إذا نظهر بغير الحقيقة فتحت الرمل أفضل !!

[ابو عهد الشعيبي]

يا شرفاء

هذه الأرض لنا

الزرع فوقها لنا

والنفط تحتها لنا

وكل ما فيها بماضيها واتيها لنا

فمالنا

في البرد لا نلبس إلا عرينا؟

ومالنا

في الجوع لا نأكل إلا جوعنا؟
أحمد مطر

قلنا مراراً وتكراراً ان الوحدة بالمفهوم الشمالي تعني إلغاء وطمس وإعدام الآخر
وأنهم في الشمال قيادة ومن ورائهم الشعب لايرون بالجنوب سواء مغنم ورحاب رزق جديد
وبترول وذهب وغازات وثروات سمكية وضرائب وغيرها ، وان وحدتهم معنا ( الجنوب )لا تتعدى غرض نهب ثرواتنا وحقوقنا في ترابنا الجنوبي ..
( الفيد , السلب , البسط على الأراضي والممتلكات , نهب المؤسسات العامة , تشريد العمال والعاملات , قطع الأرزاق , احتلال الوظائف , تهميش المهزوم من الحياة العملية , ضخ الألوف من الهنود الحمر إلى حزب خليك بالبيت , تسييس الوظائف , القتل والهروب إلى صنعاء , نهب الممتلكات الخاصة ..الخ )
لقد سئمنا من الحديث عن أفعال مشينة كهذه يُداس ويُدنس بها جنوبنا تحت مسمى الوحدة ..وعلى طاولة الحوار ضللنا نبرزها دون أن نجد آذان صاغية تصغي لها وتعمل لأجل الناس ولأجل إعطائهم البسيط من حقوقهم على أرضهم التي هي هبة الله لهم ، وأني في الوقت الذي أرى بالحوار هو الممكن إتباعه كوسيلة في سبيل ذلك إلا أني لا أراه قريب من المحك الواجب خوض الغمار لأجله حتى تعود للجنوبين حقوقهم كاملة بالوقت المرجو ..
دولة جنوبية كاملة راحت بكل مقوماتها وقوامها وجيشها وأمنها وهيبتها وشخصيتها الدولية السيادية ومساحاتها وبحرها وبرها ،وكوادرها لتحل محلها عصابات هزيلة فاسدة ( العربية اليمنية ) أضاعت كل شي إيجابي في حياة الجنوبيين وهدمت كل جميل وأبيض في حياتهم وأرضهم ..
هذا الضم والإلحاق والجور لايمكن لنا في الجنوب أن نقبله ولا يمكن ان نساوم على حقوقنا
بهذا الحجم الكبير والذي لو تخلينا عليها لأفضل لنا من ذلك أن نُدفن تحت الرمل أحياء !

الكثير من الناس بحسب ماشاهدت في منتديات كثيرة عند حواراتهم مع الأخرين يدفعون
دائماً بكل مايملكون للحوار من مواقد وجمر وكلام ملغم ليس لجلاء الحق وتبيان تفاصيل وجذور
القضايا التي يتحاورون لأجلها وينشدون لها التفاعل والحضور وإنما لتعزيز متارسهم وتحصين مواقعهم ليبقون محارببين في جبهات خواء وبس وعلى الطريقة التي تقول انا هنا و البحر من من خلفي وقبله الطوفان ..
إني لا أحبذ أبد أن نكون انا وكل أصحاب الأفكار من هذا التصنيف المقيت الذي تجاوزه الزمن ..

والذين يقولون اليوم بأنهم هم أصل الوحدة وأنهم هم من ثبتها وصنعها ورسخها وألخ ..
هؤلاء بالضبط هم من هدَمها ويمزق ماتبقا من أوصالها الميتة أصلاً ، وهم من جعلها ممارسة ومفهوم عبثي أحال واقع الناس إلى شتات وضياع وفقر وبلاء ، وهؤلاْ هم أيضاً من يقفون سداً مانعاً لكل محاولات الترميم والإصلاح والعمل الوحدوي الحقيقي اليوم ، بل انهم جعلوا كل الأبواب موصدة تماماً بوجه كل إمكانية للتغيير والعمل الإيجابي ، وأنا شخصياً لا أتصور مطلقا إمكانية بناء وحدة حقيقية لنا كجنوبيين على ضوء كل هذه المعطيات مع شعب محكوم لأفكار قيادات إنتهازية وأنانية متخلفة من هذا النوع تسيره كيفما تشاء وجعلته متشبث بالهوان والذل حتى آخر رمق ، ومغيب الموقف الفاعل إلى جانب الأخوان في الجنوب في كل الضروف والمأساة التي حلت بهم ، ولايمكن لنا مع ذلك أن نراهن الفراغ او نرهن أقلامنا وأفكارنا لكل هذا وخارج المنطق والوعي من يفعل ..
أني شخصياً لا أستطيع القول بأن ثمة إمكانيه ولو بسيطة للعمل لأجل الوحدة لاتزال باقية بيد أو فكر أحد
والأعتقاد كذلك على الأقل في المنظور القريب ، ولا يمكن ان توفر للناس إيمان حقيقي بالوحدة ( كحلم إستراتيجي ) في حال وجدة كما كان ذلك زمان فضلاً ان تكن رفاهية ورخاء لهم كما حلمنا طوال سنوات الكذب في الجنوب ، ولا نستطيع لا انا ولا غيري أن نقول للناس اليوم " في الجنوب "ان الحياة القادمة ستكن لهم بكرامة وشرف وعيش محترم في زمن ما قادم لطالما وفرضيات من هذا النوع القاتل هي التي تحكم السيطرة على كل شي في الشمال وإلى مابعد المستقبل .. ولأن سطوة الفاسدين والأوباش أصبحه نافذه في كل شي دون أن نرى للجهود النبيلة والشريفة مكان يتعزز ويتلاحم على الواقع والأرض فالأفضل لنا ان نعيش حقيقة كأفكار دون ان نوسخ أنفسنا بالتزييف والكذب على الناس بما لا يفيدهم ولا ينورهم ولا يجعلهم حتى أمام رؤية سياسية ووطنية حقيقية لمستقبلهم ومصيرهم ، وبالتالي نحن هنا لايمكن أن نجعل من أنفسنا بياعين وهم وسراب للناس ، بل سنكن صريحين وواضحين إلى الحد الذي نرا فيه قناعاتنا مكتملة وضمائرنا مرتاحة !
ومن الأفضل كذلك ان نغوص في الحقائق ونعطي الناس منها ومن بذورها وأن كانت أكثر مرارة عليهم
إذا ما أردنا ان نجعل من أنفسنا دعاة حوار وطني وهم حقيقي تجاه قضاياهم ..
الجنوب خارج كل مسارات الوحدة الحقيقية ، وخارج كل حسابات الواقع الطبيعي
للتاريخ ودوران الأيام وكل الأحداث التي تمضي بالوجود ، الجنوب طُردت من الوحدة بالمدافع والدبابات والغدر والفتاوي التكفيرية الخبيثة ولايمكن لعاقل من أي بقعة كان الأتيان بشي بسيط جداً بعكس القول هذا فضلاً أن يكن حُجة في حوار !
لقد قالوا عنا في الجنوب شيوعيين في الوقت الذي لم نجد حالهم في الشمال يرتقي لأبسط مقومات الأنسان المسلم الطبيعي ، كل ماعملوه فينا بعد ذلك التاريخ المنتهي 22 مايو 90م لم يبق لهم في أنفسنا مجرد شتات ود او أمل للإعتصام معهم على حبل الله ، بعد ان عرفناهم بحبل الغدر والحيلة معتصمون ضدنا ، ومع إصرارهم على محونا وتذويبنا وطمس هويتنا ومضيهم على قدم وساق لأجل ذلك وهو ملحوض حتى في حركة أقدامهم أينما حلوا في جنوبنا الأبي ، لم يبق شي في المساق الطبيعي بيننا وبينهم حتى نوهم أنفسنا والناس بإنا في الجنوب نستطيع لملمته ومعالجته ليبقى في إطار مايسمى بالوحدة ..
إصطفاف رهيب من قبل الشعب في الشمال خلف من يتبنون رفض الجنوب ولايمكن أن نجد من يؤيد حتى أبسط مسلمات لحقوق شعب أصيل هو شعب الجنوب !
ذلك ماجعلنا نصل باليقين إلى درجة اليأس ..
لا داعي بأن نكبر أكبر من حجم مانود تقديمة فأمكانيات الوضع الراهن قطعاً لايمكن ان تؤدي لوحدة حقيقية لا لنا مع الشمال ولا للبحرين مع آل سعود ولا لحزب الله مع السنة !

مرحبا بالجميع محاورين جادين وأتمنى لو ان دائرة الحوار تتوسع !!


الضالع