القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
ل أصيل يافع هل تقراء
1) من قلم : زهير كمال
عمر بن الخطاب والديمقراطية في كثير من أيام حكم عمر بن الخطاب البالغة عشر سنوات كنت تسمع المنادين يتجولون في الشوارع والأزقة ويصرخون بأعلى أصواتهم : ويفهم الناس أن عمر بحاجة لهم ليشاورهم في أمر من أمور الحكم ويجب أن لا يتـأخروا عليه وأن يحضروا الصلاة.الصلاة جامعة...... الصلاة جامعة. بعد الأنتهاء من الصلاة، كان عمر يصعد الى المنبر ويطرح القضية للتداول العام فيبدأ الناس بالكلام والنقاش وكل يدلي برأيه في جو خال من الأرهاب الفكري أو التأثير الفوقي. في بعض القضايا قد لا يصل رأي الناس الى ما يفكر فيه فيخبرهم بذلك ويمكن ان نطلق على ذلك اسم (الفيتو الرئاسي)، فيجمع كبار الصحابة ويستشيرهم وتتم نقاشات معمقة حتى الوصول الى قرار. احدى القضايا التي وصلت الى حد الازمة كانت توزيع ارض السواد. طريقة ادارة عمر لهذه الازمة تظهر سياسياً محنكاً من الطراز الاول وديمقراطياً يفتخر به. إستطاع عمر جمع رأي مساند له عن طريق سلسلة من الإجتماعات مع كل أصحاب الرأي من المهاجرين والأنصار، عند اجتماعه مع حكماء الأنصار للنظر في الموضوع افتتح الأجتماع قائلاً: إني لم ازعجكم إلاّ لتشتركوا في أمانتي فيما حملت من اموركم، فإني واحد كأحدكم، وأنتم اليوم تقرون بالحق، خالفني من خالفني ووافقني من وافقني . ولست اريد ان تتبعوا هذا الرأي الذي هو هواي، فلكم من الله كتاب ينطق بالحق، فوالله لئن كنت نطقت بأمر أريده، ما أريد به إلاّ الحق. وقلما سمعنا في التاريخ الاسلامي او العربي زعيماً يقول لرعيته: فإني واحد كأحدكم. وكلما عارضه أحد كان أكثر ما يفعله مع المعارض أن يقول : هذا رأي، ولم يضع احداً في السجن أو يغلظ له القول لأنه عارض رأي الخليفة (الزعيم). وهكذا عند إتخاذ القرار النهائي شعر المعارضون أن رأي كل منهم رأي فردي وأن ما أتخذ يعبر عن المصلحة العامة. لماذا يتحمل عمر مشقة اقناع الناس برأيه؟ اليس هو راس الهرم؟ يجمع السلطة الدينية والسلطة التنفيذية معاً. اليس سهلاً ان يأمر فيطاع؟ الا يرى ابعد من غيره؟ ويفكر بمنظور استراتيجي قد لا يراه غيره. ما فعله عمر هو قمة الفن في القيادة والسلطة. فلكي يسير النظام بانسجام وفي خط واحد ينبغي تكوين رأي عام موحد قدر الامكان. لان هذا سيمنع تشكل فرق لا يعجبها قرار الحاكم ولها حسابات داخلية خاصة. وفي موضوع الارض فان الامر يتعلق بالمادة وحرمان الكثيرين من منفعة كانوا سيحصلون عليها، ولهذا يجب ان تكون جبهة اصحاب القرار موحدة، فيدرك الذين حرموا من المنفعة ان القرار المتخذ في المصلحة العامة ولا يستطيع احد استغلال الموضوع لشق الصف واحداث الفتنة. كما ان القرار عندما نفذ لم يكن فيه محاباة لقائد على حساب جندي فقد طبق على الجميع وشعور الناس بالمساواة في الخسارة يخفف وقعها. قرار توزيع أراضي السواد على أهلها وليس على المحاربين والذي طبق فيما بعد على اراضي بلاد الشام ومصر وغيرها، كان من القرارات الهامة التي مهدت الى ضم جزء كبير من شعوب الأراضي الجديدة للدين وفي تشكيل حضارة جديدة هي مزج بين كافة الحضارات القديمة للشعوب في مصروالعراق وفارس والشام عمادها الاسلام ولغتها العربية بهدف قراءة كتاب الدين الأساسي وهو القرآن . لا يختلف اثنان على قوة شخصية عمر وثقته بنفسه ومع هذا فقد كان اكثر الحكام ديمقراطية وهذا يقودنا الى استنتاج انه: كلما زادت ثقة الحاكم بنفسه وبقدراته يكون أكثر ديمقراطية يريد الحاكم ان يبذل الجميع كل أمكاناتهم للخروج بأفكار قد توافقه وقد تخالفه، فأكثر ما يكرهه أمير المؤمنين المنافق والإمعة. وهو يعتبر أي عقل آخر يفكر إنما يضيف الى عقله وتفكيره، وهذا مفهوم المجتمعات التي ارتقت على سلّم التقدم. اما الحاكم الفاشل الذي تتأخر دولته مع الزمن بدلاً من ان تتقدم فهو صاحب الرأي الواحد الأوحد مع وجود خاتم مطاطي على شكل مجلس نيابي يوافق الرأي الواحد الأوحد، ومن يفكر او ينصح فإن السجن مأواه. ومن الخطأ ان نسمي المجتمعات ذات الحاكم الفريد في وصفه وقدراته ورأيه الاوحد بالدول. فهي أبعد ما تكون عن ذلك ولم تبلغ بعد درجة قبيلة. أما الأمبراطورية المتطورة التي كونها عمر العبقري والتي يستشار فيها اكبر عدد من الناس في كل صغيرة وكبيرة، فهي عالم آخر. حتى في ساعاته الاخيرة وهو يحتضر( عاش عمر بعد طعناته القاتلة من ستة ساعات وحتى اربعة وعشرين ساعة على اقصى تقدير، بخلاف الكثير من الروايات) بقي عمر وفياً لمبدأ الشورى الذي طبع خلافته، وبغض النظر عن رغباته الشخصية في من يخلفه. وهكذا اختار ستة من كبار الصحابة ليختاروا واحداً منهم وكلف ابنه عبدالله ان يكون الصوت المرجّح في حالة اختلافهم بدون ان يكون له حق الترشيح كما هو معروف ولم يخطر على بال عمر ان حكمه لمدة عشر سنوات او حتى خمسين يؤهله مجرد التفكير ان ابنه مؤهل لخلافته. في رده على المغيرة بن شعبة عندما اقترح عليه ان يرثه ابنه في الخلافة : رد عمر بحزم قائلاً له: "لا حاجة لنا في أموركم، وما حمدتها فأرغب فيها لأحد من بيتي، إن كان خيراً، فقد أصبنا منه وإن كان شراً، فبحسب آل عمر، أن يحاسب منهم رجل واحد.. كلمة عمر مفسرة لنفسها، فالرجل يخاف الله ولا يهتم الا بمصلحة المسلمين، لا يفكر إلاّ بالناس وآخرته. وهكذا ارسى عمر مبدأً هاماً في طريقة الحكم في الاسلام: المنصب الاول في الدولة يتم عن طريق الاختيار مبدأ التعدد والاختيار قفزة هامة في تطور البشرية. ما نشهده اليوم في العالمين العربي والاسلامي يعتبر خروجاً واضحاً عن تعاليم الاسلام وتكريساً للتخلف والجهل ومخالفة للتطور البشري. التوريث مرض على مثقفي الامة وشيوخهم ان يضعوا رفضه ومحاربته على سلم اولياتهم. وحاكم يفكر بالتوريث انما يفكر بنفسه ومصلحته فقط ومثل هؤلاء الحكام انما يجب محاربتهم بكل السبل. ولن تتقدم هذه الامة الا بوجود حكام يفكرون بها فعلاً لا قولاً . وهذا موضوع واضح تماماً ومن يقبل به لاي سبب انما يكون منافقاً كبيراً لان كل من يقرأ التاريخ يعرف من هو عبدالله بن عمر ومع هذا رفضه حاكم يفكر في مصلحتها وتقدمها، رجل يفكر في الحكم وكأنه مسؤلية ثقيلة وأمانة صعبة ( وما حمدتها) وليست عزاً وجاهة وسرقات من هؤلاء المعدمين الذين لا يجدون ما يقيم اودهم منقول من arabtimes.com |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:42 PM.