صدام كشف المستور .. فارس العرب أم ديكتاتور جبان ( جمال محمد الحشيبري)

[abu khaled]

صدام كشف المستور .. فارس العرب أم ديكتاتور جبان ( جمال محمد الحشيبري)



صنعاء/لندن / " عدن برس " خاص : 2/1/2007
إعدام الرئيس العراقي صدام حسين كشف عن مستوى الذل والخنوع والهوان الذي يعيشه الحكام العرب ( الشجعان ) على شعوبهم فقط . وطبيعيا فان فاقد الشئ لا يعطيه اذ انه من المنطقي ان من يمارس الاستبداد بمواطنيه ويقمع شعبه ويستلب حقوقهم وحرياتهم يكون بالفطرة والنتيجة جبانا وذليلا وفاقدا لإنسانيته وإرادته وحريته وهكذا نستطيع تفسير حالة الصمت المطبق للحكام العرب الذين لم يجرؤ أحدا منهم أن ينبس ببنت شفه إزاء ما حدث لصدام .


الرئيس اليمني أحد هؤلاء الحكام العرب والذي يطلق على نفسه لقب ( فارس العرب ) وصاحب المغامرات الكثيرة والذي دعا إلى فتح الحدود لحرب إسرائيل بالإضافة الى كونه كما يدعي رجل أمريكا وشريكها في محاربة الإرهاب والذي قدم أحد مواطنيه في صحراء مأرب لتقتله طائرة أمريكية ، لكنه في موقف تنفيذ حكم الإعدام بصدام لزم الصمت واثر السلامة ولم نلحظ شجاعته وفروسيته ولا ندري ما تفسير ذلك هل هو اقتناع بان صدام طاغية ديكتاتور ويستحق ذلك المصير أم يا ترى هو الذل والجبن والخنوع والخوف من مصير صدام اذا ما تجرأ صالح وأظهر رغبته المعارضة لبوش في إعدام صدام يوم العيد .

بين مشهدين تتجلى حقيقة الديكتاتور وشجاعته المزيفة وفروسيته التي هي فقط على مواطنيه فهو في المشهد الأول بكل همجيه واستعلاء يظهر شخصيا ليتهم منافسه ليلة الاقتراع في الانتخابات فيصل بن شملان بأنه إرهابي وفي مشهد أخر يظهر الديكتاتور جبانا عاجزا لم يستطع حتى أن يوجه بنفسه مناشدة للرئيس بوش على الأقل لتأجيل تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين صبيحة عيد الأضحى ، ولم يكن بمقدوره إلا أن يوكل تلك المهمة لعبد القادر باجمال الذي يوكل إليه دائما تنفيذ الجرع ضد الشعب ويجعله واجهة وديكور وشماعة لممارسات الفساد والنهب والعبث المتورط بها نظامه.

ومع ذلك نحيي باجمال الذي كان أشجع من رئيسه الذي أمره بتوجيه مناشدة لبوش بشأن تأجيل حكم الإعدام بصدام حسين مع انه برتوكوليا المفترض أن يوجه رئيس مناشدة لرئيس دولة أخرى وليس رئيس وزرائه ، ولكنه الخوف والجبن ومناشدة عبد القادر باجمال للرئيس بوش ارتقت بالرجل إلى مرتبة كبيرة ووجد باجمال نفسه في ذلك الموقف الإنساني الكبير مكرها لا بطل ، وهو الذي لا يملك أمر نفسه
ومرة أخرى تفرض مناشدة با جمال سخرية السؤال هل فعلا اليمن بلد مؤسسات وتتمتع بديمقراطية متقدمة لنجد السيد با جمال من موقع مسؤوليته بعد أن رأى تخاذل الرئيس ليقوم بنفسه بتوجيه رسالة مناشدة للرئيس بوش وان لا علاقة لمناشدته بأية ( توجيهات عليا ) .
أم يا ترى أن باجمال كان يمثل رغبة ديكتاتور ذليل عجزت لسانه على أن تفصح بمناشدة إنسانية لتأجيل حكم إعدام ولم يكن أمام باجمال إلا أن يبلغ المناشدة بالنيابة عن فارس العرب .


الآن وبعد تنفيذ حكم الإعدام بصدام وفي أول أيام عيد الأضحى أؤكد أن لا الرئيس اليمني ولا غيره من حكام العرب لن يجرأ أحدا منهم على انتقاد تنفيذ حكم الإعدام بصد ام حسين صبيحة عيد الأضحى ، ولعل هذه هي حكمة الله سبحانه وتعالى وسننه في أن يري هذه الشعوب المقموعة بالطغاة أن حكامها هؤلاء هم أذل مخلوقات الله على وجه الأرض .



خاص للرئيس . . . قبل التوريث


الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أوصى بعد علمه باقتراب تنفيذ حكم الإعدام فيه بأن يتم دفنه في الرمادي بمحافظة الانبار وهي معقل المقاومة للأمريكان ، ويبدو أن صدام أدرك في وقت متأخر جدا أن أبناء عشيرته أهل تكريت الذين كانوا سنده وأركان نظامه فقط خلال فترة حكمه ، أدرك أنهم أقل بكثير جدا من مستوى الثقة التي منحها إياهم عندما ظلوا لفترة 35 سنة من حكم صدام أسياد البلاد والأمر الناهي في كل شئ ومع كل ذلك لم يكن لتكريت خلال 3 سنوات من سقوط نظام صدام واحتلال العراق أي صوت يذكر ، ولعل صدام وجد انه من العار أن يتم دفنه هناك في مسقط رأسه بعد أن رأى فيمن كانوا أعمدة نظامه كل الخنوع والذل والاستسلام للاحتلال .
وهذا الدرس مفتوحا لكل حكام العرب الذين يحكمون بالمناطقية والطائفية ونرجو الرئيس صالح ان يستوعبه جيدا وان يتراجع عن إدارة البلاد بالولاء ألمناطقي و توريث الأسرة لمقاليد الحكم من بعده و تهيئة الحكم من بعده لنجله أحمد استهانة بثوابت الأمة وانقلابا على الثورتين وأهدافهما وعودة بالبلاد إلى عصور الملكية والتوريث . . إن درس صدام شاخصا أمامنا بكل وضوح . . . فهل هناك من معتبر . . . . !