عقيد سابق بالمخابرات اليمنية لاخبار الساعه (1-8)

[مهفوف]

عقيد سابق بالمخابرات اليمنية لاخبار الساعه (1-8)
(الحلقة الأولى)
تصدير:

هناك في بهو احد المولات الكبيرة..التقيته بعد ثلاثة عشر عام منذ أن غادر عدن مساء السابع من يوليو عام 1994م على إحدى السفن مع مجموعه من القيادات التي أعلنت نفسها القيادة الشرعية لجمهورية اليمن الديمقراطية التي لم تدم أكثر من خمسة وأربعون يوماً.. لتسقط سريعاً ويتساقط أولئك القادة ويتركون عدن خائبين على أمل العودة ذات يوم إليها.. ولكنهم لايعلمون كيف ستكون العودة..
الشيب يكاد يكتسح شعرات رأسه المتبقية.. مع صلعه تلمح وتضع علامة مميزة... وشحوب بالوجه وجسم نحيل.. بعد أن انتهت تلك (الكرش) التي كانت تميزه أثناء تواجده في عدن...
بعد العناق.. والسلام صحبني إلى مكتبه المتواضع في إحدى المؤسسات البسيطة..
وماهي إلا دقائق وإذا برجل يدخل مكتبه ويعرفني به (م.ص)ويقول هذا العقيد ركن قائد اللواء ***طيران عمودي..وإذا به يهمس إليه ويعاتبه...فهو لايريد أن يعرف صفته احد... كان يحمل بيده كيس (علاقي) ودفتر سندات .. هكذا عرفت انه يعمل محصل بعد أن يوم ببيع بسيارته بعض قطع الأقمشة والملابس للمحلات الصغيرة... أخذنا الحديث أيضا عن بعض الأسماء والقيادات العسكرية التي كانت تقود الجيش في الجنوب وإثناء قيام الوحدة حتى 1994م.. وإذا به يقول(تعرف أن هناك قادة وضباط كبار الآن البعض منهم يعمل بائع قماش في احد المعارض ينتظر أن تأتي امرأة يبيع لها ويعرض لها الشك والشيفون والدانتيل بعد أن كان يقود الآلاف من الضباط والجنود...ويتحمل مرارة العيش هنا) فبادرته ومن أجبركم على ذلك لما لا تعود وقد صدر عفو عام وعفا الرئيس عن القيادات الكبيرة التي صدر بحقها الإعدام والسجن فكيف ببعض القادة... فقال)) لقد عاد الكثير وتم مضايقتهم وتسريحهم والأن هم بالبيوت...ومن قبل منهم أن يعود لوحدته السابقة فهو رقم هامشي يأمر عليه وينهي جندي شمالي... ونحن لم ولن نقبل هذا فهو إهانة لكل رجل عسكري...)
هناك ضباط.. ومدرسين وقاده امنين ومدنيين ورجال ذو كفاءات عالية.. يفضلون البقاء خارج اليمن..حتى تتحسن الأمور وينتهي هذا السواد الذي يخيم على الوطن..
كان الوقت حينها لايسمح بسماع قصته وكيف ترك عدن ورحلته الشهيرة.. يوم 7-7-1994م...كنت متشوق لسماعها منه..وإذا به يفاجئني بأنه قد دون بعض مذكراته ومرفقه ببعض الوثائق والصور التي احتفظ بها قبل سقوط عدن لدى أحد الأصدقاء..,وبعد أن توقع أن يقوم المنتصرون بتفتيش داره والبحث عن أي شيء..
سألته من أين نبدأ.. هل من أخر لحظات له في عدن.. والساعات الأخيرة لسقوط عدن.. فكان يتنهد وينظر بحسرة وألم وهو يقول.. إنها أيام عصيبة جداً.. فلا زلت أتذكر تلك اللحظات التي كنا بها بعد معركة المطار..وكان عددنا قليل جداً..فتأكدت أن الوضع منتهي وقررت أن اطلب التعزيزات وإذا بقائد الطيران العمودي يقول لي سوف نغادر الأن.. وكان هناك طائرتان عموديتان..ذهب إلى محمد علي احمد في خور مكسر.. والذي رفض أن يغادر.. ولكن بصعوبة اقتنع بعد أن قلت له ليس هناك مجال الأن..انتقلنا إلى دار الرئاسة..كان هناك وزير الدفاع هيثم قاسم يبكي... وكان الجفري نائب الرئيس مبتسماً.. ولم تبدوا على ملامحه علامات الهزيمة.. وهناك صالح عبيد احمد وبعض القادة.. اتصلنا كي تقلنا الطائرات ولكنهم اخذوا أسرهم وغادروا.. هناك بصعوبة خرج هيثم قاسم وكان منهاراً..واتجهنا إلى الميناء بعد أن قلت لهم أن القوات الشمالية ستكون بعد دقائق بدار الرئاسة.. لم يكن أمامنا إلا سفينة تجارية أتذكر أنها بانمية كانت تحمل شحنة قمح..و أمرنا قائدها أن يتحرك بها ويأخذ الشحنة له.. مقابل أن يوصلنا إلى جيبوتي.. وأثناء تحركنا حدث شجار وخلاف بيينا وخصوصا مع صالح عبيد الذي حملناه المسؤولية فهو ناتج لتصرفاته.. أما هيثم قاسم طاهر فلم يكن قائد عسكري..
هكذا كانت الساعات الأخيرة..لنا في عدن.. ومنذ تلك اللحظة لم تطىء قدمي ارض اليمن ولازلت انتظر اليوم الذي نعود فيه إلى عدن.. وليس بهذا الوضع ألإحتلالي..
سألته:" هل لنا أن نأخذ الأمور والأحداث بتسلسل تاريخي.. ومراحل عملك كضابط أمن دولة... وكرجل كان ذو مركز مهم جداً ومطلع على كثير من الأحداث التي تمت باليمن..
انتقلنا إلى مقر سكنه... وكان حوارنا مسجل بالصوت.. وكانت البداية من هنا..





الحلقة الأولى:

التقيناه وتبادلنا أطراف الحديث وكان مصراً أن لا نشير إلى ذكر الأسماء والشخصيات... كان ذلك تحفظه الأول
وهنا بادرناه بسؤال : أليس هي الحقيقة وكل ما يقوله يعتبر شهادة للتاريخ وأحداث واقعية حصلت.. ويتحمل مسؤوليتها هو فيما يقول لنا .. وعليه أن تقبل النقد والتصحيح ممن أشار إليهم... فنحن لا نستطيع أن نرمز لأسماء سياسية برموز أو حروف عادية بل يجب أن نضع النقاط على الحروف..
كان له طلب أخر.. حتى يبقى الأمر بعيداً ويبقى هو بعيدا في هذه الظروف أن يظل اسمه محفوظا لدينا وعدم الإشارة إليه وسوف يعلنه بطريقته.. واخبرنا أن هناك تفاصيل دقيقة جدا ستنشر في كتاب حسب اتفاقه مع دار نشر مصرية... وكاتب يمني يعيد مراجعة النص وصياغته بشكل أفضل...
سألناه: اسمك
اسمي :************
العمر:من مواليد 1956م
الرتبة: عقيد حتى عام 1994 يوم 7 يوليو
المنصب: رئيس شعبة إلى ماقبل الحرب
جهة العمل: الاستخبارات العسكرية
متى تركت اليمن؟
تركت اليمن يوم 7-7- 1994م
من هم الأشخاص الذين كنت معهم في اخريوم؟
نائب الرئيس عبد الرحمن الجفري
صالح عبيد احمد
هيثم قاسم طاهر
محمد علي احمد
وكثير من القادة والضباط والقيادات المدنية
3- ومتى عدت لليمن؟
لم اعد إلى الآن
ولماذا؟
إلى أين أعود الوطن لم يعد الوطن...وليس هناك ضمانات بالعودة
ولكن الجميع عاد إلى الوطن بمافيهم قائمة إل 16؟
هم أحرار ووجدوا ضمانات أما نحن لم يضمننا احد والوضع سيء لم نتقبل الوضع عام 1994 فكيف نقبله الآن بهذه الوضعية
هل تم الاتصال بك للعودة؟
نعم.. شخصيات عسكرية كثيرة وقيادات موجودة الآن بالسلطة.. ومن زملائنا السابقون.التقي تهم وقالوا أن الرئيس هو الضامن..سألتهم من يضمن لنا العودة إلى الوطن دون التعرض لنا..
قالوا الرئيس.. أنت بوجه الرئيس.. فقلت لهم أنا لا أثق بهذا الوعد ولا أثق أصلا بالرئيس..
حتى أن اللواء ركن********* عندما سألته وهو مرسل من قادة صنعاء أن كنت سأعود بوجهه فقط وليس بوجه الرئيس وهل يضمن لي ذلك... قالها وبكل صراحة لا أنا لا اضمن.. فكيف لك أن تطالبني الآن بالعودة...
أذا انتم خائفون من شيء ما ولا تريدون العودة؟
لانخاف من شيء وحاربنا وقاتلناهم إلى آخر لحظة ولم نبيع ضمائرنا ولم نبيع وطنا.. نحن مقاتلين وضباط تربينا في هذا الوطن وهذا الجيش لم نكن يوما ما عملاء ولم نكن خائنين ابدأ.. ولكن بعض القيادات هي السبب.. هي لاتستحق تلك الرتب ولا تستحق تلك الثقة التي وثق بهم الشعب وضن أنهم قيادات بل هم أشباه قيادة.. ولازالوا يتشدقون الآن وبعضهم باع نفسه مرتين ويمكن يبيعون أي شيء من اجل يحافظوا على قليل من الفتات الذي يرمى لهم..
تقصد القيادات التي حاربت مع الرئيس في عام 1994م وأخرجوكم من عدن وهم قيادات جنوبية...؟
لألا ليس هولاء... أبدا ولم اقصدهم بل أنا احترمهم جدا لأنهم لم يخونوا ولم يبيعوا.. بل كانوا من أول الناس الذين أتوا وأعلنوا موقفهم قبل الحرب .. ولكن هناك قيادات جاهلة لأتفقه شيء بفن السياسة ولا بأصول القيادة العسكرية..
الم يكونوا هم من قاد الحرب ودخلوا الجنوب.. فكيف تقول حددوا موقفهم ... هل تقصد أعلنوا أنهم مع شرعية الرئيس.؟
أنت تريد أن تجرني إلى كلام لا أريد أن أقوله الآن..
لا ياسيدي ولكن هناك رموز وشفرات لم افهمها.. بل كلام غير منطقي لم اقتنع بالإجابة؟
يا ابني سوف أقول لك ماذا جرى.. قبل الحرب 1994 بأشهر حضر قيادات جنوبية كثيرة في زيارة سريه لعدن...وذهبوا إلى هيثم قاسم طاهر الذي كان حينها وزير الدفاع قالوا له بالحرف.. إذا قامت الحرب نحن معكم وفي صفكم ومع الجنوب.. ولكن أين موقعنا من هذا كله.. فليس من المعقول أن نترك صنعاء ونعود للبيت بدون أن ترتب أوضاعنا.... فقام الوزير( هيثم) بإعطائهم من 200 ألف ريال وآمر لك واحد فيهم 20 قطعة سلاح إلي وعددهم يتجاوز الخمسة والعشرون.. وقال لهم
مشكورين وإذا احتجنا سوف نتواصل معكم.. كلهم اعتبروها أهانهم بحقهم .. بل هو غباء من ذلك المسئول أن يتصرف هكذا.... فلا زالت نظرية المؤامرة هي السائدة بعقليته.. وان كان قائد عسكري لاستفاد من هذا الانتماء وهذا القرار الشجاع لهم وأستوعبهم ورتب لهم أوضاعهم حتى يعودوا.. فخرجوا غاضبين جدا وقرروا العودة إلى صنعاء ولكن حاولت أن التقي بهم قبل ذلك وخزنا معا وقلت لهم سوف نوصل الأمر للقيادة وعليهم أن يعطونا فرصه أكثر ويبقون في عدن ولكنهم رفضوا وعادوا .. وكانت النتيجة أنهم من قاد المعارك ودخلوا عدن

أذا القرار كان فردي من الوزير ولم يتشاور مع احد من القيادة؟
أي تشاور كان الجميع يتصرفون بدون أي تشاور وكل واحد يتصرف بطريقة لا يعود بها للقيادة
لان هناك تصرفات لصالح عبيد كان من المفروض أن يحاكم عليها قبل الحرب وأثناء الحرب. .. والجفري وغيرهم من القادة الذي كانوا واجهات فقط.. يتصرفون بعشوائه ولأتمت للانضباط العسكري شيء وهكذا كانت النتيجة
وعلي سام البيض الم يكن يتصرف بعشوائية؟
لا بالعكس الرئيس عل سالم من ابنل القيادات وأشجعهم وأخلصهم للوطن وهو رجل حكيم جدا في أحلك الظروف ويرفض العنف والحرب ولكنها فرضت علينا وأرادوا احتلال الجنوب بالقوة وكسر شوكتنا وأهانتنا واذلاللنا
ولكن البيض كان يتصرف بتصرفات خطيرة منها الاعتكاف يعني هو إنسان مزاجي؟
لا بالعكس البيض رجل حكيم وصاحب مبدأ وضمير حي..
أي حكمة ياسيدي تقصد؟
دعني أخبرك بشيء مهم جدا لايعرفه إلا اثنان فقط .. بعد استشهاد العقيد ماجد مرشد سيف الذي قتله ضابط بالأمن المركزي التابع لمحمد عبدا لله صالح شقيق الرئيس واعترضوا سبيله في الصافية بجانب السفارة الايطالية الساعة الثانية عشر ليلا.. اعترضوه وأرادوا قتله مع ابنه الذي استشهد قبل أسابيع في جرب صعده أيضا هذا العام .. وأصيب حينها واقتيد إلى الأمن المركزي بتعليمات عليا من الرئاسة... وعذب هنا وقتل بطريقة بشعة.. كان الحزب والقيادة أصدروا بيان يستنكرون ذلك وتم تشكيل لجنه للتحقيق.. ونحن كانت لدينا معلومات مؤكده عن كل العناصر والطريقة التي تم بها التخطيط والقتل ومن يقف وراء ذلك... وكان هذا غضبا على رفيقنا الشهيد ماجد مرشد... فذهبتا بعد فترة من الواقعة الساعة الثامنة مساء للقصر الجمهوري لمنزل الرئيس علي سالم البيض كنت حينها مع زميل أخر.. والتقيناه.. وطلبنا منه أن يعطينا الإذن وبشكل سري أن نقتل ونتخلص من محمد عبد الله صالح قائد الأمن المركزي شقيق علي صالح وكان حينها يتعالج في لندن.. وكان طلبنا حينها مليون دولار وستتم العملية في أي دولة بالعالم .. ويمكن بلندن دون أن تتم العملية باليمن ولايمكن أن يستطيع أقوى جهاز مخابرات بالعالم أن يثبت أن لنا علاقة بالأمر... ستكون العملية هي خلاف بين مافيا الفساد ويقتلوا بعضهم وكل واحد يريد أن يتخلص من الآخر..حينها غضب الرئيس البيض وقال ماهذا الكلام... نحن رجال وحده ولسنا قتله.. ونحن حزب التحديث ودولة المؤسسات ولسنا عصابة تمارس القتل. وهل تريد الرئيس علي صالح يحرق البلد وتعطونه فرصه لذلك..
قلت له هي أشارة بسيطة للرئيس أن يترك هذه اللعبة مع قياداتنا.. وهي تنبيه فقط أننا أن أردنا أن نصل إليه فلن يقف احد بطريقنا وعليه أن يوقف هذا القتل الذي يمارسه إتباعه بقتل قيادات الحزب والقيادات الجنوبية.ز ولكن الرئيس البيض رفض....وذكرته مرة أخرى... بعد أن التقيته بعد الحرب خارج الوطن..