أطراف حاكمة تتهم وزير الإدارة المحلية بمحاولة انقلاب وتصفه بـ «أحمد الغشمي»

[النبيل اليمني]

[SIZE=6]تجاوزت الصراعات الداخلية في منظومة الحكم المنطقة الآمنة وما كان يسمى بالحرب الباردة أو الصراع المكتوم بين أجنحة المؤتمر الشعبي العام وداخل أروقة المنظومة الحاكمة من خلال توجيه اتهام لأطراف داخل «سنحان» بمحاولة قلب نظام الحكم والتذكير بشخصية وأسلوب «أحمد الغشمي» في مواجهة النظام الحالي.
فلأول مرة تتهم شخصية بحجم عبدالقادر هلال وزير الإدارة المحلية والمقرب جداً من رئيس الجمهورية ومحسوب على جغرافيا الحاكم بمحاولة الانقلاب على النظام ووصفه بأنه أخطر من «أحمد الغشمي» إلى جانب إدراج اسم حافظ معياد رئيس البنك الزراعي والمقرب كثيراً من الجيل الثاني بأنه شيطان الحزب الحاكم.وتتجاوز الاتهامات التي وجهت إلى «هلال» و «حافظ» حدود الابتزاز السياسي إلى صراع معلن بين الأطراف الحاكمة، وتعود جذور الصراعات المحتدمة إلى خلافات عميقة في حصص إقتسام للسلطة والثروة بمختلف أشكالها، فمع بروز الجيل الثاني تغيرت قاعدة التحالفات والمصالح وتضرر آخرون بانحسار حجم المكاسب والخروج من بعض المناصب التنفيذية في مقابل صعود قوى جديدة سواء داخل الأسرة الحاكمة أو على المستوى القيادي في المؤتمر الشعبي العام وكان لافتاً للنظر دعم عدد من الصحف والمنظمات المدنية والدفع بشخصيات شابة إلى واجهة السلطة العسكرية والمدنية في مواجهة المعارضة، سرعان ما تكشف عن أهداف حقيقية تمثلت بموجة إقصاء متبادل في الصفوف القيادية للحزب ومنظومة الحكم. في الأسبوع الماضي كان صراع الإرياني، باجمال عناوين وسائل الإعلام على خلفية إدارة مؤسسة الميثاق، وقبلها كانت قيادات مؤتمرية تنتقد إدارة البلاد من خارج الأطر السياسية والحزبية، وبسبب ارتفاع درجة حرارة الصراع لم يعد معها تأجيله في ظرف حساس ممكنا اندلعت الاتهامات الخطيرة باتجاه «هلال» من أطراف داخل الدائرة المنغلقة.
تتمحور الخلافات حول «النفوذ العسكري والأمني والمالي» وتبدو الصراعات بشكل دعم جيوب مسلحة أو تيارات خفية أو منشورات صحفية، فيما التشققات الوطنية تزداد اتساعاً في غمرة الانغماس بصراع داخلي حاد.
هذه الصراعات والاعتكافات المتبادلة تفسر تخبط الإعلام الحزبي وكيل الشتائم الشخصية عند كل بارقة أمل بحوار وطني جاد.
لا تتوقف نتائج الصراعات في تخبط الأداء الرسمي في الإعلام لكنه يتجاوزه إلى التخبط في اتخاذ المواقف وضدها في آن واحد.
عبدالقادر هلال وصالح باصرة قدما تقريراً عن مشكلة الأراضي والمتقاعدين في المحافظات الجنوبية ولامسا جوهر الأزمة بوجود 15 متنفذ مقربين من دوائر الحكم، هم سبب نهب معظم الأراضي ومصادرة حقوق الناس ويحمل «هلال» مشروع الحكم المحلي وتفعيل أداء المجالس المحلية، ربما أيضاً سمعة الرجل وعلاقاته الواسعة جعله محط ترجيح للمستقبل، فكان قرار التصويب نحو الرجل لإسكات صوته الناقد للفشل والانسحاب من مربع البحث عن حلول لأزمات مستعصية ليتفرغ لوبي «الفتنة» لزيادة منسوب الاحتقانات الوطنية والشروع في الانقضاض على «الغنيمة» فلئن شبه بـ «أحمد الغشمي» فإن الأوساط السياسية تأمل أن لا تكون تلك حقيبة مفخخة من طرف يتربص بالسلطة بانتظار «هلال» ومن على شاكلته خلال الأيام القادمة، وأن تبقى القضية في حدود التهديد غير الجاد.[/SIZE]