القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
يومــــــــــان تاريخيـــــــان ... فــــــــي العسكريـــــــــة ومعربـــــــــان
كان الجنوبيون قد ضاقوا ذرعاً بالاستعمار البريطاني الجاثم على صدورهم منذ أكثر من قرن من الزمان.. عقود من السنوات المطولة مرت في النضال السلمي والمظاهرات والاعتصامات لم تشفع لهم عند صاحبة الجلالة في باكنغهام ... حينها فقط قرر الجنوبيون بدء الكفاح المسلح وبدون ترتيب مسبق كانت ساعة الصفر قد تقررت بقضاء الله وقدره و تفجرت الثورة من ردفان فانخرط الشباب الفدائيون في الحركات المسلحة لتحرير وطنهم وبالمقابل ابتدأت السلطات البريطانية مطاردة الناشطين منهم لمحاكمتهم واعتقالهم ,, بعد أن تحولت مستعمرة عدن إلى مصيدة سهلة للثوار قرر الفدائيون القبول بالدخول في معركة ( الكر والفر ) التي فرضتها عليهم السلطات البريطانية وعزموا في قرارة أنفسهم.. إذا كانت السلطات المحتلة ترى في اعتقال الفدائيين الذين وهبوا حياتهم للجنوب وحريته نصراً لها فإن تفويت هذا النصر هو مكسب للفدائيين وللحركة التي يعملون من خلالها في سبيل تحرير وطنهم المحتل .. أحد الفدائيين شاب في العشرينات من عمره حسم قراره واتجه نحو ( معربان ) في العام الأول من انطلاق الثورة ولا يحمل في جيبه سوى بطاقة شخصية مكتوباً عليها في خانة الإسم : ( علي سالم البيض ) هذا القدر الذي ساق ذلك الشاب العشريني للتحصن في ( معربان ) بيافع قبل أكثر من أربعين عام هو ذات القدر الذي ساق القائد السبعيني والمناضل الثائر حسن أحمد باعوم إلى ذات المنطقة وإلى أحد المنازل المستحدثة بجانب ذات المنزل الذي أقام فيه علي سالم البيض والواقع على بعد أمتار فقط .. وإن كانت المسألة تنحصر في الصدفة فقط .. فرُبّ َ صدفةٍ خير ٌ من ألف ميعاد .. ومع أن الفارق كبير بين الاحتلال الأول والثاني إلا أن المسألة لا يمكن أن تغادر مربع اغتصاب الوطن .. ************ بعد بضع ساعات فقط من انطلاقنا من عدن وصلنا إلى مقر إقامة ( باعوم ) في معربان .. كان من المقرر أن ينعقد في المساء اجتماعين .. أولهما في معربان بحضور باعوم للتدارس حول لقاء الجمعة التشاوري وثانيهما للشباب في العسكرية للتشاور حول اللقاء الموسع المزمع عقده صباح اليوم التالي لحسم موقع الشباب في المعركة القادمة ,, وتشكيل أو التحضير لتشكيل الحامل الذي يجب أن يستوعبهم وينخرطوا فيه .. وقد تم بنجاح عقد الاجتماعين التحضيريين المصغرين للتمهيد للقائين التاريخيين في اليوم التالي .. ولأن المسألة لم تعد تحتمل الإنتظار أكثر .. ولأن العرقلة والتأخير هي الهدف الرئيسي للفريق المعطل .. فإن تجاوز هذه العقبة الموضوعة في الطريق هي التي أوجبت القفز .. وإن كان القفز فوق تلك العقبة هو قفز فوق الفريق المعطل فإن القفز فوق الفريق المعطل - مادام هدفه هو التعطيل – سيكون الوسيلة المثلى للقفز من فوق هذا العقبة .. وعلى قاعدة : (( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )) هذا التعطيل كان ظاهراً طيلة الأيام السابقة , ولعل أبرز نوايا التعطيل هي تلك التي ظهرت يوم الإثنين قبل الماضي .. ففي الوقت الذي أصر فيه أحد عناصر فريق التعطيل على أن يكون هو الزعيم الأوحد , وأن لا زعامة لغيره سواء بالتعيين أو الانتخاب ,, فإن عناصر أخرى من فريق التعطيل اتفقوا على أن الوقت لم يحن بعد لتشكيل القيادة .. وأن القضية الجنوبية لازالت بحاجة إلى تعريفها .. وأن تحديد سقف القضية سيعني فشلها .. وهو موقف مقارب جداً لعناصر أخرى من ذات الفريق أرادوا ضمان بقاء التمثيل الشرعي بيد الطرف الموقع على الوحدة .. أو باختصار بقاء الاشتراكي ممثلاً شرعياً ووحيداً للجنوب .. وهو ما أفشل الاجتماع الأول في العشرين من أكتوبر وأوقف المشاورات بين هذه الأطراف التي غادرت العسكرية لتبدأ حربها غير المعلنة على باعوم ورفاقه .. تحت شعار تحريم تخوين الجنوبي وتحريم شق الصف الجنوبي .. استمرار هذا التجييش الفاشل من شخصيات مكشوفة في ظل صمت شخصيات أخرى والإصرار الذي أظهرته في الإمعان بشق الصف الجنوبي مع تغليفه بدعوى ( تحريم شق الصف الجنوبي ) هو الذي أوجب إيقاف هذه العناصر عند حدها وكشف عوارها .. بعد أن ظلت طيلة الفترة الماضية متسترة بعباءة التصالح والتسامح وطي صفحات الماضي .. وكأن رفض الدكتاتورية وداء العظمة والوصاية هو خرق لنهج التصالح والتسامح و نبش لصراعات الماضي وملفاته ,, وكأن التصالح والتسامح لم يقم إلا لأجل أن ينسى الجنوبيون مآسي من حكموهم في الماضي .. في حين لا ينسى هؤلاء مآسي الجنوب التي تسببوا بها .. وكأن التصالح والتسامح موجود فقط لأجل تجديد العهد ومنح الشرعية المفقودة للقوى الظلامية التي تسيدت على الجنوب .. ولا زالت تحلم بالتسيد عليه ولو في إطار بقاءها تحت جناح صاحب الفخامة في صنعاء .. ولأن الدعوة إلى لقاء العسكرية ما هو إلا نتيجة لمجموعة من الأسباب والمقدمات التي أجاد المعطلون اللعب عليها ومن خلالها طيلة الفترة الماضية فإن المسألة لا يمكن أن يتم الحكم عليها من دون معرفة تلك المقدمات التي نجحت في خاتمة المطاف بتحييد العميد ناصر النوبة عن لقاء العسكرية في الحادي والثلاثين من أكتوبر 2008 بعد نجاحها في إفشال لقاء العسكرية الأول في العشرين من نفس الشهر .. أحد عناصر فريق التعطيل والذي يرأس تحرير صحيفة إحدى الجرائد المحلية الشهيرة اتصل بالعميد ناصر النوبة بعد لقاء العسكرية الأول وأخبره أنهم يعدون العدة لتشكيل مجلس تنسيق أعلى وأنهم يريدون النوبة رئيساً على هذا المجلس .. بعيداً عن باعوم وشلته .. عنصر ثاني من عناصر الفريق المعطل ومن حملة شهادة الدكتوراة ومن المؤسسين لتيار إصلاح مسار الوحدة وممن حضروا لقاء العسكرية الأول وشاهدوا وشاركوا في تعطيل اللقاء أصبح مدمناً على تعاطي القات وحضور المجالس و المقايل برغم مرضه وتدهور صحته فقط لأجل حشد الناس ضد اللقاء الثاني .. وتعبئة الصدور والنفوس ضد باعوم ورفاقه .. ولم يخجل قط وهو يتحدث عن رفيقه السابق في تيار إصلاح مسار الوحدة منتقصاً له وواصفاً إياه حرفياً بـ "المخرف" . بجاحة هذا الدكتور لم تتوقف عند هذا الحد ,, واستمرت بمحاولته بالإضافة إلى بقية عناصر الفريق المعطل تحييد النوبة وفصله عن باعوم ورفاقه .. والهمس في أذن النوبة صباح مساء بأنه الزعيم الأحق وبأنه "قائد الشباب" القادر على مواصلة المسير بخلاف "الشيخ المخرف" في العسكرية الذي هده المرض وأحنى ظهره .. خلال أسبوع واحد من اللقاء الأول في العسكرية استطاع الفريق المعطل إقناع النوبة بأنه الزعيم المستحق للقيادة وأنهم لا يمكن أن يرضوا بغيره بديلاً .. وبعد أن كان النوبة قد اقتنع بترتيب الأمور على أساس أن يكون باعوم رئيساً والنوبة نائباً للرئيس تغيرت قناعته فجأة وأخبر الجماعة رفضه لهذا الوضع وأن الوضع الصحيح هو ما تم الإتفاق عليه عند إنشاء الهيئة الوطنية العليا التي يحتل فيها هو منصب الرئيس ويحتل باعوم منصب الأمين العام .. وأنه لن يشارك في أي هيئة أو مجلس مستحدث على أنقاض الترتيب السابق .. أصبحت المسألة إذن واضحة.. وظهر بوضوح أن عناصر الفريق المعطل التي اتخذت من النوبة رأس حربة لإسقاط باعوم لم يعد لها أي مهمة سوى إفشال اللقاء الثاني لإسقاط الشرعية المترتبة عليه فيما لو نجح الأمر وتم الإعلان .. وأيضاً فإن قيام التمثيل الشرعي للحراك الجنوبي خارج الأطر التي يريدونها سيعني حتماً سقوط دعاوى التمثيل التاريخي الذي يحتكرونه استناداً على عقود من القبضة الحديدية التي أتقنتها القوى الظلامية .. ولازالت تفخر بها بتبجح !! في يوم الخميس الموافق للثلاثين من أكتوبر و بعد أن غربت الشمس وبدأ الليل بإسدال ستاره على المنطقة تداعى مجموعة من الناشطين السياسيين الحزبيين رجالاً ونساءً من المنتمين إلى اثنين من الأحزاب الجنوبية وعقدوا اجتماعاً مصغراً لهم في مدينة الحبيلين .. بعد انتهاء الاجتماع بدأت الوفود المرسلة من طرفهم بالتقاطر إلى وادي ( معربان ) مقر إقامة عميد الثورة الجنوبية حسن أحمد باعوم .. وصل الوفد الأول وبعد أن تحاوروا حول الغاية من إعلان المجلس وحاولوا إعادة تكرار المسرحية المملة في اللقاء الأول بالعسكرية فقد رئيس الوفد أعصابه وانتفض من مكانه مهدداً ومتوعداً ومحذراً باعوم ورفاقه أنهم سيندمون إذا أقدموا على إعلان مجلسهم .. بعد ساعات من مغادرة الوفد الأول جاء الوفد الثاني إلى مقر إقامة باعوم يتحدث رئيسه عن رائحة نتنة يشمها من ( معربان ) .. وبعد تكرار المشاهد المستنسخة التي أداها أعضاء الوفد الأول وبعد أن يأس رئيس الوفد الثاني من ضمان بقاء التمثيل الشرعي في يد حزبه صرخ الرجل في وجه باعوم ورفاقه مؤكداً أن الوحدة منجز تاريخي لهم وأنهم لن يسمحوا لأحد المساس بها .. ثم عادوا أدراجهم بخفي حنين .. بعد لحظات وصل الوفد الثالث .. وحاول أعضاؤه بغباء شديد تكرار المشاهد السابقة التي أداها أعضاء الوفدين الأول والثاني مع بعض التعديلات عليها إلا أن المسألة لم تأتي بنتيجة وغادر أعضاء الوفد ينفضون أياديهم الخالية .. هذا الفشل الذريع الذي مني به أعضاء الوفود الثلاثة إذا صح إطلاق إسم وفد على المجموعة الثالثة يأتي كنتاج حتمي للفشل الذي منيوا به سواء في اجتماعهم في الحبيلين أو في محاولاتهم تجميع أنفسهم طيلة الفترة الفاصلة بين اللقاء الأول واللقاء الثاني الذي أعلنوا مقاطعتهم إياه بحجج واهية بعضها يصدق عليها وصفه بـ ‘عذر أقبح من ذنب ‘ أحد القيادات ( الحزبية ) المعروفة اعتذر بانشغاله بعرس أحد أقاربه حد زعمه وأخفى عن أعضاء هيئته معرفته بخبر اللقاء .. وعندما انكشف الأمر أخبرهم أنه كان يعتقد بأن اللقاء سيقتصر على رؤساء الهيئات في المحافظات فقط .. وأنه لا يمكن لهم أن يحضروا اللقاء لعدم توفر الشرط الرئيسي فيهم .. قيادي ( حزبي ) ثاني لم يجد ما يتعذر به سوى وجوده خارج المنطقة واستحالة انتقاله إلى العسكرية لارتباطات سابقة من بينها ارتباطات ( تجارية ) حسب كلامه هو .. قيادي ( حزبي ) ثالث ظل يراوغ طيلة الأيام الماضية .. سأحضر .. لن أحضر .. أنا بالتأكيد سأشارك .. أعتقد أنني قد لا أتمكن من الحضور .. أنا على رأس الحاضرين من منطقتي .. سأكلف فلاناً للحضور بالنيابة عني .. أنا ورفاقي قادمون الآن ومتجهون صوبكم .. أنا لست ضمن الوفد المتجه نحوكم الآن .. قيادي ( حزبي ) رابع وأحد حملة شهادة الدكتوراة أكد بكل صراحة – إذا لم نقل بكل وقاحة – أن الوحدة منجز تاريخي وأن الحل لا يمكن أن يكون في غير إصلاح مسارها .. وأنه لايزال متمسكاً بإصلاح مسار الوحدة .. قيادي ( حزبي ) خامس أوصل كلاماً عبر أحد المقربين منه أنه لا يستطيع مخالفة لوائح الحزب التي تفرض عليه التمسك بالوحدة والعمل على حل أي مشكلة في إطارها , وأن انضمامه إلى المجلس الوطني للتحرير لا يمكن أن يتفق مع لوائح حزبه قيادية ( حزبية ) حضرت إلى العسكرية .. وفوجئنا بها صباح يوم الجمعة 31/10/2008 تقتحم بهدوء جلسة تشاور جمعيات الشباب التي يرأسها الأخ فادي باعوم , وعندما أتاح لها رئيس الجلسة إلقاء كلمة إن كانت لها رغبة في ذلك استرسلت السيدة للحديث عن الطاقات والإمكانيات .. وعن السقف المسموح والسقف الممنوع .. وعن توحيد الجهود للمطالبة بالحد المعقول .. ومع أن محاولتها الفاشلة تلك اصطدمت برد الشباب عليها بأنهم لازالوا في مقتبل العمر وأن عزيمتهم عالية للوصول إلى الاستقلال الكامل إلا أن الأخت الفاضلة أصرت على إكمال ديباجتها وبإصرار غريب وكأن المسألة مفروضة عليها فرضاً .. وهناك من سيحاسبها عليها إن هي لم تفعل ذلك .. بعد صلاة الجمعة وتناول الغداء في ضيافة الشاعر الثائر طاهر طماح بمدينة العسكرية انعقد الاجتماع التاريخي لقيادات الحراك الذي تأجل من الصباح إلى الظهيرة لأجل منح الوقت والفرصة لمن تعذروا بأعذار الوقت والسفر أو الطريق والمشاغل مع علمهم بخبر اللقاء منذ أن تقرر عقد لقاء ثاني بعد اللقاء الأول .. كان واضحاً جداً من خلال هذا الفرز التاريخي أن الحاضرين هم الذين يملكون قرارهم بأيديهم وأن ( معظم ) المتغيبين هم المربوطين أو المقيدين بأهواء شخصية أو ولاءات حزبية .. أو إملاءات داخلية أو خارجية .. وأن الفصل الآن وتحديد السقف بالاستقلال لا يمكن أن يشملهم وهم الذين لا يملكون أنفسهم .. كما أن السقف العالي لا يناسب قصار ( الهمة ) الذين لا يستطيعون صعود الجبال إلى يافع .. ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر . العالي .. للعالي .. احترامي لباعوم ورفاقه .. فقد أراحوا ضمائرهم وارتاحوا .. وإن كان هناك أي تسجيل وتوثيق شريف للتاريخ فلن يكون إلا في صالح هذا الرجل الذي وقف كالطود العظيم أمام كل المحاولات السابقة من نظام صنعاء .. وربما قدره الآن أن يقف أمام المحاولات التي يقوم بها حالياً أناس من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .. التعديل الأخير تم بواسطة شعيفان ; 11-02-2008 الساعة 05:11 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 06:05 PM.