القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
قراءة في برقية الدكتور غازي القصيبي العاجله إلى بلقيس
قولي لهم يارجالا ضيعوا وطنا ..
قراءة في برقية الدكتور غازي القصيبي العاجله إلى بلقيس عبد الجبارسعد ألوم صنعاء .. يا بلقيس .. أم عدنا أم أمة ضيعت في أمسها يزنا بهذه البداية يستفتح الشاعر العربي الكبير الدكتور غازي القصيبي عتابه لبني بلقيس وأقيال اليمن في قصيدته التي سماها" برقية عاجلة إلى بلقيس" يقول هل ألوم في هذه المأساة صنعاء أم ألوم عدن أم ألوم الأمة كلها التي ضيعت في أمسها سيف بن ذي يزن فجعلته يذهب إلى بلاد فارس كي يستعين بهم على قتال الأحباش لتحرير وطنه منهم ثم يعقب بالقول ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعـني ! وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا ) يقول سألومهما معا لو أنهما يسمعان أو تصغي لي منهما الآذان ويعقب بلوم أمة العرب التي ولدتهم اليمن أول مرة فمامن أحد منهم إلا ويضرب بجذوره إلى بطن من بطون اليمن وأفخاذها ولكنهم الآن يجهدون في تقطيع أوصال هذه اليمن الأم وتمزيقها يقول وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا **** ثم يعود باللائمة على نفسه إذ انه افتتن بهذه الحسناء منذ كان فتى وبنى من الأوهام صرحا يسكنه فكان نتاج هذا الوهم قبرا لا سكنا وصاغ من وهج أحلامه مدنا وهاهو اليوم لا يرى أمام عينيه لا وهجا ولامدنا ويلوم نفسه أكثر متهما إياها بأنها هي التي باغتت هذه الحسنا ء وفي هذا إشارة خفية لا يدركها إلا أربا ب العلوم بدهاليز السياسة التي تضع بين عيني كل حاكم وفي بوابة كل مملكة مقولة عبد الملك بن مروان " الملك عقيم " ففي سبيل الحفاظ على الملك يقتل الملوك آباءهم وأبناءهم وأمهاتهم تحت وهم المنازعة . أوكما يعبر شاعرنا القدير بشاعريته الفذة ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا **** وأخير افإن شاعرنا الفذ الذي نراه في كل قضية من قضايا أمة العرب حاضرا إلى حد التضحية بالنفيس من الجاه وماسوى الجاه غير مبال بما يقول العدو والصديق .. والمبغض والمحب يقول مناشدا بلقيس أن توقف الاقتتال بين أقيالها وأن تندب لهم الهدهد الذي وفى بالأمس بأمانة سيدنا سليمان عليه السلام وأوصلها إلى حضرته لتكون رفيقة درب النبوة عنده يقول صاحبنا يا بلقيس قولي لهم أنكم قد أصبحتم قذى في عيني تمنعني من الرؤيا وقولي لهم أنكم بين ضلوعي عارض يضنيني ! بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! )) **** ثم يصل إلى منتهى الألم والغيظ فيفرغ شحنة عظيمة من الغضب في هذا البيت الذي يمكن أن يكون بيت القصيد كله يقول الشاعر قولي لهم يارجالا ضيعوا وطنا أما من امرأة تستنقذ الوطنا في بيته الأخير هذا يذكرنا بقول السيدة عائشة أم أبي عبد الله الصغير آ خر ملوك غرناطة الذي بغتته جيوش الإفرنج ودمروا مملكته بعد تدمير كل ممالك المسلمين في الأندلس وأخرجوه كي يوقع وثيقة التنازل عن العرش والتسليم للمملكة ففعل .. وحين رأى رعاياه يساقون للتعميد في مياه الوادي الكبير على يد جيوش النصارى زفر زفرته المشحونة بالأسى على مملكة الأندلس كلها وبكى في ربوة في غرناطة لا تزال تحمل نصبا للذكرى وتسمى "زفرة العربي الأخيرة " فقالت له أمه عائشة التي كانت ترقب المشهد الباكي .. إبك مثل النساء ملكا مضاعا.. لم تحافظ عليه مثل الرجال فلمن ياترى يوجه حديثه هذا ومن تخاطب بلقيس بقولها هذاعلى لسان شاعرنا الفذ القدير العربي الأصيل الدكتور غازي القصيبي ؟ |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:05 AM.