مليار شكراً لفخامة الرئيس الشرعي / علي سالم البيض

[شعيفانوفيتش]

لم يخب ظني وأنا أقول أن فخامته سيتدخل كما هو المأمول منه في هذه المواقف كي يوقف عبث العابثين الذي لايبدو أنه سيتوقف وهم يعيدون المرة تلو المرة ماكانوا قد فشلوا به في نفس هذا التوقيت من العام الماضي حين قاد طارق الفضلي انقلاباً مخملياً ضد مجلس قيادة الثورة بحجة تقليص نفوذ الاشتراكي.



الاشتراكي الذي يسعى الفضلي وفي معيته تيار المشائخ والسلاطين والمتلونين من قيادات المجلس الوطني الذين تخلوا عن مجلسهم طواعية ويتباكون اليوم على مواقعهم داخل مجلس قيادة الثورة هو حزب عريق لا يمكن أن يهتز بممارسات طفولية ممن يسمون أنفسهم قيادات ولا يعرفون معنى السياسة ولم يمارسوها إلا حين ظهر الحراك الجنوبي فالتحقوا به متأخرين سعياً في إعادة عناوين رجعية أطلقت ثورة 14 أكتوبر المجيدة رصاصة الرحمة عليها في 63 وقبرها الحزب الاشتراكي في 78 ويريدون اليوم نبشها من جديد.



إن الأمل الذي كنا نعقده على فخامة الرئيس الشرعي علي سالم البيض حفظه الله ورعاه في أن يضع لهذه الممارسات حداً ويضع القائمين عليها في مواضعهم اللائقة بهم لم يكن مستنداً على (لاشيء) بل كان مستنداً على وقوفه الدائم خلال عام ونصف أمام هذه التصرفات الصبيانية وعلى ثقتنا الواسعة بحنكة فخامته ووفائه لهذا الحزب العريق الذي صمد أمام كل محاولات مدعي الوحدة الجنوبية ومدعي الوحدة اليمنية لإسقاطه فسقطوا هم واحداً تلو الآخر أمام صموده وثقله المرتبط بالبسطاء من هذا الشعب المطحون.. هذا الشعب الذي يريد الانقلابيون أن يركبوا على ظهره ليعيدوا عجلة الزمن إلى الوراء وهيهات أن يتحقق لهم مرادهم.



أخطأ من ظنوا أنهم قادرون على الالتفاف على شرعية مجلس قيادة الثورة (مجلس الحراك السلمي) أو من اعتقدوا أنهم قادرون على شقه وإضاعة عام ونصف من مجهود فخامة الرئيس الشرعي حفظه الله ورعاه وإهدار كل ما (سكبه) في هذا المجلس مادياً ومعنوياً ويريد الانقلابيون اليوم أن يشطبوه بجرة قلم من أياديهم المرتعشة التي عرفت قدر نفسها عندما حان موعد التوقيع فاكتشفت أنها (لاشيء) وأن من لاشرعية له لا مصداقية لتوقيعه, وأن الشرعية هي عند من أقصوهم وقفزوا من فوقهم.



كنا على ثقة أن (أحلام اليقظة) التي راودت الانقلابيين لايمكن أن تتلاشي من أمام أعينهم إلا بصفعة يوجهها لهم فخامته كي يفيقوا بعدها فينجروا أذلة وهم صاغرين إلى حيث الشرعية يقبلون أيادي وأرجل المناضل صلاح الشنفرة والمناضل عبده المعطري.



حاولوا إقناع فخامته أن الأخوين المناضلين (صلاح مقايل) و (عبده بيانات) حسب وصفهم السخيف لايعترفان بشرعيته فكان الرد أن عليهم أن يعرفوا قدر أنفسهم, فلايوجد من يستطيع أن يقرر مثل صلاح, ولا يوجد من يستطيع أن يكتب بيانات مثل عبده, حاولوا إيهامه بأنهما يسعيان للسيطرة على الحكم بعد الاستقلال فقال لهم (ولماذا طلبت منكم حذف الفصل الكامل المتعلق بمابعد الاستقلال؟), قالوا له أن (صلاح مقايل) و (عبده بيانات) يريدان الالتفاف حتى على شرعية باعوم في المجلس, فكان الرد (وإلا واه بغيتوا؟).. وبعد أن سقطت كل الحجج الغبية لجأوا إلى بث الإشاعات عن المناضلين الاثنين وأتباعهما واتهامهم بتنفيذ أجندة المشترك, وحتى يبرئوا أنفهسم من تهمة اختلاق الإشاعة أصدروا بياناً سمجاً يتحدث عن (الإشاعة العنقودية) كي يعطوا لإشاعاتهم شرعية مفقودة, ويسحبوا الشرعية الحقيقية لمواقف المناضلين صلاح وعبده.



إن (مليار شكراً) قليلة في حق فخامته فهو صمام أمان مجلس الحراك وهو السد المنيع وحائط الصد الذي تتحطم عليه كل المؤامرات التي يدبرها أذناب الرجعية من بقايا الاستعمار البريطاني وأحفادهم ممن يسعون لاستعادة حكم الإقطاعيين على حساب دولة كان لها (شنة ورنة) لم تبنها أياديهم المرتعشة التي لم تجرؤ حتى على توقيع صغير بل بناها الحزب بسواعد أبطاله الأوفياء.