في رسالته لمؤتمر الرياض: الحراك الجنوبي يدعو إلى استفتاءعلى الوحدة وبإشراف دولي

[اسدالجنوب]

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 16 – 2 – 2010
دعا الحراك السلمي الجنوبي المجتمع الدولي والمشاركين في مؤتمر الرياض حول اليمن والذي ترعاه لندن وواشنطن والمقرر عقده في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة السعودية إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الجنوبية وعقد حوار بين الطرفين تحت إشرافه لتنظيم استفتاء شعبي لشعب الجنوب بما يؤدي إلى نيله لحقوقه المشروعة في تقرير مصيره . وبما يحافظ على إبقاء علاقات جوار حسنة بين الشعبين والدولتين ، وناشدت رسالة شعب الجنوب الى مؤتمر الرياض بعث بها مجلس الحراك السلمي وحصل " عدن برس " على نسخة منها لينفرد بنشرها المشاركين في مؤتمر الرياض على : " إجبار سلطات صنعاء على وقف سفك دماء شعب الجنوب، ورفع الحصار العسكري والأمني المفروض على مدن وقرى الجنوب " .

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة شعب الجنوب إلى مؤتمر الرياض

الأخوة أصحاب السمو والمعالي الوزراء المحترمون
بعد التحية:
بمناسبة انعقاد مؤتمركم في الرياض يتوجه إليكم شعب الجنوب بهذه الرسالة الأخوية الصادقة.
إنكم بمساندتكم للسلطات الحاكمة في صنعاء إنما تساندون تنظيم القاعدة والإرهاب, فإذا كان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الميداني فإن علي عبدا لله صالح هو الرئيس الفخري لهذا التنظيم، فقد رعى هذا التنظيم منذ عام 1990م لتصفية قادة وكوادر شعب الجنوب، وكلكم تذكرون تلك الاغتيالات البشعة ورفضه المطلق لاعتقال منفذيها، الذين كانوا في الأساس من تنظيم القاعدة وحلفائه الرئيسين في الحرب على الجنوب واحتلاله عام 1994م. فهو يعتقلهم حينما يشاء ويهربون من السجن حينما يشاءون ويقصفهم بالطيران فيقتل المواطنون الأبرياء ولا يقتل واحد منهم.
إن هذه السلطات طوال حكمها للجمهورية العربية اليمنية لمدة 30 سنة كان قائما على سفك الدماء وخلق الفتن والدسائس، ابتداء من تصفية خصومها السياسيين في أكتوبر 1978م، وحربها ضد الجنوب فبراير 1979م وفي المناطق الوسطى 1980ــ 1985م، وحربها لاحتلال الجنوب عام 1994م وإنهاء الوحدة بين الدولتين والشعبين، ومواصلة سفك الدم الجنوبي دون مراعاة لأبسط قواعد الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية. ثم حربها الدموية في صعده منذ عام 2004م وحتى اليوم.
إن دعمكم المالي لهذه السلطات هو دعم للفساد ونهب الأموال العامة وبصورة علنية، فهذه السلطات التي تحكم اليمن منذ ثلاثين عاماً وكانت يوميا تتغنى بالمنجزات كشفت الوقائع على الأرض زيف حقيقتها. فهي تقود دولة فاشلة وشعبها من أفقر دول العالم. إنه من الأجدر بكم محاسبة هذه السلطات على نهبها لثروات البلاد والدعم المالي والمادي الذي قدمته دول العالم ومنها دولكم لهذه السلطات أين ذهبت بها ؟ حتى يكون دعمكم للشعب الشقيق في الجمهورية العربية اليمنية وليس دعما لاستمرار حكمها الفاشل. بل سيكون دعماً لتطوير تنظيم القاعدة ونشاطاته فهو يدها الطولى لقتل خصومها.
أصحاب السمو والمعالي الوزراء: إنه لمن غرائب الزمن أن هذه السلطات تطلب اليوم دعم المجتمع الدولي للحفاظ على الوحدة بينما كانت هذه السلطات ذاتها في عام 1994م ترفض نصائح وقرارات المجتمع الدولي وفي مقدمتها قراري مجلس الأمن الدولي رقم (924) و(931) وقرارات الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي، التي جميعها رفضت فرض الوحدة بالقوة ودعت إلى الحوار بين الطرفين.
أصحاب السمو والمعالي الوزراء: عندما قاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي نضال شعبه السلمي لتحرير بلاده استمر هذا النضال لمدة عام ونصف فقط فاستطاع هذا الزعيم أن يحقق استقلال بلاده واعتبر من وجهة نظر العالم رمزاً للنضال السلمي الحضاري. شعب الجنوب يخوض نضال سلمي منذ ستة عشرة عاماً من أجل تحرير وطنه واستعادة دولته، وهو بهذا يكون قد سجل أطول فترة نضال سلمي في التاريخ العالمي . ليس لأن الشعب الجنوبي شعب جبان أو غير قادر على اعتناق الأساليب النضالية الأخرى، لكن لأنه شعب حضاري ويقاوم أبشع استعمار عرفته البشرية وأختار هذا الطريق اعتقاداً منه أن العالم الحر سوف يساند نضاله هذا وهو مازال مؤمناً بهذا الاعتقاد. غير إنه يناشدكم بالله وبالقيم النبيلة التي تؤمنون بها ألا تسقطوا هذا الخيار من يده ليرفع الخيار الآخر، فأرض الجنوب لن تظل بمثابة أرض مباحة لسلطات صنعاء، وثرواته لن تكن هبه سائبة لها وشعب الجنوب يتضور جوعاً. بل تشتري بهذه الثروات أسلحة لتقتل بها شعب الجنوب ، إن شعبنا لن يقبل بهذا الوضع المذل والمهين مهما كلفه ذلك من تضحيات، فهو شعب قد سجل له التاريخ في الماضي قدراته على تحرير وطنه وسوف يسجل له التاريخ في الحاضر والمستقبل الأمر ذاته بعد أن أصبح ليس لديه خيار آخر.
إن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته باعتباره جبهة وطنية عريضة تضم في صفوفها كل القوى والشخصيات الوطنية الجنوبية والقائد الفعلي لنضال شعب الجنوب يضع على اجتماعكم النقاط التالية:
1. الجنوب أرضاً وإنساناً ودولة يقع تحت احتلال دولة أخرى هي الجمهورية العربية اليمنية منذ 7/ 7/ 1994م خلافاً لقرارات مجلس الأمن الدولي (924) و(931) لعام 1994م. ومن حق شعب الجنوب وفقاً للشرائع السماوية والقوانين الدولية أن يحصل على استقلاله الوطني باستخدام كافة الوسائل المتاحة.
2. سلطات صنعاء هي المسئولة عن إنهاء الوحدة بشنها الحرب على الجنوب، مما جعل الوضع ليس وحدة بين دولتين وشعبين وإنما احتلال طرف للطرف الأخر.
3. ندعو المجتمع الدولي إلى تطبيق قراراته بشأن القضية الجنوبية وعقد حوار بين الطرفين تحت إشرافه لتنظيم استفتاء شعبي لشعب الجنوب بما يؤدي إلى نيله لحقوقه المشروعة في تقرير مصيره. وبما يحافظ على إبقاء علاقات جوار حسنة بين الشعبين والدولتين.
4. إجبار سلطات صنعاء على وقف سفك دماء شعب الجنوب، ورفع الحصار العسكري والأمني المفروض على مدن وقرى الجنوب.
5. الإفراج الفوري عن المختطفين من أبناء الجنوب في سجون سلطات صنعاء والبالغ عددهم أكثر من (1503) معتقلا .
6. تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها سلطات صنعاء بحق شعب الجنوب من قتل للإنسان ونهب للثروات وتدمير للتاريخ والهوية، وتقديم المجرمين إلى المحكمة الدولية المختصة.
7. لم تعد الوحدة مصدر أمن واستقرار للمنطقة والسلام العالمي كما تروج لذلك سلطات صنعاء وإنما أصبحت هذه الوحدة مصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
8. الرئيس المناضل/ علي سالم البيض هو الرئيس الشرعي للجنوب ورئيس الحراك السلمي الجنوبي.
إن شعب الجنوب يأمل من اجتماعكم ومن دولكم بشكل خاص ومن المجتمع الدولي، مناقشة قضيته بجدية وعدم السكوت عنها، فهي قضية شعب هو جزء من المجتمع الدولي ومن واجب هذا المجتمع الاضطلاع بدوره الإنساني والقانوني تجاهه قبل فوات الأوان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته
صادر في العاصمة عدن بتاريخ16فبراير 2010م

نسخة مع التحية: إلى جميع وزراء الخارجية العرب المحترمون.