القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
شعيفان يجب ان ترد عليه
عبدالحميد بدر الدين
وانتصرت حماس في عدن / / / / / / أكتب وفي الفم ماء، فالذين أكتب عنهم منّا ونحن منهم، وكان لهم في الضمير والنفس وقع كبير، لأن خصالهم تعجبنا، وصدقهم وأمانتهم ترضينا، وتلقائيتهم تنشر الهدوء داخلنا. إنهم أهلنا في عدن، اليمن الجنوبي سابقاً أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أو الشطر الجنوبي من الجمهورية العربية اليمنية حالياً. إنهم أبناء أولئك الشباب الذين تبناهم جمال عبدالناصر -رحمة الله عليه- ودربهم في معسكرات الجيش المصري، وزودهم بالمال والسلاح، وسخّر لهم فترات بث من إذاعة صوت العرب، وتحرك في كل مكان لدعمهم حتى نجحت ثورتهم، وتحقق الاستقلال لبلدهم. إنهم ورثة شباب آمنوا بالاشتراكية، كما ارتآها أو نظر إليها جمال عبدالناصر وأطلق عليها «الاشتراكية العربية»، وهي اشتراكية تركت مجالاً رحباً للملكية الخاصة، ولكنها قضت على الاحتكار الرأسمالي وعلى سيطرته على الحكم، فلمّا التقوا بجورج حبش وأصدقائه تحولوا إلى الماركسية -اللينينية- فراحوا في غياهب التنظير إلى أن ذبحوا بعضهم البعض وسقط نهجهم الذي سقط شبيهه في السودان وأفغانستان. هؤلاء الورثة توهموا أنهم أكثر غيرة على القضية الفلسطينية من شعب مصر، الذي فقد من خيرة أبنائه أكثر من مائة ألف شهيد، منهم في قريتي الصغيرة أكثر من اثني عشر شهيداً. هؤلاء الورثة، ونحن بكل تأكيد نشيد بغيرتهم على قضية العرب الأولى، اختاروا مهاجمة القنصلية المصرية بدل مهاجمة هدف إسرائيلي، واختاروا إنزال العلم المصري بدل إنزال العلم الإسرائيلي رمز العدوان والقهر لكل إنسان عربي من أماكن تواجده. هكذا وبكل بساطة، ودون أن ترتعش أيديهم أو تخفق قلوبهم، أطاحوا بالعلم المصري، وكأنه يتناقض مع العلم الفلسطيني، أو كأن أحدهما يشكل نفياً للآخر. هؤلاء الورثة كان في مقدورهم رفع علم فلسطين بجوار علم مصر، وهو أمر طبيعي، حيث لم تختلط دماء بقدر الدماء المصرية التي اختلطت بدماء الفلسطينيين، ليس فقط خلال الحروب النظامية في 1984 و1956 و1967 و1973، ولكن كذلك دماء المتطوعين الشباب الذين انضموا لفتح خلال سنواتها الأولى، وعندما كان سلاحها يقتحم سراً كل الحدود مع إسرائيل في عمليات فدائية رائعة. هؤلاء الورثة ارتاحوا من علم مصر، وأتمنى ألا ترفعه السلطات اليمنية أو العاملون بالقنصلية مرة ثانية، فربما ارتاحت نفوسهم بعد أن اختفى الرمز المصري من عاصمتهم لنسألهم: وماذا أنتم فاعلون؟!.. هل ستبدأ طوابيركم تتجه إلى تل أبيب لإعادتها عربية؟!.. أم أن الأمر انتهى عند هذا الحد بعد أن أخرجتم بركان غضبكم بالاتجاه الخطأ ووجهتموه نحو الرمز الخطأ؟!. ورثة ثوار عدن ليس فيهم من الثورية شيء، لأن الأمم تتحد وقت الأزمات، وتكتّل كل جهودها باتجاه عدوها، فهذا هو أول مبادئ العمل السياسي، وأول مبادئ العمل الثوري في آن واحد معاً. ورثة ثوار عدن أرضوا أنفسهم، ولكنهم أغضبوا كل مصري، فعلم مصر ليس ملكاً لسلطتها، بل إن حكومتها لم تختره ولم تبتدعه.. علم مصر رمز الوطن المصري، ومصر دائماً عزيزة بقدر ما أعزها الله في قرآنه الكريم. وغضب المصريين لا علاقة له بتظاهراتهم الرائعة، وشعاراتهم الراقية دعماً لأهل غزة، بل إن أي دعم رسمي لأهل القطاع لن يكون إلا بفضل هذه المظاهرات.. أما ورثة ثوار عدن -وليس فيهم شيء من الثورية- فلن يقدموا أو يؤخروا فيما يجري في غزة، ليس استهانة بهم، ولكن لأنهم على بعد آلاف الأميال من ساحة القتال ومن خطوط النار، وهناك آلاف العراقيل تفصل بين الطرفين. علم مصر أُنزل في عدن، وهو أمر يصعب على كل مصري القبول به، وعلم فلسطين ارتفع مكانه، وهو أمر يعتز به كل مصري، لأن هذا العلم يرتفع في العاصمة المصرية وفي عواصم المحافظات وكل المدن والقرى بأكثر منه في أي مكان آخر، بما في ذلك غزة والضفة الغربية المحتلة، فأمن فلسطين جزء من أمننا، وسلامتها بعض من سلامتنا، وسلامة أهلها صحة لنا، وأي سلام يظلل أرضها يزرع الاستقرار في ربوع أرضنا [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:52 PM.