اعودة البطل محمد علي أحمد ماذا تعني ؟

[طائر الأشجان]

هي بشرى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. حينما يتحول الحراك السلمي إلى كفاح مسلح فإن وجود رجل من الصف القيادي الأول كمحمد علي أحمد لا بد وأن يكون على رأس أجندة المواجهة ، فعصابة الإحتلال لا تراهن إلا على القوة والقوة وحدها لأنها لا تمتلك إلا حق القوة أما قوة الحق فللجنوبيين المناضلين لتطهير أرضهم من دنس الإحتلال ، وتحرير شعب الجنوب من الهمجية والتخلف اللذين تتسم بهما حثالات المستعمر الأرعن .

تحولاً جذرياً لا بد وأن تشهده الساحة الجنوبية بقدوم رجل هو أشهر من نار على علم ، ستلتف حوله العناصر المقاتلة بطبيعة الحال ، أبو سند رجل عملي لا يقيم وزناً للمتوسدين زرابي الجاه والسلطان ، ولا يحول بينه وبين أهدافه النبيلة إلا الموت .. ويمكن القول بأن هذه العودة تنطوي على التحدي في أبهى تجلياته ، وهي تُذكّر بمقولة الفاروق عندما خاطب كفار قريش بقوله : " من أراد أن تثكله أمه فليلقني وراء هذا الوادي " وهذه الرسالة يفهمها رفاقه القدامى ، وسنرى أفئدة منهم تهوي إلى الجنوب عقب هذه العودة الحميدة .

عودة محمد علي أحمد لم تأتِ مصادفةً ولا عفوية ، إنها مدروسة بإحكام ، وقد تم الترتيب لها منذ زمن ، وكانت الإتصالات تجري على قدم وساق بينه وبين عناصر قيادية داخل المؤسسة العسكرية نفسها ، وهو حتماً سيختار مكان إقامته خارج مدينة عدن حيث تتوفر الأرضية الملائمة لسيناريو الكر والفر المعول عليه كمحصلة لقراءة المشهد خلال الأيام القادمة ، ولن تكون تكراراً لمن سبقه من أدعياء الثورة والإستقلال الذين سرعان ما بدت سوءاتهم ولم تسترها أوراق التوت ، ومن السابق لأوانه أن نتطرق في هذه العجالة إلى احتمال وجود دعم دولي ، وتمويل من رأس المال الجنوبي في بعض دول مجلس التعاون الخليجي أو الوعد به ، وستكشف الأيام أسراراً وخبايا ليس مجالها هنا .

وأختم بالقول أن هذه العودة هي اختبار حقيقي لمن يرى في نفسه غيرة على الجنوب وأهله ، ويتحرق شوقاً إلى دحر المحتل الجاثم على صدره بغرض استنزاف خيراته واستعباد بنيه ، هي فتحة واسعة في النفق المظلم التي يجب أن ينفذ منها المارد الجنوبي ليصنع حريته ويسترد كرامته ، وهي جرس يُنذر بقرب نهاية الوجود اليمني المحتل أرض الجنوب لسنواتٍ عجاف .

تحياتي وتراحيب مليون
طائر الاشجان