هل ركبت اليمدا 000000000000000000!!؟

[همداني (114)]

أنا ركبت اليمدا
في رحلة رقم 000 من صنعاء الى عدن
قبل التوحد والذي لم يسعفه الزمن لصغر سنه بالتعرف على طيران اليمن الديمقراطية الشعبية المسمى اختصارا (اليمدا)
فطيران اليمدا كان مكون من خمس طائرات 2 توبلوف و3 بوينج انفجرت اثنتان واختطفت اثنتان وبقي واحد وأخرى اعيدت من الخطف ليصبح رصيدها اثنتان خردة قبل الدمج في واقع الحال لم يكن حال اليمنية أفضل حالا بكثير ومع ذلك كان الأفضل في ذاك الوقت
تم دمج الشركتان الوطنيتان ليعطي حقا للقائل (التم المتعوس على خائب الرجا ) مثلها تماما كمثل الوحدة اليمنية
توحدت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وكانت الجمهورية العربية اليمنية افضل حالا ولو قليلا ولكن ليس بدرجة أن يجعل الجمهورية العربية بنظامها واقتصادها لتكون رائدا كما في الوحدة الألمانية بين الغربية والشرقية والتي كانت الغربية متفوقة بمراحل على الشرقية بما أهلها لتكون قائدا أوحد وبلا منازع للتوحد فيما بعد الوحدة وفرض نظامها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهذا لم يتك بين اليمنيين فالضعف الذي كان قائما في الدولتين جعل النظاميين في تقاتل حتى اليوم لمحاولة نصر نظام على نظام
نعود لليمدا التي ركبتها في بداية التسعينات في رحلة مظفرة من صنـعـــــاء الى عدن من التي حوت كل فن الى البندر الذي يتغنى به اليمنيين ويتمنون زيارته
في البداية استقبلتنا الطائرة في مطار صنعاء الدولي الذي اطلق عليه مجازا دولي وكانت تلك الطائرة كسيارات الأجرة في عدن التي رأيتها فيما بعد وهي صامدة وعمرها ليس منذ رحيل آخر بريطاني بل منذ وصول أول بريطاني لأرض اليمن المهم الطائرة ايضا كانت ملطخة باللون الأسود من الدخان ليس كلها ولكنه واضح عليها للعين المجردة
استقبلتنا عند صعودنا أو ركوبنا اليمدا المضيفة والتي كانت والمضيفين والحق يقال في قمة الذوق والأخلاق ولا اعتراض على ذلك ولكن عندما نظرت الى المضيفة من فوووووووق الى تحت لم أتعرف عليها رغم أنه قيل لي بأنها يمنية كانت تلك السمراء سابقا ولاحقا ولكنها في تلك اللحظة كانت بيضااااء ناصعة البياض فقد سكبت هداها الله ان كانت مازالت على قيد الحياة او فليرحمها الله سكبت مايقارب من جالونيين انجليزيين من المساحيق على سمارها حتى تحولت الى بيضاء كما قلنا ولكن الرطوبة والحر الذي في الطائرة جعل منها ومن بشرتها الوان في أماكن وألوان اخرى في أماكن أخرى
سكبت الجالونيين من المساحيق فيما يشبه الاعتراض على خلقة الله التي منحها لونا بلون أرضها اليمن السعيد المهم كانت تلك الالوان التي لم نتعود عليها مقرفة بعض الشيء (لا) لكي أكون صادقا مقرفة جدا
ثم نظرت في لبسها أو لتكون الجملة لغويا صحيحة نظرت الى لبسها والذي أعترضت عليه بأضعف الايمان أي بالقلب كانت تلبس تنورة ماوفوق الركبة بقليل (لا ) بل بكثير في عرفنا القروي أما حضارة الاشتراكي ايامها فربما تكون محتشمة اعترضت واستغربت حيث كانت ركبتاها عاريتان وكانت عيون الدحابشة وأنا ادحبشهم بارزة عجبا واشمئزازا وغشامة وعدم تحضر فأنا القادم من قرية لايعرف في النساء الا اللون الأسود الشتوي اللاتي يلبسنه حتى في أيام الصيف تحشما وبغية السترة والستر دنيا وآخرة
في الحقيقة اصابتني تلك السمراء اليمنية بالبله رغم روعة أخلاقها وطاقم الطائرة التي ركبتها واسمها طائرة اليمدا
وصلنا عدن ليلا طبعا بعد طيران ساعة أقل أو اكثر لم اعد أذكر فالطائرة توبولوف ركبت التاكسي الذي حدثتكم عنه مسبقا بالتلميح واسم ماركته ليدا او لودا المهم هو ماركة روسية قديمة وقديمه جدا وهو من موديلات الخمسينات أو الستينات كانت تلك السيارة من الحديد الصلب ولكن صاحبها العقيد محافظ عليها وبسبب متانة الحديد لم تؤثر بها رطوبة عدن
السائق الذي أقلني كما قلت كان عقيدا وكان ايضا مخمورا أكثر من اللازم كان يقود في خط متعرج وبسرعة ثلاثين كلم في الساعة والداهية أنه كان يقود في الخط السريع وكان يترنح يفلت المقود برهه ويمسكه في الأخرى عندما يصحى لأن الله لم يكن قد قرر نهاية حياتي في تلك الحظة أما هو فلا ادري بسبب اني تركته لوحده جبنا نعوذ بالله من الجبن واهله وطلبت منه أن يقف جانبا ترجلت بعد رحلة الرعب تلك والتي كنت مبتسما فيها اجباريا وتادبا مع قصص المخمور العقيد ونضاله من أجل الوحدة ومغامراته ولكني كما قلت ترجلت ترجل الخائف المتشبث بحياته رغبة في الاستمرار ليعول صبية وعجائز نزلت على شاطىء المعلا وياروح مابعدك روح ركبت سيارة أخرى لاتقل سوءا عن الأولى فسيارات عدن في ذاك التاريخ كانت سواسية وكانت قليلة الا أن السائق كان عاقلا وصلت الى الفندق حمدت الله وذهبت بعد أن اتصل بي صديق للعشاء في احد الفنادق طلبنا العشاء واثنان من الكولا الأصفر والأسود ولكن تلكما الكولا هي الكارثة التي جعلت من الآخرين معرفة أننا لسنا الا دحابشة قادمين من أرض الشمال اليمني بالاضافة الى مانلبس من اللبس الدحباشي الذي يغلب عليه الثقل والكثرة حتى ولو كنت في عدن ولا مانع أيضا من لبس جاكيت في رطوبة عدن واللبس لوحده كفيل بأن يجعل من العدني يستهتر بك ويقال بان (دحباشي ذهب الى عدن ولبس ملابس مصمما بان لايتعرف عليه أحد فتفاجا بمن يناديه يادحباشي فاستغرب ونادى ذاك الشخص وقال له لقد لبست بدلة وكرافته وغير ذلك بدلة افرنجية كاملة لكي لاتعرفني فكيف عرفت أنني دحباشي قال : لا أحد يلبس الجاكيت في عز صيف عدن الا الدحابشة عندها قررت ان أكون مثلما انا هكذا قال الأخ)
أما الكولا وشربها في ذاك الوقت كانت علامة من علامات التخلف والدحبشة لأن الناس كانوا يشربون مشروبات من نوع آخر وكان كل من مر بطاولتنا يرمقنا رمقة يخرج معها الرمق الأخير فينا من الخجل وكأننا نرتكب معصية ما وهم يعتقدون فعلا كذلك وكانت عدن تقريبا كلها كذلك
المهم اقتصرت الرحلة وخرجت من البندر ونحن نتندم على أهل لنا اضاعتهم الاشتراكية وملاحقة الشعارات الرنانة حتى جعل من بندر وطني قرية أكثر من يسكنها الغربان الناعقة
كان فيها
نظام
قانون
أمن
ولكن لاشيء غير الثلاثي القاتل
لابد من قول الحق ولو كان ضد قضيتنا
المهم المعذرة للاطالة
ولم أكتب هذا الا لنعرف الصعار والا الحال كان من بعضه أو زي بعضه
مع
خالص الود