القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
ابو عهد الشعيبي مرة اخرى
نعم.. هناك خيار ثالث
07/08/2007 م 16:10:38 أبوبكر باذيب الحالة السياسية التي تشهدها بلادنا هذه الأيام قد لا تروق للبعض منَّا، بل هي قد أزعجت بالفعل أوساط الحكم، فهي حالة تتسم بالصخب والضجيج واحتدام الآراء، مصحوباً بحراك سياسي واجتماعي تمثل في المسيرات والاعتصامات التي شارك فيها الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية. على أن هناك البعض الذي يرى في هذا الأمر ظاهرة صحية تُخرج حياتنا من حالة الركود التي سيطرت على الأوضاع منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكان البعض يأمل أن تشهد المرحلة التي أعقبتها انطلاقة جديدة في أداء النظام وأجهزته المختلفة تنعكس ايجاباً على حياة الناس في ضوء الشعارات التي رفعت خلال الانتخابات والبرامج التي أُعدَّت بهذه المناسبة والزخم الجماهيري الذي صاحب المرحلة الأولى من الانتخابات. على الأقل هكذا توقع البعض فكانت النتيجة، على العكس تماماً، فدخلت البلاد في دوامة من التأزم السياسي والاحتقان الاجتماعي، وجرى التضييق على الحريات والأحزاب، كما أن الأغلبية الساحقة من شعبنا وجدت نفسها في مواجهة ضائقة اقتصادية شديدة جراء الارتفاع المفاجئ والجنوني للأسعار، شمل معظم السلع الضرورية التي تشكل قوت الناس الأساسي، وبدت الدولة عاجزة عن الإيفاء بجزء أساسي من مهامها في التخفيف من وطأة هذه الموجة الجديدة من الغلاء على مواطنيها. وجاءت حرب صعدة لتضيف تعقيدات جديدة على الأوضاع، وكادت بعض تداعياتها أن تأخذ أبعاداً خطيرة في غياب إجماع وطني حول دوافعها والهدف من اندلاعها من حيث الأساس. وكان من حسن الطالع أن وضعت الحرب أوزارها ودخل الجميع في حوار نأمل، بل يجب، أن يكلل بالنجاح. على أن الأمور في بعض المحافظات الجنوبية أخذت منحى آخر، وحدث ما لم يكن في حسبان البعض، وخرجت جماهير واسعة في مسيرات واعتصامات احتجاجية على أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية تتدهور وباطراد، منذ حرب 1994 التي ألحقت ضرراً بالغاً بالمضمون الحقيقي للوحدة، التي تأسست على الديمقراطية والشراكة والمواطنة المتساوية. لقد كانت السمة الرئيسية لهذه التحركات ذات طابع مطلبي في الأساس، على أن بعدها السياسي لم يكن خافياً أيضاً، بصرف النظر عن ما شاب هذه التحركات من عثرات وأخطاء. وبدلاً من التوجه إلى إيجاد الحلول لهذه المشكلة، رأينا البعض من رجال السلطة وأقلام الكتاب تتجه نحو التضخيم من هذه التحركات وإعطائها أبعاداً لم تكن واردة في أذهان الأغلبية الكبيرة من الجماهير المشاركة، فإذا هي، حسب زعم هؤلاء، تحركات مشبوهة تصب في خدمة مخططات معادية للوحدة. وكشف هؤلاء في واقع الأمر، عن نظرة أحادية لا تأخذ في الاعتبار طيف الألوان التي يتشكل منها مجتمع ما بعد الوحدة وطبيعة التمايزات القائمة وحجم الغبن الذي أخذ يتراكم في نفوس أقسام واسعة من المواطنين في الجنوب للوحدة، التي تأسست على الديمقراطية والشراكة والمواطنة المتساوية. لقد كانت السمة الرئيسية لهذه التحركات ذات طابع مطلبي في الأساس، على أن بعدها السياسي لم يكن خافياً أيضاً، بصرف النظر عن ما شاب هذه التحركات من عثرات وأخطاء. وبدلاً من التوجه إلى إيجاد الحلول لهذه المشكلة، رأينا البعض من رجال السلطة وأقلام الكتاب تتجه نحو التضخيم من هذه التحركات وإعطائها أبعاداً لم تكن واردة في أذهان الأغلبية الكبيرة من الجماهير المشاركة، فإذا هي، حسب زعم هؤلاء، تحركات مشبوهة تصب في خدمة مخططات معادية للوحدة. وكشف هؤلاء في واقع الأمر، عن نظرة أحادية لا تأخذ في الاعتبار طيف الألوان التي يتشكل منها مجتمع ما بعد الوحدة وطبيعة التمايزات القائمة وحجم الغبن الذي أخذ يتراكم في نفوس أقسام واسعة من المواطنين في الجنوب. كما أن محاولات صحف الحزب الحاكم تحميل الحزب الاشتراكي اليمني مسؤولية ما حدث ويحدث في الجنوب، أمر يدعو إلى الاستغراب في أقل تقدير، فالمسألة في حقيقتها أعمق من هذه التصورات الساذجة. كأن هناك من يريد أن يضع جماهير الشعب أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما القبول بما هو قائم باعتباره نعمة تستحق الحمد والشكر، وإما أنهم ينخرطون في مخطط تآمري لتقويض النظام، غير مدركين لما يمكن ان ينجم عن ذلك من عواقب وخيمة! على أن المنطق يقول أن هناك خياراً بديلاً، وهو إطلاق الحوار دون قيود بين كل المعنيين بالشأن العام من موقع الاتفاق والخلاف في الآن ذاته، وبهذا تستقيم الحياة السياسية على أساس متين من التعدد والتنوع اللذين هما جوهر الممارسة الديمقراطية. ولعل الشرط الوحيد لضمان سلامة هذه العملية هو أن تتم في إطار سلمي، وبعيداً عن أي شكل من أشكال العنف والإكراه. وأزعم أن صيانة الوحدة، مشروعنا الوطني الكبير، إنما يتعزز بالاقتراب أكثر فأكثر من هموم المواطنين والخروج بحلول عملية لمشاكل تكاد تستعصي على الحل بفعل الإهمال والتقصير والفساد. والتجارب الوحدوية تعلمنا أن التعامل مع الوحدة باعتبارها شأناً مجرداً لا علاقة لها بمصالح المواطنين وقضاياهم، إنما يلحق أفدح الأضرار بتطورها اللاحق. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 10:30 AM.