إما الجنوب وإما المشترك ( بقلم : د. يوسف خالد )

[تاج عدن]

إما الجنوب وإما المشترك

صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 21- 8 – 2007

عند ما قرر الجنوبيون خوض المعترك السلمي وخرجوا من صمتهم الى الساحات والشوارع لم يكن بدافع حب الاعتصامات او ولع في إظهار تجمعاتهم على صفحات الصحف اليومية ولكنه القهر وحالة الإفقار والإقصاء ونزع أحقية المساواة وسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة وإلغاء هوية شعب بكامله ....



هذه السياسة ظلت هي محور نشاط الحكام والحكومات المتعاقبة طوال 13عاما منذ حرب صيف 1994 الظالمة ، ولم يلتفت إلى معاناة الجنوبيين احد ، لا من زبانية الحكام الشماليين ولا ممن هم محسوبين على الجنوب ، لان الجميع ليس لديهم مشروع وطني حقيقي ينبع من تطلعات الشعب الجنوبي لمعالجة مآسيه المتواصلة ، بل يكمن جوهر مشروعهم فى سرعة الإثراء عن طريق النهب والسلب وتثبيت مواقعهم فى السلطة لتوفير العيش الرغيد لأسرهم دون الالتفات الى عوز الناس وحاجتهم الى ابسط وسائل العيش الكريم غاية أحلامهم المتواضعة فى بلد ترزح تحت ترابه ومياهه الثروات ، وعندما شرع الجنوبيون فى وضع حد لمآسيهم وعدم التعويل على من أوصلهم الى هذه المأساة ، بدأت خيوط التأمر تنسج من قبل ما يسمى بأحزاب المشترك ومجلس التضامن لشيوخ القبائل بهدف تحويل الأنظار وعدم تسليط الأضواء على انتفاضة الجنوب بأبعادها السياسية والاجتماعية والقانونية ، والتشويش على هذه ألانتفاضه المباركة التي أخذت تشق طريقها بقوة نحو الانعتاق النهائي من ربق الاحتلال الشمالي ، وإلا ما معنى هذا التزامن بين اعتصامي المشترك في تعز وحضرموت ورفع شعارات مطلبيه للمياه فى تعز وهى على هذه الحال منذ أكثر من عشر ين عاما ولم نسمع أنهم أقدموا يوما على مجرد التفكير...مجرد التفكير فقط في اعتصام .
هؤلاء يريدون دوما ان يحجوا على حساب الجنوبيين ويريدون ربط مصيرهم بمصيرنا في مواجهة اليمن الأعلى الذي أشبعهم ذلا وهوانا منذ أكثر من الف عام ، ولا يتعامل معهم الا بالعين الحمراء ، وليس ديمقراطيا مثلتا!! وكان جزاء الجنوبيين ان حلت بهم كل المآسي بسبب شرور هؤلاء ودناءتهم...هذا العبث بمصير الجنوبيين يجب ان يتوقف حتى لا يصبح للقيادات الشمالية في هذه الأحزاب سلطانا علينا ، إما بالانضمام إلى الأحزاب الجنوبية المحضة التي ترفع شعار تحرير الجنوب من الاحتلال اليمنى الشمالي او بالانسلاخ نهائيا من هذه الأحزاب الشمالية المنشأ او التفكير وعدم تلبية اية دعوه لأحزاب المشترك مستقبلا في اي اعتصامات او مظاهرات اوتجمعات في جميع محافظات الجنوب العربي .. لان قيادات هذه الأحزاب شمالية وجنوبية قد ربطت مصيرها بمصير النظام الديكتاتوري القذر..فالطيور على أشكالها تقع .
ولان المرحلة حاسمه ودقيقه فعلى كل جنوبي غيور على شعبه وأرضه ان يحدد خياراته ألان ..لان الإعصار قادم..قادم و سيقتلع الاحتلال والانتفاضة لن ولن تتوقف وسيسجل التاريخ لأبناء الجنوب الجسورين نمطا جديدا للنضال فى صراع الإرادات فى أقسى واعقد ظروف إقليمية ودولية عز فيها على شعبنا وطلائعه ابسط وسائل الدعم بسبب الاملاءات على الدول والخلط المتعمد بين مفهوم المقاومة والإرهاب ، وسيفرض شعبنا على كل من يصم أذنيه ويدير ظهره اليوم قبول النتائج غدا ولسان حاله قول الشاعر المتنبي:
انا الذي نظر الأعمى الى ادبي وأسمعت كلماتي من به صمم
فيا أبناء شعبنا العظيم ايها العرب الاقحاح تمسكوا بهويتكم كما يقبض المؤمن على الجمر ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون . ( بقلم : د. يوسف خالد ) عضو اللجنة التنفيذية للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )