..إنها انقلاب .. إنها مؤامرة (بقلم / خالد سلمان)

[abu khaled]

..إنها انقلاب .. إنها مؤامرة
خالد سلمان ( 03/02/2007 )





عيناه جمريتا اللون.. سهر وأرق و«الذي منه».. هكذا وجد نفسه بمزاج غير ودود مع طاقمه المصغر في ذلك الصباح.. بتأفف وضيق نفس سأل عن آخر الاخبار.. أخذ ملخص الصحف فهو في العادة متقشف في القراءة..

إن لم يكن خصماً لدوداً لهذا الشيء الكئيب المدعو معرفة.. لِمَ يجهد ذاته الملكية في التجوال بين اسطر واحرف لم يخلق لها.. وهناك من ينوب عنه بالعادة لمثل هكذا هدر مضجر للوقت.. فكل امرئ لما هيئ له.. وهو خلق للأمر والنهي والاعمال الجليلة: إدارة الحرب وتفكيك السلم واشعال الحرائق.. وما دون ذلك لتكن لمن هم اصغر شأناً.. مجموعة تنابلة موظفين يقلبون صفحات الصحف.. يدونون ما يسعد الزعيم.. يتخطون ما يعكر صفو مزاجه المضطرب.

في الملخص اليومي مر بجمرتي عينيه على عنوان تشكيل حكومة ظل.. فركهما.. تغيرت سحنته.. طلب اصل المشروع.. قرأ في الصفحة الأولى.. لم يجد اسمه رئيساً لها.. في الصفحة الثانية لم ير ما يشي بتعيينه قائداً اعلى للقوات المسلحة.. في الصفحة الثالثة ليس هناك ما يوحي بتشريف القضاء باسمه رئيساً لمجلسه الأعلى.. في الرابعة والخامسة لا أثر فيهما لمهام ومسؤوليات تناط بالرئيس القائد.

إذن هو انقلاب.. هكذا اهتز ارجاء القصر بصرخته.. انقلاب أُحيك ودُبر في غفلة من اجهزة الأمن وحفظ النظام.. من الذي عين هذه الحكومة إن لم اكن انا الذي فعلت؟ وأمام أي رئيس سواي اقسم اعضاؤها اليمين؟ ومن الذي منحها الثقة في البرلمان؟

إذن هي المؤامرة ولا مسمى آخر لها..

اصبح لهم رئيس.. ولهم كمان برلمان؟ وأنا الأطرش في هذه البلاد.. اكتب المراسيم التالية: نحن رئيس هذه البلاد -اعملها بالبنط الكبير- قررنا التالي:

اقالة رؤساء أجهزة الأمن.. إعلان حالة الطوارئ.. رفع الاستعداد القتالي الى الدرجة الأولى..

أخذ حمامه الملكي على عجل.. ارتدى بدلته الرئاسية.. لم يتوقف كعادته مطولاً أمام ربطة العنق والتناسق اللوني.. فجأة لم يجد في ذلك الزي ما يلائم الظرف العصي.. خلع ملابسه -الاسموك- ومعها مدنيته الصورية.. استبدلها ببدلة ميدان داكنة تليق بخطبه الحربية القادمة..

في المعسكرات حرض وتفقد الجاهزية وبين التجمعات السكانية حشد جياع البلاد.. وقرع على مسامعهم نواقيس الخطر وطبول الحرب والانفصال.

من حكومة الظل وانقلاب زمر الخيانة.. حذر بلهجة عدوانية من التمويل الخارجي لقوى الانفصال والعمالة..

مازال يجوب جهات الأرض وهو يهمهم كممسوس فقد حرز آمنه:

- أنا الرئيس.. فمن إذن عين ظل الحكومة.

- أنا البرلمان.. فمن مرر شرعية ظل الحكومة.

- الحكومة أنا.. أنا الشعب.. أنا الوحدة.. أنا الدولة.. أنا الوطن..

ودوني هو الهراء

تسقط حكومة الظل.. يعيش زعيم الغبار..

خالد سلمان

المصدر: صحيفة الوسط الأهلية العدد (133)