حزب الرابطة .. ومرحلة العنوسة

[طائر الأشجان]

نصف قرنٍ هو عمر حزب رابطة أبناء الجنوب " العربي " الذي تيَمنن قبل بضع سنوات ، وركب موجة الوحدة علهُ يحطّ رحالهِ على مقاعد الحكم المتعطش للوصول إليها دوماً . هل كان يمنيّ النزعة قبل وحدة عام 1990م ؟ أبداً لم يكن كذلك ، ووجهتهُ إلى المنفى كانت شطر المملكة العربية السعودية ، ولم يفكر حينها في صنعاء - العدو التقليدي لعدن منذ استقلال الأخيرة في 30 نوفمبر 1967م - ولهذا دلالات جمة . أما تقزّمه أمام الأحزاب الأخرى كجبهة التحرير والجبهة القومية فيعود إلى برنامجه السياسي الطموح إلى الإستئثار بالسلطة تحت أي مسمى ، ولهذا تلقى تمويله من سلاطين وأمراء العهد البائد ، فكان محل سخط جماهير الساحة التواقة إلى عهد جديد من الحرية والإنعتاق .

يحاول حزب الرابطة اليوم الإمساك بأطراف خيوط اللعبة السياسية ، فهو مع الوحدة كي يرضى عنه سيد القصر الحاكم ، وهو مع الحراك ولكنه لا يتفق ومطلب فك الإرتباط ، لأنه يستبعد خياراً كهذا ، بل لا يتمناه ، ويرى في الحكم المحلي ، والفيدرالية ، مصطلحات تلبي هدفه المنشود ، المهم أن يكون الطابع السلاطيني حاضراً في عباءة شيخ القبيلة ، وبالأعراف التي سنها خلفاء البيت الإمامي ، والأصباغ الملونة لكل قناعٍ يؤدي دورهُ في مسرحية الهزل السلطوي .

إن المفارقات التي يطالعنا بها حزب الرابطة مع كل حدث تجعلنا نعيد النظر في سياسة هذا الحزب ، ونضع علامات استفهام بحجم مواقفهِ المتغيرةِ بتغير الزمان والمكان ، فقد خمّن أن الوحدة كخيار لجميع أفراد الشعب ستكون الإطار الذي لا غِنى عن الإعتراف به ، لنيل مكاسب ينبغي توخيها ، وحادّ عن موقفه هذا بمجرد أن نشبت الحرب ، وبدت نذر الإنفصال تلوح في الأفق ، وانبرى يدعم الجنوب ، وحصد حقائب وزارية نظير دعمه هذا في حكومة الإنفصال التي لم تدم طويلاً ، ورأيناه يتحول فجأةً للوقوف في صف قوات الإحتلال ، ما جعل حلفاء ما يسمى بالشرعية يتعاملون معه بحذر ، فراح يعكف على استنباط وصفات سحرية للخروج باليمن من ويلاته ، وسعى إلى تمرير مبادراته العقيمة التي لم تلاقِ استحساناً من أي طرف ، لكون صاحبها غير مشهودٍ له بنزاهة الجانب .

تحياتي
طائر الاشجان