عدن اليمنية الجنوبية

[الحدي]

اليمن: مسيرات تدعو إلى الانفصال وأخرى مؤيدة للوحدة في ذكرى حرب 94

كان الانتشار الأمني المكثف لقوات الجيش والشرطة اليمنيين والحشود البشرية الكبيرة السمة البارزة في مدينة عدن اليمنية الجنوبية وشوارعها وأحيائها الرئيسية منذ وقت مبكر من صباح أمس في الذكرى السادسة عشرة لانتهاء الحرب الأهلية عام 1994، فيما شهدت مدن يمنية عدة مظاهرات مطالبة بالانفصال وأخرى منددة بهذه الدعوات ومؤيدة للوحدة.


ودعت قوى «الحراك الوطني» للمظاهرة والمهرجان الشعبي للمطالبة بفك الارتباط مع الشمال واستعادة دولة الجنوب السابقة بمناسبة حلول السابع من يوليو، وهو اليوم الذي دخلت فيه القوات الشمالية عدن منهية حرب صيف 1994 وطرد قيادات الجنوب الى الخارج.


وأوضح موقع «نيوز يمن» الإخباري المستقل على الانترنت أن أجواء غير مسبوقة شهدتها مدينة عدن حيث شنت حملة اعتقالات بين صفوف المواطنين الذين يجوبون الشارع العام المحاذي لساحة الهاشمي حيث كان مقررا تجمع المظاهرة وإقامة المهرجان الذي منعت قوات الأمن إقامته بالقوة بعد أن فرقت المتظاهرين.


وقال سكان لوكالة «رويترز» في عدن ان حركة الناس والسيارات قلت الى حد كبير في الشوارع الرئيسية والفرعية والطرقات العامة بين المناطق على غير العادة في كل يوم كما لزم الكثيرون منازلهم وامتنعوا عن الذهاب الى أعمالهم خشية وقوع حوادث. وأضاف السكان أن خطوط الهاتف المنزلي والمحمول قطعت من مدينة الشيخ عثمان التي أعلن تنظيم المهرجان الحاشد فيها.


وفي حين نفت وزارة الداخلية سقوط قتيل خلال تفريق تجمع لأنصار ما يعرف بـ «الحراك الجنوبي» في عدن.. قالت مصادر المعارضة ان عشرات المعتقلين في عدن أغمى عليهم بعد أن احتجزتهم سلطات الأمن داخل «هانغر» (مبنى حديدي) في مدينة الشيخ عثمان خلال تجمعات شعبية لإحياء ذكرى الحرب. وقالت المصادر إن قوات الأمن احتجزت عشرات الأشخاص وأودعتهم في الهانغر.


وفي مدينة الضالع قالت مصادر محلية لـ «البيان» إن آلافاً ساروا في مظاهرة جابت شوارع المدينة التي خلت من رجال الشرطة وقاموا بقطع طريق صنعاء عدن واحرقوا الإطارات في الشوارع ورفعوا اعلام دولة الجنوب الشطرية كما هتفوا ضد سكان المحافظات الشمالية.


وبحسب المصادر فإن المحلات التجارية أغلقت أبوابها في الضالع ومدينة الحبيلين في محافظة لحج. وذكر شهود عيان إن مواجهات وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين أسفرت عن إصابة جندي ومتظاهر.


اتهام «الاشتراكي»


في هذه الأثناء، اتهم مدير مديرية ردفان قاسم عبدالرحمن عناصر من الحزب الاشتراكي بإثارة الفوضى ورفع الشعارات المناهضة للوحدة. وقال إن ما يقارب 200 شخص من «أنصار الاشتراكي رفعوا صور البيض وأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية كما حملت مجموعة منهم الأسلحة، في مسيرة غير مرخصة».


أما في العاصمة صنعاء، فاحتفل آلاف من أنصار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بذكرى انتهاء الحرب الأهلية عبر لتجمع في الميدان الرئيسي للعاصمة وهم يرفعون صوراً للرئيس علي عبدالله صالح وأعلام الحزب الحاكم، كما شهدت مدينة الحديدة مسيرة مشابهة، وندد المشاركون في المسيرتين بدعوات الانفصال.


كما شهدت محافظة أبين (جنوب اليمن) مسيرة حاشدة حيث ورفع المشاركون فيها شعارات تؤكد تمسكهم بالوحدة والدفاع عنها وصونها باعتبارها «احد الثوابت الوطنية». وطالبوا دعاة التشطير إلى العودة إلى «جادة الصواب والاعتذار للشعب اليمني عن ما بدر منهم».


صنعاء - محمد الغباري

البيان الامارتيه