نظام يترنح..فليتحد الجنوبيون والحوثيون

[بن دحه]

نظام يترنح..فليتحد الجنوبيون والحوثيون

الكل اليوم يراقب نظام صالح الذي بدا يترنح جراء الضربات الموجعة التي وجهها له الحوثيون الذين تمكنوا ببراعة من التواصل مع مواطني المناطق التي يسيطرون عليها من ناحية وكذلك توسيع رقعة كفاحهم ضد نظام الفساد والتي شارفت حدود صنعاء من الناحية الأخرى..أضف الى ذلك آلام النظام مما وصل إليه الحراك الجنوبي الذين يحاكم قادته اليوم من قبل نظام أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه نظام عصابات أرادوا تحويل دولتين الى أراضي خاصة بهما يتقاسمون خيراتها بينهم هم وابنائهم وابناء عمومتهم وتلك حقيقة ظاهرة للعيان ومعروفة حتى للمراقبين الأجانب.. والوضع على ما هو عليه اليوم فأننا ننادي كل مخلص لليمن في الشمال والجنوب وكل حريص على أن يظل اليمن متماسكا أن يدعم التنسيق ووحدة الجهاد بين الجنوبيين والحوثيين..فكلاهما تحرك ضد النظام بعد أن رأى أن اليمن تسير في منزلق خطير جراء ممارسات سلوك العصابات من قبل النظام وبات الجهاد ضد هذا النظام واجبا دينيا..للحيلولة دون إنزلاق البلاد الى هاوية سحيقة من الصراعات التي اسس لها النظام وخرجت عن سيطرته.

لماذا لا نعود بالذاكرة قليلا الى النهج الذي اتبعه النظام في إدارة شؤون البلاد..أليست سياسة فرق تسد؟..ألم يعمل على تأجيج الفتن وإذكاء الصراعات بين القبائل ..وبين الأحزاب التي اسسها بالعشرات وآخرها ما اسماه جبهة التحرير والى آخر تلك الخزعبلات الهزلية المضحكة والتي لا هدف له من ورائها سوى إشغال المجتمع وتأسيس للفتن ودعم زيد ضد عمرو والوحدوي ضد الناصري والزمرة ضد الطغمة ..وكل يوم وهو يغير الطرابيش من راس فلان الى علان..ألا تتذكرون مسرحية كأسك يا وطن الهزلية..والتي كان محور قصتها الأنظمة التي تشبه نظام صالح وعصابته..ولكن هذا في سبعينات القرن الماضي أيها المسلمون . ولكن الرئيس الملهم لا يزال يمارس نفس الأساليب لسبب بسيط هو أنه يعيش خارج العصر واقولها بالتعبير البسيط. الرجل لم يتعلم شيئا سوى أنه استبدل الكحول المهرب بكحول مستورد ومعتق.

منذ قيام الوحدة بين دولتي اليمن ومنذ سقوط المعسكر الإشتراكي خطت الكثير من دول العالم خطوات في سبيل رفعة شعوبها ..وأنظروا الى دول المعسكر الإشتركي ذاتها..أنظروا الى الصين أهل الحكمة الحقيقية وليست الحكمة اليمانية المزيفة التي لم نر منها شيئا في عهد القائد الرمز.. الصين كانت معقلا من معاقل المعسكر الإشتراكي فأين اصبحت اليوم؟..والله لو كان الحمدي حيا يرزق لكانت اليمن اليوم تتربع مكان عليا بين الأمم لأنه صاحب هدف ورؤية وطنية ثاقبة هدفها رفعة وعزة بلده..ولم يكن هدفه تحويل البلاد الى مزرعة خاصة وسكانها الى أجراء لحفنة من المارقين وجدوا أنفسهم في غفلة من الزمن يتربعون على كراسي سلطة ليسوا أهلا لها.. فهؤلاء ابعد ما يكون عن بناء وطن بحجم اليمن.

إن مشكلة نظام عصابة الفساد أنه تمادى في الإستذكاء على الشعب اليمني أكثر من اللازم ..ولعبة خلق الأزمات وإدارتها لإلهاء الناس خرجت عن سيطرته ..ولم يراجع هذا النظام نفسه في يوم من الأيام ولم يقم بعملية تقييم موضوعية لممارساته ونتائجها..دائما كان يضع الشعب في موقع العدو..ينظر الى الشعب كقوم يتربصون بمصالحه هو وحاشيته ومن هذا المنطلق أشهر سلاح الوطن السيادي في وجه الحوثيين ووجه عصاباته نحو الجنوب..في دفاع مستميت عن الكرسي الذي يجلس عليه لا دفاعا عن سيادة وطن..او مواطن ذليل يموت في الصحراء أو يحرق في قمامة وهو يحاول الهرب من نظامه وإن قاده ذلك الى الجحيم..

قفوا مع الحوثيين في تضحياتهم الجسيمة دفاعا عن كل مواطن يمني شريف ودفاعا عن بقايا وطن يقف اليوم في عين العاصفة..نادوا بوحدة الكفاح الجنوبي مع صمود الحوثيين الذين اوشكوا أن يفرضوا على نظام صالح أن يجثوا على ركبتيه.. إننا نقول هذا ونحن نرى المخاطر التي تحيط باليمن ..وبعد كل ما يجري اليوم في اليمن من قتال وإضطرابات وعدم إستقرار ومجاعة وإقتصاد مترد..أتتوقعون خيرا من نظام صالح؟؟..

اللهم أني بلغت اللهم فاشهد