القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
قصه قصيرة(متبقى منهم)
على سفح الجبل المطل على المصيف...وعلى جانب الطريق الصاعد الى الجبل،استراح بيت حجري مطلا على البحر...تظلله من جهه الشرق حين تحبو اِليه الشمس من قمه الجبل اشجار الصنوبر،وتحنو عليه من الجهات الاخرى أشجار مثمرة زرعت بعنايه ومحبه،يظهر منها شجرة تين وعدد من اشجار الزيتون وشجرة ليمون...وعند مدخل البيت وقرب السياج الخشبي تتوزع احواض من الزبق والورود المتعدد الالوان تضفي على المدخل روعه وبهجه.
حين مررنا به اول مرة كان هناك اربعه اجساد ادميه:أبو علي وأم علي وعلي وفاطمه. كان أبو علي يزرع بذور اللوبياء قرب السياج،ويثبت لها الاغصان الخشبيه لتلتف وتعرش عليها حين تنبت...وكان يغني بصوت عذب حنون عتاباً عن عمر السنين وفرح ألايام...وكان رجع غنائه يسمع من بعيد...وأم علي ترعي دجاجاتها،ترش لها الحب...وتشارك زوجها الغناء بين حين وآخر...وتنادي على دجاجاتها بأسماء اخترعتها...وعلي يعتني بأشجار الزيتون...يحفر حول سيقانها،يجلب الماء ويسقيها،ويقص ألاغصان اليابسه...يراقب البحر بين حين وآخر لعله يرى مركباً او باخرة تعبر ألافق فتحدث تغيراً في رتابه المكان...وكانت فاطمه تسقي أحواض الزبق والورود وتخلصها من ألازهار الذابله،وتجمع باقه ملونه من الورد تجعلها زينة لغرفتها. في السنة الثانية،كان مايزال هناك الطريق الصاعد الى الجبل،والبيت الحجري...وأشجار الصنوبر...وشجرة التين...وأشجار الزيتون...وشجرة الليمون...وأبو علي كعادته قرب السياج يعتني بنبات اللوبياء...وكان رجع غنائة يسمع من بعيد...ولكنه كان غناءً طافحاً بالحزن هذة المرة...وأم علي ترعي دجاجاتها...وفاطمه تسقي أحواض الورود والزنبق...ولكن علياً لم يكن هناك. .أين علي يأبا علي؟؟ .علي؟...علي لم تعجبه عبشتنا ذهب الى المدينه ليعمل فيها. منذ متى يأبا علي؟ .منذ نهاية الصيف الماضي...ذهب مع أول غيمة خريفية ودعته دموعنا قبل ان تودعه قطرات المطر...وهذا وجه الضيف. في السنة الثالثه...كان مايزال هناك الطريق الصاعد الى الجبل...والبيت الحجري وأشجار الصنوبر...واأشجار الزيتون...وأبو علي يعتني بنبات اللوبياء ولكن صوت غنائه اتقطع...فكان يتمتم بكلمات غير مفهومه...وأم علي تجلس على شرفة المنزل التي تطل على الطريق الصاعد الى الجبل...تضع يدها على خدها،بينما تسرح دجاجاتها في أرجاء المنزل دون رقيب...وكانت نباتات الورد والزنبق ذابله ...لكن زهرة البيت فاطمة لم تكن هناك. .أين فاطمة يأم علي؟ .فاطمة؟...فاطمة تزوجت ورحلت مع زوجها الى المدينة. .منذ متى ياأم علي؟ .تزوجت في اخر الصيف الماضي ورحلت مع أول غيمة خريفية...ودعتها دموعنا قبل ان تودعها قطرات المطر. .ولماذا الشرفه ياأم علي؟ .لقد أرسلت فاطمة مع جارتنا أنها ستأتي لزيارتنا هذا الصيف وها أنا أجلس في انتظارها أراقب الطريق منذ اول الصيف ولم تأتِ. في السنة الرابعة...كان مايزال هناك الطريق الصاعد الى الجبل،والبيت الحجري...وأشجار الصنوبر...وشجرة التين...وأشجار الزيتون...وكانت هناك غابة من نباتات اللوبياء تعرش على السياج...وأم علي مازالت تجلس على الشرفه التي تطل على الطريق الصاعد الى الجبل...تضع يدها على خدها...بينما تسرح دجاجاتها في أرجاء المنزل دون رقيب...وكان أبو علي مايزال هناك...تسمع صدى صوته الحزين يتردد بين الجبل والبحر...يغني عتابا وميجنا وأوف...كان معلقاً على السياج ورقة كتب عليها بخط واضح كبير انا لله وانا اليه راجعون. في السنة الخامسة...كان مايزال هناك الطريق الصاعد الى الجبل،والبيت الحجري...وأشجار الصنوبر...وشجرة التين...وأشجار الزيتون...وكانت هناك غابة من نباتات اللوبياء تعرش على السياج وعدد لايحصى من الدجاجات وفراخها تملأ المنزل...وكان أبو علي مايزال معلقاً على السياج...ولكن أم علي ملت ألانتظار وحيدة على الشرفه...فسارعت الى أستقبال حبتي عينيها علي وفاطمة بعد ان سمعت أنهما عائدان من المدينة...فنزلت من على الشرفه الى مدخل المنزل... ولم ترغب ان تكون في أنتظارهما وحيدة...فآثرت الجلوس بالقرب من أبي علي ورقة صغيرة معلقة على السياج كتب عليها أيضاً بخط واضح وكبير.... انا لله وانا اليه راجعون. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:08 PM.