قس بن ساعدة الإيادي ... خطيباً في جولة كالتكس ؟؟؟

[عمار]

- الله يهدي الشعب اليمني يهوى التجمعات لأتفه السباب ؟؟؟

- اللي فاضي يعمل قاضي .

- فاضي يمكن .. أم قاضي فلا أظن بالنسبة لشعب مقضي عليه أصلاً .

- خلينا نروح نشوف أيش فيه هذه المرة ؟

- بالله عليك يا مبارك لا تضيع وقتنا مثل كل مرة ، كلما تشوف تجمع او تجمهر

تنطلق إليه كالصاروخ ، ومع هذا تلوم الشعب اليمني انه يهوى التجمعات ؟؟

- تبغى الحقيقة يا سعيد ؟؟ ما استطيع املك نفسي عندما اشاهد تجمهر حتى

اعرف سر ذلك التجمهر ،، يالله يالله خلينا نروح خايف يخلصوا قبل ما نجيهم ؟؟؟

كانت هناك هسات بصوت مسموع بين الحضور :

- أمن سياسي أنا متأكد .

- كيف يكون أمن سياسي بهذه الطريقة الهزلية ؟؟

- يمكن تكون مسرحية ؟؟

-يروادني شك أنه الرئيس ، أتى يتفقد أحوال الرعية في هذه الملابس التنكرية ؟؟

كل هذه التساؤلات لم تكن مستغربة ، عندما رأى الناس شيخاً قد طوى الخريف السابع والسبعين

من عمره ، يقف خطيباً في جولة كالتكس في محافظة عدن ؟؟؟

عند رؤيته لأول مرة لا يشك أحد أنه ممثل سينمائي جاء ليصور بعض المشاهد في جولة كالتكس ..


جبته الصوفية العتيقة ، و عمامته المكورة على رأسه والمنسدل طرفها خلف ظهره ، وعصاه

( السمرية ) الغليظة ، كل هذه أدلة قطعية أن الرجل أتى من عالم آخر لا يمت إلى عالمنا بصلة ..

فجأة وبدون مقدمات ، وبعد أن تجمع من الناس أعداد مهولة ، تفوق بعض المظاهرات المنتشرة

هذا العصر ، صرخ الشيخ فيهم بعد أن أنهى مكالمة هاتفية كانت معه عبر الجوال ، وخلع نظارته

عن عينيه ، قائلاً :

أيها الناس اسمعوا و عووا ، و جوعوا واشبعوا ، و خذوا و دعوا ...

أليست بلادكم بلاد الإيمان والحكمة ؟؟ أليست أرضكم أرض الخيرات والنعمة ؟؟

ألستم أصل العرب ؟؟ ألستم خير من حل و اغترب ؟؟

فما بال الحكمة ضاعت ؟؟ و النعمة جاعت ؟؟ والعروبة صاعت وماعت ؟؟

جميعكم من حاله يشتكي ، و بعضكم في غيه متكي ...

فآهٍ ثم آهٍ ثم أه ، ولبئس الحال ما أراه ، فقر و جوع ، وأنين ودموع ، فهل لفجر الخير من سطوع ؟؟؟

ويلكم .. مالي أراكم صامتين ، وكالجماد ساكنين ، وعن الظالم غافلين ؟؟

أرضيتم بهذا العيش الذليل ؟؟ أقنعتم من العزة بالقليل ؟؟؟


صوت من الجهور : أيها الشيخ ، لا تلمنا فنحن للفساد كارهون ، وللظالم لاعنون ، غير أنَّا على أمرنا مغلوبون ...

- صهٍ ،،، ليت أن الأرض بلعتني قبل أن أسمع ما أسمع ، و أرى شاباً قوياً يتوجع ، و بمعطف العجز يتلفع ..

منذ كم وأنتم في هذا البلاء ؟؟ مفترشين الأرض وملتحفين السماء ؟؟؟

أولم يأتكم الخير على طبق من ذهب ؟؟ فقلتم بصوت واحدٍ : عز الطلب ؟؟

- ألم تدَّعوا عشق الحرية ؟؟ ألم تقولوا جميعنا نريد الديمقراطية ؟؟ كرهاً منكم للسلطة الديكتاتورية ؟؟

فجاءكم الصندوق بالخير مبشراً ، وللفساد مكشرا ، فملأتموه بالزور ، ورشحتم الظالم المغرور ؟؟؟

ويحكم ألم تحلق لحاكم بالريال ؟؟؟ ألم تشاركوا في إسقاط خير الرجال ؟؟؟ ألم تقولوا أن الرئيس خير من صال وجال ؟؟؟

ألا فصيحوا وأكثروا الصياح ؟؟؟ فسيذهب صياحكم أدراج الرياح ؟؟؟ و ستكونوا عبرة لمن جاء وراح ...

- صوت من الجمهور : فما الحل أيها الشيخ الوقور ؟؟؟

-الحل عند الله مدبر الأمور ، وباعث الموتى من القبور ، وعالم المرشح الصالح من الطرطور ..

لا تظنوا أن الحل سهل المنال ، مالم تهبوا هبة الرجال ، وتثبتوا ثبات الجبال ..

فالشمس تشرق وشروقها أمل ، وشعاعها مثل ، فاستمسكوا بضيائها ولتحسنوا العمل ..

فصاحت الجماهير المحتشدة : الموت للفاسد ،، الموت للفاسد


برع برع يا استعمار ،،، برع من أرض الأحرار ...


ثم أن الشيخ غلبته العبرة ، وخذلته النبرة ، فأخرج الجوال ، واتصل في الحال ،

بسائقه الأمين ، و بعض المرافقين ، فجاءوا جميعا في التويوتا ، وركب الشيخ وثبت ثبوتا ...

وما أن انصرف حتى سمعوا صوتاً من بين الحضور ، يجلجل في نشوة وسرور ،

أيها الناس الكرام ، ادحروا الأعداء اللئام ، فإن من جد وجد ، ومن معه واسطة نجد ،

فرددوا جميعهم بلا كمد : ( المؤتمر خيارنا إلى الأبد ؟؟؟؟ )