هل وقعت ( صنعاء ) في فخ ( الرياض ) من دون أن تدري ؟

[شعيفان]

أصبح واضحاً من متابعة ردة الفعل السعودية أن المسألة لاعلاقة لها بالحوثيين فقط .. كما أنها لم تكن تهدف إلى توجيه رسالة إلى طهران فقط .. فالمسألة في ظاهرها الواضح للعيان بدا بشكل واضح أنها حققت أهدافاً كثيرة بخطوة واحدة .. وأسقطت عدة عصافير بحجر واحد .. فقط.

تصريحات الأمير خالد بن سلطان كانت دقيقة جداً في كشف أهداف الرياض من الحملة العسكرية على الحدود الشمالية لليمن, فالحديث عن أن المملكة تنوي تأمين الحدود وإيقاف ( كل ) المتسللين إلى أراضيها أسقطت الغموض الذي كان يلف ردة الفعل السعودية العنيفة تجاه دخول الحوثيين إلى أراضيها وماصاحب ذلك من تغطية إعلامية مكثفة التزمت بها قناة العربية التابعة للرياض.

لا أستبعد – برأيي الشخصي – أن دخول الجيش اليمني إلى أراضي السعودية كان فخاً مدبراً لصنعاء لاستجلاب الحوثيين إلى داخل الأراضي السعودية ومن ثم اتخاذ هذا التسلل مبرراً لإغلاق الحدود السعودية بإحكام أمام القادمين من جهة اليمن.

عبارة ( جميع المتسللين ) التي استعملها الأمير خالد شملت في حقيقتها فئات عدة إلى جانب الحوثيين والقاعدة ومن بين هذه الفئات المتسللة .. فئة ( المتسولين ) أو الشحاتين اليمنيين الذين ضاقت بهم أراضي السعودية وأصبحوا مشكلة عويصة أمامها , كما أنها شملت فئة ( المتسللين ) الراغبين بالبحث عن لقمة العيش في الأراضي السعودية والذين لايملكون ثمن الإجراءات الرسمية لاستخراج الفيزا والإقامة والكفيل وباقي هذه الأوراق الروتينية المكلفة التي تستلزم مبالغ مالية طائلة وهذه الفئة هي التي يطلق عليها داخل المملكة إسم ( المجهولين ) وقد استفادت منهم صنعاء كثيراً بالإضافة إلى المقيمين النظاميين من خلال التحويلات المالية التي يقومون بها إلى الداخل والتي ستتوقف بطبيعة الحال بعد إغلاق الحدود نهائياً أمامهم وبعد أن تسببوا كثيراً في الإضرار بالاقتصاد السعودي بسبب وجودهم عملياً داخل الدولة وعدم وجودهم في كشوفاتها.. وأعتقد أن المملكة معذورة في هذا كله ..

واضح إذن أن إيقاع الرياض لصنعاء في هذا الفخ كان الغرض منه إيجاد العذر الشرعي والقانوني لنشر كل هذه القوات على الحدود السعودية اليمنية وإغلاقها تماماً ليس فقط أمام الحوثيين والقاعديين بل وحتى أمام المتسولين والمجهولين الذين عجزت السلطات السعودية طيلة الفترة الماضية عن إيجاد الحل الرادع لهم ولم تتمكن حينها من استكمال وضع الشبك الحدودي أو السواتر الترابية التي أقامتها في بعض المناطق التماسية, كما أن فكرة نشر قوات عسكرية على الحدود قبل التعذر بمسألة الحوثيين كانت ستستوجب بالتأكيد سخطاً شعبياً ورسمياً يمنياً عارماً ضد السعودية وربما سخط عربي شعبي ورسمي أيضاً بعكس ماهو حاصل الآن فالكثيرون يؤيدون ماقامت به الرياض بل ويسألونها : ( هل من مزيد ؟ ) !!

أعتقد أن السلطات اليمنية كانت أغبى من أن تدرك هذه الحقيقة .. بل إن هذه الحقيقة لازالت مغيبة في فكر وعقل النظام اليمني بالرغم من أنها أصبحت واضحة الآن من خلال الصور التي بثتها قناة العربية للرجل التهامي المعتقل بأيدي القوات السعودية على أنه ( حوثي متسلل ) .. وأما انتشاء النظام اليمني بدخول السعودية في خط الحرب والتصريح بأن الحرب بدأت فقط قبل يومين في إشارة إلى موعد دخول السعودية الحرب ضد الحوثيين يؤكد أن النظام اليمني خسر كثيراً .. وأنه الخاسر الوحيد في هذه الحرب التي لايزال غير قادر على حسمها .. لاسلمياً ولا عسكرياً.