كم نحن بحاجة إلى قلب كقلبك يا دكتور عبدالله ..

[جمال عبداللطيف عبادي]

أخي العزيز الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد

كم أحزنني خبر مرضك وكم أسعدني خبر نجاح عملية القلب المفتوح التي أجريت لك ، هذا القلب الجنوبي الذي طالما خفق بحب الجنوب أرضاً وشعباً ..
قلبك الكبير مجازاً والمليئ بشحنة غير مرئية من مشاعر ولكنها محسوسة ووصل الحس بها إلى كل بيت جنوبي ، صار الجنوبيون جميعاً يا دكتورنا العزيز يترنمون بنفس الإحساس ويحملون نفس المشاعر التي حملها قلبك أيها الجميل في عالمنا الجنوبي ..
هاهو قلبك وقد عاد متحمساً من جديد ليواصل الخفوق في الفضاء الجنوبي الرائع الذي أرسيت مع أخوانك قواعده ... نعم إنه الفضاء الجنوبي الرائع ... أرجل على الأرض يغرسها رجال الثورة الشعبية الجنوبية ورؤوس تعانق السماء بمجدٍ عائدٍ من جديد ... إنه فضاء يصدح بأغنياتٍ ترددها أجيال ظن طغاة صنعاء بأنها قد شُطبت من قوائمنا وخاب ظنهم وطار الصوت الجنوبي حاملاً نغمة حب جنوبية لتحط بها على كل جبين جنوبي في مدار لا متناهي حتى اللحظة .. إنها نغمة نضال لن يتوقف إلا بنصر ولن تنتهي إلا بنقطة تحول نحو البناء .. ستبقى نغمة أبدية رسمتها على وجه الفجر الجنوبي أيادٍ كانت يدك منها وبقيت في موقع القلب ...
هاهو القلب الجنوبي الكبير يعود سالماً إلينا .. إن دعوة المظلوم مستجابة كما يقال ومن عاني من الظلم أكثر مما نعاني؟ ... من يرسم الطريق إلى النصر ويدعم الوسيلة غير هولاء الذين يقودون المسير لرفع الظلم بفضل من الله القادر على كل شيئ؟
كم نحن بحاجة اليوم إلى هذا القلب الذي يحمل طيبة وصدق وأمانة وإخلاص بين جوانبه لتجاوز الخنادق .. لتوحيدها في خندق واحد .. أو حتى وصلها ببعضها لأن عنوان النصر الخندق الواحد أو الخنادق المتصلة وبدون هذا لن نصل إلى ما نريده أبداً ...
كم نحن بحاجة إلى هذا القلب الذي حمل أول نبضة للتصالح والتسامح ومد اليد لتجسدها هناك قبل أن نراها هنا .. كم نريده أن يرسل دفقات من قيم التصالح والتسامح التي يعج بها حتى نراها وقد عمت الجميع لأنها متراسنا الأول وعمود نصرنا الأكيد ...
هذا القلب الذي أراد الله أن يشفيه لأنه قلب حقيقي نريد الله أن يعمم ما بداخله من تسامي وإيثار وكرامة وحب على كل قلب جنوبي .. ندعو الله أن يجنبنا جميعاً ما جنبه قلبك أيها العزيز .. يجنبنا العشق للمركز الأول .. للصف الأول .. هذا العشق يؤذينا ويحطّم أمانينا ويحبط مساعينا .. يرمينا بهزيمة قبل أن تبدأ معركتنا .. ندعو الله ان يجعل كل قلب جنوبي كقلبك .. لا يظهر إلا ليفيد غيره .. ليزرع شمعة تنير لغيره الطريق .. لا يعرف الأنا ومن بعدي الطوفان .. قلب يعرف معنى الإيثار الذي نفتقده كثيراً ...

أدعو الله أن يبقيك لنا أيها العزيز ويجعل خفقات قلبك دائمة حتى يخفق معه علم سنرفعه يوماً على أرضنا ...

أعذرني أيها العزيز على الإطالة التي أضطرتني إليها ظروف مريرة نمر بها وكانت فرحتي بشفائك دافعاً لي لتضمين تهنئتي لك بالشفاء رسالة أرفعها إلى من يحتاج إليها ونحتاج إلى من يقرأها بعين الضرورة الملحة اليوم ..
تقبل أخي العزيز خالص تحياتي وأراك قريباً في وطنك الذي أحببته حد العشق ...

جمال عبداللطيف عبادي
عدن في 24 يناير 2009م