى مأساة لصانعها الحقيقي وهو الطرف الجنوبي؟ من هنا أختي الكريمة بدأ الجنوبيون نضالهم لانتزاع حقوقهم وإعادة دولتهم المستقلة وقد بدئوا السير بإصرار شديد على هذا الطريق وهم واصلون إلى بغيتهم بإذن الله لأن الحق معهم والحق لا يُعلى عليه ... بعد صدمة الوحدة وسقوط المفهوم الوحدوي عند الشماليين في مستنقع القيم المتخلفة والبالية وإعادة إنتاجهم لمفاهيم عفا عليها الزمن للوحدة فقد فهموها على أنها توحيد كل الأرض والثروة في جيب واحد وهو جيب الحاكم عملاً بمقولة هارون الرشيد عندما قال للسحابة: " أمطري حيث شئت فإن فيئك قام إلى بيت مال المسلمين" وليتهم كانوا مثل هارون الرشيد في حكمه وعمله .. إنما هم أشبه بأسوأ حثالة التاريخ من الحكام الذين فضلوا مصالحهم الخاصة على مصلحة الشعوب والأوطان... بعد الصدمة أفاق الجنوبيون على مفاهيم وحدوية خاطئة عند من أرادوا أن يكونوا شركائهم وعرفوا أن تخليهم عن هويتهم الجنوبية العربية السابقة كان خطأ تاريخي كبير وأنهم لمسوا الخير عند من لا خير منه وفيه هنا أيقنوا أن هويتهم الوطنية والسياسية هي جنوبية عربية ... لا جنوبية ولا شمالية يمنية... هذا الإيمان وهذه القناعة وسعت تحت جناحيها اليوم معظم الجنوبيين المطالبين بعودة دولتهم المستقلة... واستمرارنا بذكر تسمية اليمن الجنوبي أو اليمن الديمقراطي أو غيرها من التسميات التي نسبتنا إلى الهوية اليمنية لا يتناقض مع قناعاتنا بهويتنا الجنوبية الأصلية والتي كانت في الأصل تحمل إسم الجنوب العربي طالما إنها تعنينا نحن ووطننا الذي نعرفه بحدوده المعروفة لنا والتي جمعتنا من شرق وادي حوف حتى أقصى طرف من باب المندب التعديل الأخير تم بواسطة فادي عدن ; 11-13-2007 الساعة 05:25 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:37 AM.