الحراك الجنوبي وتهمة القاعدة والإرهاب / نداء إلى الضمير العالمي

[ابو عامر اليافعي]

قمة القهر ومبلغ الألم وكل الحزن والرعب والخوف ، هو ما نعانيه من الظلم الشامل ومن تهمة الإرهاب بدون أي مسوق ولا دليل.
نحن في الحراك الجنوبي حراكنا أخلاقيا سياسيا سلميا لا يتفق مع القاعدة من جميع النواحي ولا يتماثل مع الإرهاب بكل الوجوه .
أجندة القاعدة والإرهاب هي العالم كله، ولا حدود لطموحاتهم وأهدافهم ونحن في الجنوب أجندتنا وطن يمتد من ضربة علي في شرق المهرة إلى جزيرة ميون وأرخبيل حنيش في البحر الأحمر غربا ومن أرخبيل سقطرى جنوبا إلى سناح وأعالي ثمود شمالا وتلك هي فقط أهدافنا.
لا نريد غير ذلك ولا يهمنا غيره ولا نهدف لتغيير العالم ولا نريد أن نستعدي العالم.
نحن شعب بسيط وابسط مما تتصورون ونحن أناس كرماء ليس من أخلاقنا الإرهاب ولا نطيق الظلم ولا نحتمل مرأى الدماء تسيل ظلما وعدوانا من أيا كان .
ديننا الإسلام ومذهبنا السنة الشافعية من أقصانا إلى أقصانا ونتميز بمسحة روحية صوفية تتجسد بالنوازع الأخلاقية السمحة والبسيطة، ولا نميل حتى للمذاهب السنية المتشددة كالحنبلية وغيرها.
نحن نكره أي تشدد في أي شيء ولا نقبل أن يكون بين ظهرانينا أي متطرفين مهما كانت أجندتهم وانتماءاتهم وأيا كانت أهدافهم .
نحن واقعون تحت احتلال همجي وعدونا هو نظام صنعاء وليس لنا عداء مع أي دولة أخرى وهو المستفيد من ذلك الربط الخبيث بالإرهاب بل هو راعيه ومحتضنه .. ولا نحشر أنفسنا في الصراع المحتدم بين الحضارات الشرقية والغربية ولا صراع الأديان ولا النزاع المذهبي بين السنة والشيعة لأننا لم ننغمس فيه ولم نهتم فيه ولا يفيدنا بشيء .
لا توجد لدينا مظاهر التشيع ولا نهتم لما يقولونه وما يمارسونه من طقوس، لأننا نعرف يقينا أن الاختلاف بين الناس سُنَّة ربانية ونعلم من كلام الله :إنه هو من يفصل بين الناس يوم القيامة بما هم فيه مختلفون ،ولسنا سلاطينه على الأرض حتى نحكم في هذه الاختلافات .
جريمة كبرى أن تقتلونا وتضربونا بالطائرات والصواريخ بدون ذنبا ارتكبناه أو جرما أقترفناه وجريمة اكبر أن تقتلونا بتهمة ليس لنا بها أي علاقة أو شأن لا من قريب ولا من بعيد ، بل نحن متضررون من ذلك ونحن من يدفع الثمن لأجندة غيرنا .
ما مقدار خطرنا على العالم ؟ نود أن نعرف ماهو الخطر الذي نشكله ؟ على الأقل نقتل ونحن نعلم لماذا تم قتلنا .. وعلى ماذا يقهقه العالم فرحا وهو يرى أشلاء أطفالنا تتطاير وتتفحم ؟ ماهو الانتصار الذي تحقق على الطفولة ؟ وماهو خطر " سمية " على أوباما ومبارك والملك عبدالله وبقية ساسة العالم؟
اثبتوا لنا بأي دليل إننا متورطون مع الإرهاب وسنسلمكم أنفسنا أرواحنا طائعين وسندلكم على من يتورط في ذلك بل سنقاتله معكم بكل ما نستطيع .
نحن نرفض الإرهاب والتشدد والتطرف.. ونضالنا حتى مع عدونا الذي اغتصب أرضنا ويمتهن كرامتنا كل يوم. نضالا سلميا وليس لأننا لا نستطيع أن نستخدم السلاح ولكنه ليس أسلوبنا ولا سلوكنا أبدا.
نحن شعب محترم وبسيط جدا وليس لنا ذلك العمق في الرغبة للتأثير على العالم وكل ما نريده هو وطننا فقط أجندتنا واضحة ومحددة فهل في ذلك جرما .
على ماذا يتبادل أوباما ومبارك ونظام صنعاء التهاني والتبريكات؟ على قتل الأطفال والنساء؟
هل يعقل أن هؤلاء ساسة العالم؟ هل يعقل أن العالم يقوده أمثال هؤلاء الساسة ؟
إذا العالم هذا مجنون وذاهب إلى الجحيم. أمورا تحير العقول.. وتذهب بالألباب وتحز في النفوس كثيرا.
نحن نعاتب ونلوم قادة دول العالم كثيرا لأنها لم تقف معنا نتيجة الظلم الذي نعانيه ونتألم اشد الألم ونحن نرى الصمت المريب وسكوتا لا يبرر على جرائم نظام صنعاء.. نحن كنا نأمل من العالم وقفة إنسانية لان الدماء التي تسيل هي لبشر من نفس جنس هذه البشرية ولأننا نزج بالسجون قهرا وتروع عائلاتنا كل يوم.. كنا ننتظر وقفة كريمة لأناس كرماء في هذا العالم الحر.. وإذ بكم تضيفون تهمة الإرهاب والانتساب للقاعدة .. لا نريد منكم شيئا بل نسألكم بحق الإنسانية ألا تكونوا مشاركون في إثم قتلنا وترويعنا.. يكفينا ما نعاني من احتلال وظلم وتهميش وسلب ونهب لأموالنا وممتلكاتنا .. نطالبكم ألا تضيفوا ظلما آخر ولا تزيدوا جراحنا غورا.. أن كان ليس في أجندتكم مساعدتنا ولا ترغبون بذلك فلكم ذلك ولكن دعونا ومروا على جراحنا ودمائنا مرور الكرام ولا تعينوا الظالم على المظلوم.
وسيستمر نضالنا سلميا حتى تتحقق أهدافنا العظيمة والكريمة بنيل الاستقلال والظفر بالحرية ونثق بالله وانفسنا إننا على الصراط القويم وأننا منتصرون بإذنٍ من الله ومشيئته.