القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الوحدة الجاذبة أو الإنفصال الجاذب
الوحدة الجاذبة أو الإنفصال الجاذب أفل عصر الثورات التي تعتمد على الشعارات البراقة و الخطب الرنانة و الكلام المعسول، و بدأ عصر صحوة الشعوب التي لم تعد تقبل إلا بالعمل الجاد و الأهداف الواضحة و تحقيق الإنجازات على الأرض، فلم يعد ينطلي على الشعوب الغش و الخداع و الكذب و الدجل السياسي الذي يستهدف الوصول إلى السلطة، ثم التحول إلى الدكتاتوريات، و حكم الشعوب بالحديد و النار.. و من لا يزال يفكر بتلك العقلية فهو واهم، و يكون قد تجاوزه الزمن و تخلف عن الركب فتلفظه الحضارة الحديثة و يظل حبيس أفكاره النتنة التي عفى عليها الزمن و لم يعد له قبول في المجتمعات الحديثة فيكون حاله كحال من يبيع برادن الحمير في عصر السيارات و الطائرت فتكسد بضاعته و يجني السخرية و الإستهزاء من المارة.. و لو تحدثنا عن دعاة الوحدة و الإنفصال في بلادنا فكلاهما وجهان لعملة واحدة و هي الدكتاتورية، و كلاهما يولول بالشعارات و يتغنى بالأمجاد و يسوق الواهي من الحجج، و كلاهما لا يملك المشروع الحقيقي لبناء الدولة الحديثة التي تقوم على الأسس الحضارية من الديمقراطية و الفيدرالية و توزيع السلطة و الثروة على أساس من العدل و المساواة على كل المناطق، و الشعب في حيرة من أمره ففي الوقت الذي يرثي فيه وحدته التي تحتضر بسبب فشل السياسات المتبعة، فهو ينظر إلى دعاة الإنفصال بعين الريبة و الحذر و الخوف من المستقبل.. و قد كان على دعاة الوحدة أن يتبعوا سياسات جاذبة إلى الوحدة بدلا من إجبار الناس على حب الوحدة بالقوة صاغرين.. فقد كان عليهم أن يستخدموا سياسة الوحدة الجاذبة عن طريق التنمية و بناء دولة القانون و النظام و الديمقراطية والحرية و تحرير الأعلام و إستقلال القضاء و منح المزيد من السلطات و الصلاحيات للمحافظات و المديريات المختلفة لإدارة شؤونها الداخلية بنفسها و السماح لشعوب تلك المحافظات بإنتخاب حكامها بطريقة نزيهة و حرة و بأشراف دولي لضمان النزاهة، بحيث قد يكون حاكم أي محافظة من الحزب الحاكم أو من احزاب المعارضة، كما قد يكون من المؤيدين للوحدة أو من الرافضين لها، فعند ذلك فقط يشعر الشعب إنه يعيش في ظل دولة ديمقراطية حقيقية تستحق البقاء و الخلود و الإستمرار.. فيتولى الشعب بنفسه الدفاع عن الوحدة عن طريق صناديق الإقتراع و ليس عن طريق ساحات الوغى التي تخلّف الألاف من الشهداء و الثكلى و الأرامل و الإيتام و المعاقين و المشوهين جسديا و نفسيا كما حصل في حرب 94 و حروب صعدة الستة.. كما ان الإنفصاليين ربما يرتكبون الخطأ نفسه من خلال إجبار الناس على الرغبة بالإنفصال، و قد كان عليهم بدلا من ذلك أن يقدموا المشورع البديل عن الوحدة الذي يغري شعب الجنوب بالإنفصال و الذي يضمن لشعب الجنوب عدم الوقوع في براثن الدكتاتورية مرة أخرى عن طريق تشكيل جبهة وطنية واسعة تشمل كل القوى السياسية في الجنوب و الإتفاق على الأسس التي تحدد طريقة تداول السلطة بالطرق الديمقراطية و تضمن حقوق شعوب المناطق الجنوبية المختلفة عن طريق الفيدرالية و تضمن عدم تفرد أي حزب أو فرد بالسلطة المطلقة كما حدث و يحدث على الدوام.. عويس القلنسي |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:39 AM.