القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
من ذكرياتي
سأنتزع الوجد من صدري وسأرمي شي من مكنون الداخل على بلاط صاحب الدار .. فالرغبة جعلتني انفي الصمت وأصرخ في وجه الزمن .. ذلك الصباح الذي راح وأمي !!! توئمان لروح سكنة روحي .. إنها روح الحياة .. لم تفارق خيالي إبتسامتها ، دخاخين المطبخ الصغير الذي كان يعتلي سطح الدار إبتسامة مصدرها حنان الأمومة النقي .. ودخاخين كان مصدرها وقيد حطب أمي لتطبخ زادنا ومانحتاج والمعلنة للصبح قدوم .. الشاي الاحمر والخبز الجاف وبس ، لم نكن حينها قد عرفنا ترف الإسراف على الموائد الباذخات ، زمهرير ناعم وخيوط ذهب صباحي متغلغل في رقائق الذات الآدمية.. كانت نفحات تلك الصباحيات الرائعة البهية في السويعات الاولى .. براشيم حلم مختبئ سكنت ارواح مفعمة بالخير وحالمة بالنماء .. لن استطرد بهذا فالوقت لايكفي .. يفوح بداخلي مدد الألم العذب والحنين الزاهي لصدى ذكريات بقية عالقة على رف مشروخ في جمجمتي .. لبعد حين يبقى .. وشاح أحمر على عنقي يزهو بي وتزهو به دنيتي .. قبل ان اتناول فطوري وبعد ان ألبس بدلتي .. تسارع أمي بيديها الحانيتين لربطة على عنقي حتى تستقر انفاسي بوحيه .. كنت ارى قيمتي تفوق حدها الطبيعي العادي إذا ما ارتديته .. الحنونة كانت تعلم رحمها الله مقدار شغفي وحبي لارتدائه وعظمة أنسانيتي الرقيقة وهي تحلق به .. اشعرني ذلك الرداء الفخر بأهمية نفسي ، وبقيمة وطن كان يزرع نفسه بدواخلي بذور مع كل صباح ، وكان يجعل رأسي شامخا دائماً بشموخ " الجنوب المهاب ! " حين كنت أرتديه وكأني أتجهز بلبس بدلة الإقلاع على الميج بحسب فهمنا ومعرفتنا لصور حياة ضمنا اليها العمر اللاحق .. كان اسمه وأقصد الوشاح " ربطة الطلائع " طلائع علي عنتر !!! هل من يذكر ذلك الوشاح اللامع ؟ ؟؟ قهقهات كانت لاتفارق الشفاة في كل مشهد .. يالله يالله .. مبعثها صميم صالح وقلب يضخ البرائة إلى كل مكونات التفاصيل الواقفة على القدمين ، وأمل بالفطرة ولد مع النفس وعاش بحماها مثل البرعم النائم بحظن الوردة .. ونرجسيات مدرسية متنوعة تأصل سجايا وتزرع قيم .. رياضة بدنية تسمو بحلم بعيد متغلغل ، ونشيد كان له من كلماته معنى كبير ، وطابورنا بساحة مدرستنا الصغيرة في صفوف اشبه بفروخ الحمام حين تتدافع على حوض الماء .. كنا نشكل لوحات ذلك الزمن وكان الزمن معجون فينا " بنطلون جيشي وقميص ابيض " روعة ذلك اللبس الذي نراهم وقد دفنوه اليوم بالشيولات ! يحضر المشهد بالي بهذة اللحظات مترجلاً عابث بأحزاني الخوالي ليدغدغ مدامعي التي ماعادت تكفي بعودة شفاء .. ضياع ينتابني وغرق يأخذ كياني نحو العمق بداخلي بأثر رجعي يحضرني ! الطباشير الملونة كانت كثير في فصلنا وكنا نسرقها ونعشقها ، وبعيد عن هيبة المعلم وحضوره القوي كنا نجعل الجدران لوحات بالوان وكأنها طبيعة كل تلك الحياة .. ! كبرنا وياعمر ليتك لم تأخذنا بالطول والمقاس وكُبر المعدة .. ليتك ابقيتنا في ذلك الدرك .. بل اقول ليت الله رحل بنا وبجنوبنا الى كوكب آخر او قطعة من الارض الكبيرة لربما افضل من هذا الضياع الذي نحن عليه .. نظراتكم يابريكية لاتجعلوها تتوقف متأملة في عمق كلمات التمني ، فأنها إفراغ ألم محتقن ! .. كنت بذلك العمر والزمن والايام البعيد .. كلما رأيت بملامحي بوادر التغير ترسم نفسها بإستعراض على كل تقاسيم محياي معلنة ولادت رجل .. رأيت بمرآتي عيوني وقد ماتت فيها كل الكلمات التي تغمغم وتموج بخيالي الرقيق وكينونتي الصغيرة التي تنمو بداخلي وبفضاء الدنيا .. والغرور ما اعذبه كان أصلي غير مقلد جعلني اشعر بالتميز دائماً ، كلهم عاديون جداً بمأكلهم ومشيهم ولبسهم ونطقهم إلا انا كنت إستثناء ! .. كانوا يشجعوني كثير " ابي وأمي " حتى اني كنت ارى كل شي في محيطي قريب من انانيتي وفي إطار تملكي .. كانوا من حوالي يروني كما انا واما انا فمختلف في حبيبتي المرآه وبغروري وعيناي .. لم اكن أعرف ان الأيام التي تسرق عمري ستسلبني كل ذلك ، كان كل شي اخضر في اخضر .. حتى الخصام .. فطرنا على الاحتكام لمنطق يجعل مابعد الخلاف صفاح وحب وسماح ، فطرنا وكأنا ماخُلقنا لغير البياض والنور .. فطرنا لنعيش كماتعيش الاوادم لا للأحقاد والشعوذة والانبطاح .. لم أدرك ان مفاجأت الزمن الذي سيلحق ستغتال الحلم والطفولة والغرور وبراعم الزهور ، من اين لي ان أستحضر فعل الأتي من السنون .. " مابعد الطوفان عواصف نقلتني وطفولتي من عالمي الملون المشبع بكل صور الجمال إلى آخر متبدد وضيق وباهت ومجنون " عالم مختلف وزمن أغبر وأغلب وداده مُر ومشاهدة صمت وسواد " وعكاز مرمي على زاوية ينتضرني " .. ليتك ياذاك الغرور تعود ويعود ذاك الزمان .. ليتك ياحبيبي يالجنوب تعيد إلي الشعور بالأمان .. ليتك يا ساكن روحي بأبها الصور وأروعها تعيد الينا ما افتقدناه بعد ضياعك ، عد بنا اليك وعد الينا .. إنا نشتاق اليك شوق يفوق حدود كل معنى للوصف .. وإلى مابعد عمر الطيش وقبل إسترسال الأماني الفانيات أعدنا.. آحٍ آحٍ آح .. لم تعد غير حروف عنيده تسكن شقوق فواجعي هي كل تلك الذكريات الجميلة .. ليس سهلاً علينا ان نكون طبيعيياً وقد ذهب كل شي منا .. ولكن ندرك جيدا ان لا احد يفهمنا !!! فنفسياتنا مجروحة ، وجراحنا غائرة ، وأحلام قبائل صنعاء رهنتنا للِضياع القادم .. ولا ننكر هزيمتنا المعنوية الرهيبة في لحظات ضاع فيها .. صوت إذاعـــــــــــة عــــــــــــدن .. صوت المذيع المتألق ناصر عبدالحيب ، ومحمد سعيد سالم ، ونبيلة حمود ، وعبدالله عمر بلفقية ، والعمودي ، أمل بلجــــــــــون .. بعد ان قصفتها قوات كانت آتية بدوي وزحف ، غريبة علينا وعلى ترابنا ، حقيرة سوداء من بعيد أتت ! لقد كانت فاجعة بل إنها لحظات إعلان الحداد الابدي على الجنوب .. لم نعد نرى صباحيات هذه الايام كما كنا نرا صباحيات زماااان .. كل شي لم يعد كما كان ولن يكن .. وكل شي أصبح بتصنيفات جديدة لا تناسب طموحنا وآمالنا ولا تتفق وسجايانا.. كل القاموس الاول والنمط الاول البسيط جداً في كل شيئ يخص الحياة تبدل بل بدلوه غصباً عنا..! الذي كنا نودهم وعشنا تحت اجنحتهم رحلوا وتركونا للحزن أبي وأمي ماتوا .. وكثير من الأهل والعموم والأصدقاء غادرو الدنيا خفاف أشراف نظاف بعضهم بقطع بيضاء والبعض الأخر لم يجدها ابتلعته البقاع البارودية وتحت قصف اوباش 94م ضاعوا وتمزقوا .. رحمهم الله رحمة الأبرار.. ذلك حين انهدت الدور ورُفست بالمجنزرات القبور ..وتنازعت الشضايا اشلاء الابرياء ! لقد ضاعوا وتاهو كل الذين عشنا وأياهم سواء .. ماتبقى منهم على ضهر البسيطة .. صاروا شتات على سطحها حتى اصبحت تواصلاتنا نادرة وصعبة بل معدومة.. اين زملاء المدرسة ؟ اين زملاء الجامعة ؟ اين جماعة مسجدنا الصغير ؟ أين زملاء تجمعات حواري زمان ايام القهقهات والنكات العذبة ؟ أين لقاءات وإجتمعات نشطاء أشيد !؟ أين النُصح والتوجية المركزي وحلقات التثقيف ؟ اين رحلات صيف الإجازات ؟ أين أصدقاء القوات المسلحة والمصانع ؟ أين الأمن وهيبة الدولة وحزم القانون الفعال ؟ أين الحياة البسيطة الخاليه من الجشع والطمع والغنائم ..؟ أين صفاء البال ؟ اين موال عطروش ودان محمد جمعة خــــــــــــان ، وشدي العزاني ومحمد عبده زيدي والقعطبي وسبيت عبدالله ، وابوبكر سكـــــــاريب ،؟ أين آهات ومواويل وموسيقى مابعد منتصف المساء لأم كلثوم وعبدالحليم والاطرش ؟ أين ثغاء ورغاء ونباح ونهيق ونعيق كل حيوانات قريتنا ؟؟؟ بل اين ذلك المساء العذب الهادئ والنهار الابيض بدون طلقات ؟ أين اعياد زماااان ومشاعل الفرح وقلي الطماش ؟ أين تفقد الأرحاام ومؤازرت الأيتام على نمط الواجب الأصيل ؟ واصلاح ذات البين أين ؟ والتعاون والتكافل ونقاء السريرة ؟ أين وأين ؟؟؟؟ لقد تبدل كل شي بحياتنا وتغير حالنا الى مابعد 180 الدرجه .. كل شي بعد ذلك ذهب منا .. ولكن امانينا لاتزال متشبثة بشقوق صدورنا .. ويا ليتك يابترول حضــــــــــــرموت والمسيلة قد أختفيت ! وليتك ياذهب شبــــــــــــــــــــوة قد تحولت فحما .. يكفي ...... المخلص ابوعهد الشعيبي ماتبقى بداخلي من نزف باقة للجميع ملحوظة كنت قد كتبت هذه الخاطرة في منتدى سقيفة الشبامي [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:04 PM.