ج ع ي خصوص (المشرف العام لنادي يافع)

[عدن برس]

تلك هي حكمة الله وعجيبة من عجائب الزمان أن تجد أشخاصا يتشدقون بالوحدة ليل نهار فقط عندما طعموا حلاوتها وتمتعوا بخيراتها وحيدون منفردون وبعد الفتح العظيم الذي أضاف الى أملاكهم مناطقا وأمصارا وشعبا متمدنا مسالما جردوه من كل شيء حتى من الوطنية ولم يكتفوا بذلك بل ألبسوه ثوب الخيانة والنزعة الإنفصالية ..
والعجيب أن هؤلاء وإلى قبل قيام الوحدة بساعات كانوا من أشد المعارضين لها والناقمين عليها .. بل أن منهم من لم يكن يعترف حتى بالدولة المركزية في صنعاء ويرى نفسه دولة فوق الدولة وله سلطانه وهيلمانه وكيانه التي لم يكن يحق للحكومة الدخول اليه أو الإقتراب منه إلا بأذن أو ثمن ’ واليوم أنبرى للعالم يوزع صكوك الوطنية لمن يشاء وينزعها ممن يشاء .
والأعجب من هذا إن أولئك المزايدون لديهم حساسية مفرطة ترقى الى درجة الحالة النفسية عندما يرون شيئا له علاقة بالدولة التي كانت قائمة في الجنوب يجن جنونهم ويعتبرون ذلك جريمة نكراء , فمثلا بعد حرب 94م مباشرة أعلن البنك المركزي عن سحب الدينار من الاسواق وأعطى مهلة قصيرة جدا لم تتعدى بضعة أشهر ولم يبق إلا أن يجرم أي شخص ير وبحوزته دنانير.. وأعرف أناس منوا بخسائر لأنهم لم يدركوا تلك المهلة لسبب أو لآخر ولديهم الى الآن رزم الدنانير ..
كذلك الطوابع البريدية سحبت من السوق تماما بينما ظلت كثير من الدوائر الحكومية والقنصليات ومنها القنصلية العامة في جدة ظلت تتعامل بطوابع الجمهورية العربية اليمنية الى ما بعد عام 2001 م ترى هل 11عام لم تكن كافية لتغيير طابع مالي .. ؟ ألا يعتبر هؤلاء أنفصاليون ؟
أيضا أتذكر أننا في العام 96م ذهبنا الى عدن بسيارة لوحتها جنوبية (أسود على أبيض ) ولكم سمعنا من غمز ولمز ومحاضرات ومضايقات خلال الطريق وداخل عدن ونحن بالأساس قدمنا لتجديد الملكية وتغيير اللوحة .
تذكرت تلك المواقف خلال سفرتي هذا الصيف عندما رأيت في صنعاء وتعز عدد من السيارات لازالت تحمل اللوحة التشطيرية ج ع ي خصوصي ونقل وحكومي ..
وتعجبت من هؤلاء كيف يبيحون لأنفسم ما يحرمون على الآخرين ..
ومساء هذا اليوم أيضا تبسمت وأنا أتفرج المبارة بين منتخب اليمن والمالديف , حيث كان يظهر على الشاشة الى جانب أسم اليمن علم الجمهورية العربية اليمنية تتوسطه النجمة الخضراء .. وأظن أن أي جنوبي ينظر الى المسألة بأنها شيء عادي وناتج عن خطأ فني , بعكس الوفد اليمني الذي ذهب لحضور القمة العربية في الجزائر وتفاجئ بوجود علم الجنوب على الطاولة فهاجوا وماجوا وفعلوا (زيطه وزمبليطه ) .. وأستغرب الأخوة الجزائريون ذلك التصرف المبالغ فيه عن خطأ غير مقصود .
ترى لماذا نجد بعض الأخوة لديه حساسية مفرطة عندما يرى شيء له علاقة بماضي الجنوب .. متى يفهمون أن تلك الرموز كانت ولا زالت لها مكانة في قلوب الجنوبيين .. ولم يتخلوا عنها إلا حبا في الوحدة .
منقول عن المشرف العام لنادي يافع ابو الياس الذيباني