لمن يعون الأمر .. لا للتأويل

[عرين الاسود]

اختلاف الفهم من طبع البشر وهذا أمر طبيعي في الإنسان فهناك الإنسان المتعلم وهناك الجاهل .. وهناك قصير النظر , وبعيد النظر .. وهناك سريع الفهم , وبطيء الفهم وهناك أعمى البصيرة .. والذي نتمنى على أهلنا وإخواننا أن يكون اختلافهم في تنوع الأفكار حيث هذا النوع من الاختلاف يتطرق إليه التأويل والاحتمال أو خروج اللفظ عن القواطع أو شئ آخر .. وكل له أسبابه ودلالاته وحالاته وبفهم هذه الأمور يزول الكثير من الغموض والإشكالات , ويبقى معنا الظن الحسن بأبنائنا وإخواننا ... لنترفع عن سفاسف الأمور , وأحقرها أما التضاد والشقاق فلن تجر لنا إلا الويل والثبور

الماضي ولّى ولن يعود وأولئك قد قضوا وطرهم في السياسة ولن نأخذ منه إلا ما ينفع لحاضرنا ومستقبلنا وعلينا أن نتجنب القصور الفكري والقراءة الخاطئة للأقوال والأحداث لأنها تنبئ عن شر مستطير وهذا ما لا نسمح به قدر الإمكان وأن تذكرنا للماضي بأسلوب ناقص يعلقنا بالانتقام , وقد تجاوزنا هذه المرحلة فلا يجوز العودة إليها لأنها من بقايا جاهلية ومن بقايا الماضي وهذا يتوافق مع الدين والعقل والمنطق فلا نريد عودة الثأر وعلينا أن نميز بين الألوان حتى لا نحرف مسار الصراع .

لكن حاجتنا لدولة النظام والقانون لا يستطيع أن ينفذه أصحاب النفوذ المحدود من أصحاب الأنظمة الصغيرة حيث قد توحدت هذه في إطار دولة واحدة وقوية , ومن العيب أن نرجع خطوات للوراء بعد أن أرجعنا الاحتلال للوراء قسرا وبخطأ مميت من قيادتنا السابقة .

علينا أن نتكلم بموضوعية وواقعية ووطنية حول هذا وأن تسود بيننا لغة التفاهم ومنطق العقل .. أما النبز والردود التي ربما قد تدل على بوادر عداء فلن نجني منها إلا الهشيم لذا فلا نريد أن يعترينا القصور السياسي أو التطرف السياسي ونحن من أمة وسط ونريد دولة النظام والقانون حتى لا تضيع الحقوق وحتى لا نتعرض لحالة من الابتزاز .

نحن لا ننكسر ؛ لأن فينا ليونة ومرونة وقوة .. وقد تعلمنا كيف ننحني للعاصفة ونفرق بين الإرضاء والاسترضاء وننصح بأن لا نتهم الماضي ولا نحاول الهرب الى المجهول , بل أقترح أن نصفي القلوب ونتجه إلى إيجاد حلولا لقضيتنا بعيدا عن أي مشادات جانبية أي كانت بدلا من الاتهامات , وننصح بأن يترك الهذيان وأحلام اليقظة .

نحن نقبل النقد المر لأن صدورنا واسعة ولن يضرنا إلا النقد السام .. فلا تجعلوا له مكانا بيننا وهو ليس من موروثنا النضالي والتاريخي قديما وحديثا , ولن يصدنا الغرور عن تقبل النقد الموضوعي وإن كان مرا وبالمقابل نسعى إلى إعطاء التغذية المرتدة مدعمة بالخبرة والمؤهلات لتحقق نتائج إيجابية وأن يكون عملنا بمهنية كاملة وصدق وإخلاص , لكن الماضي ولى ولن يعود .

ونقول للعدو : نحن مستعدون للموت دائما إذا كان موتا مشرفا يدخلنا في قائمة الشهداء