من يعول على الخارج سينتظر طويلا

[أبومحمد402]

لست منجما ولاقاريء كف ولكني متابع بسيط لحركة الفعل السياسي والإعلامي والميداني لتطور الأحداث ومتغيراتها ومواقف القوى الفاعلة المؤثرة والمتاثرة بها وفيها محليا وإقليميا ودوليا لذلك أحببت أن اقدم هذه الرؤية وهذه المساهمة المتواضعة وهذا التحليل فإن اصبت فمن الله وإن أخفقت فمن نفسي مع الإعتراف مقدما لأخوتي وزملائي إنني في هذا الموضوع تحديدا لم يكن يعنيني من يؤيد الوحدة أو الإنفصال بل هي مقاربة لواقع الحال والمخرج منه لذا وجب التنبيه وساحاول بيان أفكاري بإختصار قدر الإمكان :
1- في الايام الأخيرة من حرب 94 تمت صفقة متعددة الأطراف تم بموجبها خروج السيد علي البيض سليما معافا مع مجموعة كبيرة من العناصر والقيادات ( عاد معظمهم فيما بعد ) الى سلطنة عمان وهي الصفقة التي كان من اهم شروطها الصمت والإمتناع عن الكلام المباح فماذا جرى حتى يخرج السيد عن هذا الإلتزام وهذا التعهد مالم يكن أمامه ضوء في نهاية النفق وان البيض لم يكن ليقدم على هذه الخطوة والخروج من حالة السكون والإستكانة لمدة 15 عاما لو لم يكن تحت إبطه وخلفه سندا يمكن الإستناد إليه والتعويل عليه بمستوى دولة عظمى والجواب على ذلك من واقع متابعات وقراءات لما نشر وينشر أن هذه الدولة هي بريطانيا العظمى ( كما يقول أهل البلاد عمتنا السابقة ) وهي في ذلك لها حساباتها الخاصة بها ومصالحها التي بالضرورة ليس شرطا ان تتوافق دائما وابدا مع الاخرين ومنهم راس السلطة في صنعاء وسيقول البعض أن السبب هو الحراك والجماهير وكل ماهو معروف من حركة داخل الجنوب ولكنها تبقى مع كامل الإحترام عامل ثانوي .
2- من المؤكد أن أمريكا وفق حساباتها لم تدعم الرئيس علي عبدالله صالح في حربه مع الحوثيين وهي كذلك لم تدعمه ضد الحراك الجنوبي وفي نفس الوقت لم تبدي إعتراضا على التوجه البريطاني .
3- معظم القوى والدول الإقليمية كانت مواقفها يغلب عليها المشاهد أو المتفرج السلبي ( مع إستثناء السعودية وإيران بنسب مختلفة وفي أزمان مختلفة ) .
4- بعد إندلاع حرب صعدة السادسة إضطرارا وليس كما يقول البعض إنها كانت إختيارا تكالبت الضغوط على الرئيس فلاهو قادر على تحقيق حسم عسكري سريع واضح المعالم والنتائج وعلى جبهة الجنوب لم يستطع ان يقدم حلولا ناجعة ومقبولة ترضي أغلبية من المطحونين المسحوقين المحرومين من ابسط حقوق المواطنة وبالتالي مواجهة المطلب الصعب عليه والذي كما قال ويقول إنه مستعد أن يضحي بالملايين من أجل أن لايحدث وهو الإنفصال او فك الإرتباط.
5- أزاء هذا الوضع الصعب الذي يقترب من حد الإختناق لابد ولاشك ولاريب أن تعترفوا معي أن الرئيس بلغ من الدهاء والتجربة والخبرة والممارسة درجة جعلته يقدم على خلط الأوراق ويخطو خطوته الأخيرة في حلبة الصراع فإما حلحلة الأمور وإيجاد حلول تضمن له على الأقل الحفاظ على الكرسي وعلى اليمن موحدا وإما علي وعلى أعدائي فتداخلت الخنادق مع بعضها البعض والصح قدر لها أن تتداخل بفعل فاعل ( الحوثيون والقاعدة والحراك ) واستطاع أن يجعل العالم كله يهرول ويسعى لحل مشاكل اليمن ( وتذكروا إن العالم كله لم يحرك ساكنا طيلة السنوات من2004 إلى 2009 ) بل أن بريطانيا هي أول من سارع إلى الدعوة لعقد مؤتمر لندن وطبيعي بالتنسيق والتشاور مع أمريكا .
6- الأكيد إنه من ضمن الآراء والحلول التي قدمت وطرحت من مؤسسات صنع القرار وتقديم المشورة في أمريكا من نصح وكان يرى بضرورة التدخل العسكري الامريكي المباشر في اليمن على النمط الافغاني والعراقي والباكستاني ولكن يبدو أن إدارة اوباما لم تتحمس لهذا التوجه وربما استمعت الى بعض النصائح الصادقة في هذا المجال من آخرين ومنها ولاشك عدم حماس الحكومة اليمنية والرئيس علي عبدالله صالح لمعرفته وإدراكه بالنتائج الكارثية التي سيسببها مثل هذا التدخل والوجود العسكري المباشر وهذا على الأقل حتى الان ولاندري مايخبئه الغد من مفاجآت واحداث ربما تقلب الموازين والمتغيرات .
الخلاصة :
أ‌- لابد أن نقرر ونؤمن ونسلم أنه لايوجد حل عسكري او أمني سيسهم لوحده في حل مشاكلنا.
ب‌- الحل يكمن في الداخل وبالحوار ولكن ليس حوار الحكم مع نفسه بل حوار مع كل القوى الفاعلة والمؤثرة في الداخل والخارج وليس حوار من اجل الحوار بل من أجل حلول جذرية ونهائية وحقيقية وليست مسكنات عند اللزوم.
ت‌- ليس عيبا أن نطلب من أشقائنا العرب والمسلمين ممن يمكن أن ينالوا ثقة وموافقة كل الأطراف أن يساعدونا في تقريب وجهات النظر (تركيا وقطر وماليزيا )كأمثلة .
ث‌- ليس عيبا أن يساهم الاشقاء والأصدقاء في حل مشاكلنا الإقتصادية ( التي هي بلاشك أم المشاكل ) من خلال مشروع شامل ( على غرار مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية ) وفق خطط ودراسات وإشراف من المانحين .