القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
الوحدة اليمنية .... هل هي مرهونة ببقاء الرئيس على الكرسي ؟
يورد القرآن قصة سيدنا يوسف وصراع اخوته المفتعل ضده ومحاولتهم الظفر بنصيب يوازي نصيبه من حب أبيه وما استقر عليه رأيهم بالإجماع على قتله أو طرحه أرضا حيث يقول النص القرآني المقدّس على لسان أخوة يوسف :
اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين . ان قتل يوسف أو طرحه أرضا يشبه كثيرا ما نلاحظه في العرف السياسي من حبك الدسائس ونسجها لتحقيق مكسب سياسي أو الظفر بمكانة ويعد هذا النهج أمرا مشروعا في قانون السياسة ومذاهبها المتعددة لضمان الإستمرارية وللبقاء في الواجهة أيا كانت تلك الواجهة ممثلة بسدة الحكم أو البروز السياسي والتأثير على القرار من على بعد ... لقد اعتبر الله من عليائه ما استقر عليه رأي اخوة يوسف مؤآمرة تنم عن حقد دفين لن يسعد يعقوب وسيضعه لا محالة في حزن دائم وهذا ما حدث فعلا عندما أتوه عشاء يبكون وقالوا له : يا أبانا انا ذهبنا نرتع ونلعب وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين .... لقد كشفوا عن هدفهم وغايتهم وأكدوا عدم تصديق أبيهم لهم حتى لو كانوا صادقين فيما قالوه مصداقا للقول الشائع يكاد المريب أن يقول خذوني . لم أورد هذه القصة بقصد السرد الكلامي الممل وقصدت منها استخلاص العبرة حول تاريخنا السياسي المعاصر في اليمن ... ففي مقابلته الأخيرة مع جريدة البيان الاماراتية كرر الرئيس علي عبد الله صالح ما سمعناه منه مرارا وتكرارا في تبريراته للتشبث بالكرسي واحتكار السلطة وايجاد الحجج والمسوغات التي قد يكون بعضها صحيحا ويتطلب علاجا ناجعا يدفع ما قد ينتج من أمور متوقعة ومن اهمها انفراط عقد الوحدة اليمنية فيما لو ترك فخامته كرسي الحكم فجأة عن طريق عزرائيل وليس بارادته الشخصية ... وقال الرئيس مدافعا عن قرار عدوله عن عدم ترشيح نفسه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها واعتبر خوضه لها تلبية لمطلب شعبي وتوضيحا لما يختزنه العقل العربي من أن الحاكم العربي لا يترك السلطة الا حينما يموت وأدعى كاذبا وصادقا في الوقت ذاته محاولته ترك الحكم وعدم ترشيح نفسه عن قناعة وتقديم نموذج صادق ناتج وليس عن مزايدة وانه قد ملّ بعد تجربة طويلة في الحكم واستطرد فخامته فقال : ولكن كان لابد من أن أطمئن أني تركت الحكم والبلد موحد ومعافى . وأن تأتي قيادة وطنية تستمر في الحفاظ على مسيرة الثورة ومنجزاتها ولا تتسبب في تجزئة الوطن أو إدخاله في فوضى وبذلك استطاع فخامته بدهائه المعتاد تحميل المعارضة والمؤتمر الشعبي على حد سواء مسئولية إعادة ترشيح نفسه للانتخابات وعدم وجود البديل الكفوء الذي يستطيع قيادة اليمن الى بر الأمان والحفاظ على وحدة اليمن خاصة وأن النقمة تتزايد في أوساط أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ( وأقصد بهم القطاع الشعبي العام وليس من يمتهنون السياسة ) على ما وصلت اليه الأوضاع في ظل هذه الوحدة التي يصنفونها بوحدة ضم والحاق وحيف وظلم واحتلال بيّن تحت مسميات وذرائع الوحدة ... لقد برر الرئيس استمرار تربعه على الكرسي لسبع عجاف قادمات بدأن منذ نوفمبر الماضي بالضرورة والحاجة الملحة له شخصيا كحام لحمى الوحدة ومنافح عنها من شر مستطير يتربص بها على أن يوجد مستقبلا أي ثغرة دستورية أو يدعو الى تعديل دستوري يتيح له حكم البلاد حتى يوسد الثرى على أن يخلفه قبل توسيده الثرى من يؤتمنه على كرسي الحكم ويمهد له الأرضية لتسليمه السلطة دون وجود معوقات أو اعتراضات من أفراد البيت الأحمري وبخاصة كبار العسكر منهم وما أكثرالمتطلعين منهم الى الكرسي ولن يجد أكفأ ولا أحق من نجله أحمد علي عبد الله صالح ليواصل المسرة ويحكم قبضته الحديدية على اليمن ومقدراتها كاستمرارية له ولو بعد الممات . من ضمن ماقاله الرئيس صالح : أن المعارضة ومعها الحزب الحاكم ( بدونه ) ليست مهيأة لحكم الوطن وقيادته وايجاد شخصية من بينها تكون قادرة على الحفاظ على مكتسبات الوطن وبقوله ذلك يحاول ابقاءنا في مربع الزعامات الوطنية الذي تجاوزه الزمن بعد سقوط الإتحاد السوفيييتي وانتهاء الحرب الباردة وتلاشي النظريات الثورية والأممية والزعامات الوطنية ويأبى الرئيس الا أن يزايد على الوطن والثورة والوحدة والتحذير من عودة الإمامة ومخلفاتها لتسييس هذا الشعب الذي ما برح من تعاقبوا على حكمه في شمال الوطن ومنذ فجر يوم 26 سبتمبر 1962 يجترون مفردات الثورة والوطن والإمامة كنوع من المزايدات السياسية بين أقطاب القبيلة الزيدية التي أزاحت حكم الإمامة بقرار عسكري مدعوم برافد قبلي كان هدفه الخفي غير المعلن توسيع نفوذ القبيلة الزيدية وكسر احتكار البيت الإمامي الهاشمي على السلطة والنفوذ السياسي والديني واستمرت المزايدات التي لا تخرج عن اطار شعار الثورة والوطن والإمامة والثورة عليها تتوالى على صورة متوالية حسابية مدروسة حتى فجر يوم 22 مايو 1990 الذي أوجد واقعا جديدا في اليمن بقيام الجمهورية اليمنية في شراكة بين الحزبين الحاكمين في شمال وجنوب اليمن أتت على اثر هرولة الحزب الحاكم في الجنوب باتجاه الوحدة كملجأ أخير يسلم رقاب قادته ويجعلها تنحني فقط أمام العاصفة الدولية الهوجاء ... ومن الإفتراءات التي يروج لها البعض اليوم قولهم أن الحزب الإشتراكي اليمني قد دخل الوحدة كنتاج لاقتناع بها كقدر ومصير ومما لا نستسيغه ولا نقر أحدا عليه قول آخرين وغالبيهم من الشماليين المنخرطين في الحزب الإشتراكي أن الحزب كانت له نظريات في مفهوم وشكل الوحدة لم يستطع تطبيقها في ظل هيمنة سلطة القبيلة على الدولة اليمنية واستمرار نظام الجمهورية العربية اليمنية واستحواذه على مقدرات الدولة اليمنية الوحدوية الوليدة التي اضافت الى رهاناتها السابقة على الجمهورية والثورة رهانا جديدا يسمى رهان الوحدة ودخلت في معترك سياسي وعسكري مع شريك الإئتلاف انتهى بهزيمته وخلو الساحة للقبيلة الزيدية العلمانية لتطبق نفس ممارساتها وتحكم اليمن الموحد بموجبها ومن هنا فلا مناط من القبول بالواقع الراهن والتعايش معه تماما مثلما تعايش أبناء الجمهورية العربية اليمنية معه من قبل وسلموا بعدم امكانية التغيير لأسباب جغرافية وقبلية وطائفية رغم مقاومتهم منذ البدايات الأولى للثورة لمحاولة استمرارية الطائفة الزيدية كمهيمن على القرار السياسي . لقد عايشنا شعارات الثورة ومبادئها الخمسة التي لم يطبق منها مبدأ حتى اليوم وامتلات قلوبنا حقدا وغلا وبغضا غذته القبيلة الزيدية العلمانية ومراكز قواها ليس حبا في الوطن ولا رغبة في التخلي عن التمايز الطائفي البغيض بل للإستحواذ على مقدرات الوطن وتغييب الأغلبية التي يتشكل منها المجتمع اليمني واقصائها على المشاركة في صنع القرار السياسي باسم الوطن والثورة ووجدنا العسكر والقضاة يتداولون حكم البلاد تحت ذات الشعارات التي أجادوا فنون توظيفها وممارسة غسيل الدماغ بحق المواطن اليمني لا يهامه أن الثورة قامت من أجله في حين أن الواقع يقول أن الثورة لم تكن سوى انقلاب في البيت الزيدي أقصى السادة الهاشميين وفرض نفوذا سياسيا لأتباعهم من القبائل الزيدية ، وبتحقيق الوحدة اليمنية أضيف شعار وحدة الوطن الى الشعارات المرفوعة والأدهى والأمر أن الشعار الأخير أصبح محكوما بوجود علي عبد الله صالح في سدة الحكم مما يفيد أنه ليس خيارا شعبيا يمنيا صرفا تم في لحظة جاد بها الزمن وتجاوزناه مثملا تجاوزت فيتنام وألمانيا همومها ومشاكلها وهناك من لا يزال يرغب في الإنعتاق من هذا الغول المسمى بالوحدة الذي يدرك علي عبد الله صالح أن استمراريته مرهونة بوجوده هو شخصيا على كرسي الحكم وليست قدرا ومصيرا حسبما حشيت به أدمغتنا نحن أبناء جيل الستينيات وما بعده من عقود تالية ، ولا ننفي أن فخامته قد بذل جهدا في سبيل دمج الشعب اليمني ببعضه البعض وتذويب الفوارق الطائفية والقبلية بالخلط بين محافظات الجمهورية وتغيير معالمها الجغرافية وخاصة تلك التي كانت تقع في التخوم بين النظامين الشطريين السابقين وأشرك الكثير من الساسة الجنوبيون المنسلخون من الحزب الإشتراكي اليمني وغيره من الأحزاب المعادية في المؤتمر الشعبي العام وفرض بقرار شخصي الإجماع على اختيار رئيس وزرائه الحالي عبد القادر عبد الرحمن باجمال الحضرمي كأمين عام بقصد خلق مناخات تسقط عن كاهله حمل المحافظة على الوحدة واعتبارها واقعا معاشا يجب أن يسلم به اليمنيون جميعا من خلال ما تم من استحداثات قسرية لم تؤت ثمارها نتيجة لعدم سلامة الأرضية التي قامت عليها ولكن النتائج المقروءة في الأفق السياسي اليمني وما يكرره الرئيس من تصريحات وتلميحات تؤكد أن الوحدة اليمنية محكومة بقبضته الحديدية وأن غيابه عن الساحة السياسية أو عدم وجود بديل مضمون يواصل ما اختطه من نهج في هذا السبيل سوف يذهب أول ما يذهب بوحدة اليمن . فهل نجيز لأنفسنا نحن الجنوبيون المهضومون سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وطائفيا ويشاركنا نفس الهم فئات أخرى من أبناء المناطق الوسطى تطبيق شعار اخوة يوسف وندعو الى ازاحة علي عبد الله صالح من طريقنا ونسهم في عرقلة ايجاد وريث للقبضة الحديدية العسكرية التي يحكمنا بها لإعادة واقع بلادنا السياسي الى ما كان عليه أم أننا سلمنا جميعا بأن الوحدة بوضعها الراهن الذي نراه ويراه غيرنا ضم والحاق لا غير هو قدر ومصير وخطوط حمراء يجب عدم تجاوزها بوجود علي عبد الله أو عدم وجوده والحل الأمثل هو السعي الى التغيير كشعار يجب تجربته فلربما يحالفه النجاح . أنا شخصيا أجد للدكتور محمد حيدره مسدوس مبررا في أطروحاته التي يعتبرها من يتعاطون من الواقع اليمني الراهن من منطلق شمالي وجنوبي فقط دون الأخذ بعين الإعتبار تنفذ القبيلة الزيدية العلمانية وتفردها بالحكم تجنيا من مسدوس عليهم وأرى أن علي عبد الله صالح هو حجر العثرة التي يجب زوالها لينعم اخوة يوسف بحب أبيهم ويكونوا من بعده قوما صالحين وليس أمامنا شيئا خلاف تكرار ما سبق أن قاله حسين أبوبكر المحضار في حق الحزب الإشتراكي اليمني : خذ عشر خذ خمستشعر لا بد لك من خراب ذي خربوا دار بصعر بايخربونك . سيفشل علي عبد الله صالح في ايجاد بديل يرث حكم اليمن ويضمن ترابطها وفصل عرى الوحدة اليمنية التي لم تستقر على الجودي بعد كاستقرار سفنية نوح ولن تستقر قد يكون حلا مستقبليا للمشاكل التي جلبها نظام الجمهورية العربية اليمنية المترسخة في تركيبته السياسية والقبلية للساحة اليمنية عامة . قد يقول قائل : ان بقاء الوحدة اليمنية ولو مؤقتا حتى تنجلي الغمة التي تعاني منها المنطقة مطلب اقليمي ودولي وتمدد أبناء الشمال بكثافتهم السكانية في المحافظات الجنوبية الخالية من السكان وتصريف العمالة الفائضة سيمتص أي خطر أمني يهدد دول المنطقة اذا حوصر قطاع رئيسي من أبناء الشعب اليمني في رقعة جغرافية ومسألة الوحدة قد يكون في ها اعادة نظر وقيام الكانتونات مطلب ملح لتفتيت هذا الغول البشري ؟ ذلك ما تفكر فيه دول الجوار الإقليمي وبمباركة أمريكية وما مؤتمر المانحين والوعود التي يقدمها الإعلام اليمني للمواطن اليمني في الداخل بقرب الإنضمام الى مجلس التعاون الخليجي إلا مقدمة تشبه تلك الوعود الزائفة بتسهيلات سيحصل عليها اليمنيون في السعودية التي اعقبت اتفاقية جدة وتنازل اليمن للسعودية تنازلا نهائيا عن أجزاء واسعة من أراض كان يطالب بها . أسف للإطالة . سلام . |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 11:10 AM.