المشهد العربي وحرب المنطقة بؤرة .. أين يقف الجنوب منها ؟

[ابو عهد الشعيبي]

تتداول وسائل الإعلام المختلفة هذه الايام أخبار الصراع الامريكي الإيراني القادم
بشكل كثيف حتى أصبح هذا العنوان أكثر الأمور أهمية إعلامياً وعلى كل فضائية
نشاهد يومياً تجاذبات التصريحات المضاده من هنا وهناك وتحليلات المراقبين
والمحللين لشأن المنطقة ، وبروز التداول الساخن لهذا الخبر على هذه الفضائية أو تلك أو الجريده
هذه او غيرها بتفاصيله لم يعد بتلك الأهمية لنا كمشاهدين خارج دائرة الرصد
والتحليل كعوام أو حتى على مستوى النخب كون الأهمية مفقودة بمراكز القرار
العربي من الأساس وهي من تعمل بقصد أو بدونه على إفراغ شحنات الغيرة
العربية من ضمائر هذه الأمة بفعل سقوطها المريع في خنادق الضعف
والتشرذم والخنوع وتخليها بشكل واضح عن أدوار المسؤلية تجاه قضايا المنطقة .
الحالة الأمريكية الإيرانية ولكمات الصراع القادم في المنطقة وفي ضل
غياب الإهتمام العربي الشامل بلا شك يوجد من هو مهتم ومتابع لتطورات
هذا الصراع الساخن ولكن على الصعيد العالمي وبعيد عما قد يحتاجه
العربي الباحث عن الأفق والأعماق في قضايا أمته ..
أنا أرى بامريكا وإيران ثنائي شيطاني بل وسرطان خبيث في عمق هذه المنطقة
المسلوبة الإرادة من العالم فبقدر ما يلاحظ وجود لهما رؤيتان متناقضتان إعلامياً
بشان المنطقة العربية ومستقبلها وما يعتريها وفقرها وغنائها وأنظمتها إلا
إن سياسات الغوص بالرمل سياسات واضحه لطرفي هذا الخبث وحتى وإن شاهدنا
التشنجات والتصريحات الساخنة بين الجهتين فأن هناك منهجية لهذا الصراع
القائم تقوم على أجنده غير مكشوفة لا تمثل القشور الظاهر للخلافات
المصطنعة إعلامياً بغرض الاستهلاك !
ووجود تحالفات بينهما بشكل خفي على العربان المهمشين أمر لا يحتمل التنبئ
والإستكشاف من أحد له عينان ودماغ وأذنين فإذا ما أعدنا لأصول الصراعات
الإستراتيجية بين القوى المتصارعة في أي زمن ما مضى للعبره والقراءة فسنجد
في عمق كل تلك الصراعات حضور مصالح عليها تتوقف خطوات التكتيك والصراع
وإحتدام الخلافات ، واليوم فأن الكيكة العربية المتمثله في الخليج وما يدور من
صراع لأجل تقسيمها لا توجب ضرورة شن حرب من طرف ضد آخر لأجل إنتزاع النصيب
منها وأمريكا المتغطرسة أستفادة من العراق وما جنت منه بعد دخوله وتدميره لأجل النفط ،
وهي تقف اليوم غارقه بوحل العراق فبلا شك سيظل المشهد حاضر في ذهن
كل أمريكي يسعى لتكراره في السبخة الإيرانية لأجل نفط عوائل الخليج ،
من هكذا نظر فاني أعتقد إنهم أقرب لمواصلة اللعب بالاوراق من تحت الطاوله وفوقها
حتى يزداد العرب غرق على غرقهم ويضيع هامش الافق الرمادي ..
ان التوافق بين إيران الفارسية وأمريكا العالمية موجود ومحسوب بتفاصيله بينهما
كقطبين وفي إطار الإستراتيجيات والمصالع وعلى بُعد مستقبلي يضمن لكل
جهة مصالحها وكل ذلك يعود لعاملين تقريباً :
العامل الأول وهو الأساس صعود القدرات والقوة الإيرانية الضاربة ووصولها
لمرحلة توازن الرعب مع إسرائيل ..
والعامل الثاني الحقد والخبث الذي يحملاناه الطرفان تجاه العرب السنة .

إذاً فالظاهر بالشاشات لا يمثل إلا نوع من انواع الترويع
لسكان دول الخليج العربي والأسر الحاكمة فيه بهدف جعل الخليج الغني بين سندان
بوش ومطرقة نجاد على إن تاتي من الخليج نفسه يوماً ما ويتوقيت فارسي امريكي
حلول تفضي بتوزيع الحصص والثروات والمصالح ليأخذ كلاً حقه بحجمه
مقابل الإبتعاد عن مجهول قادم قد يغرق الخليج برمته في حال نشبة حرب حقيقية .

وفي حين نستبعد خيار الحرب فللظريم المتصاعد فجوة لا تزال مفتوحة لخيارات
أخرى متوقعه بخاصة مع قرب رحيل بوش الأحمق المهزوم ، فتراكم الخسارة
والغرق الأمريكي في العراق وتخبط السياسات الدولية وضياع الإجماع العربي
وغير ذلك من معطيان السقوط في الضرف الراهن على كل الأصعدة كلها عوامل
جعلت من بوش كتلة من الهلوسة والتشنج .


الخلاصة .......

لا يهمنا الخليج ومن فيه قبل إن تهمنا قضيتنا وجنوبنا وتاثيرات الصراعات الاقليمية
عليه ومستقبله وما قد أنجز له على المستوى المحلي حتى اللحظة ، وسؤالي هو :
أين نقف في الجنوب من هذه البؤرة في ضوء حرب محتملة ومستقبل
مجهول يهدد المنطقة التي نحن جزء لا يتجزء منها ......؟؟

لن يأتينا السياسيون الجنوبيون للرد والتفاعل فهم لا يزالون يرون بالصمت المطبق وجهة نظر ..

للإجابة على السؤال مطلوب تفاعل الزملاء في المنتدى فقط ........