د. المعطري .. التأرجح والتناقض في الخطاب السياسي

[اياد الشعيبي]

من العيوب التي تعتور الحراك الجنوبي والتي يجب ان لايتم التغاضي عنها والاعراض عنها لانها تمس جوهر الحراك الجنوبي فقد نغض الطرف تناسياًُ او تجاهلاُ عن بعض الهفوات والاخطاء غير المقصوده طالما لاتمس جوهر القضيه .. ولكن ان يصل الحد بالبعض الى نهج خطاب سياسي ينسف القضيه برمتها فذلك مالايجب السكون عنه وصار لزاماً علينا ان نحذر من مغبة ذلك الخطاب الاهوج .

ما اثار استغراني هو الخبر الذي نشرته صحيفة الايام ليوم الاثنين (3/3/2008) بعنوان (( جمعية المتقاعدين بالضالع تدعو لاعادة المتقاعدين المدنيين الى وظائفهم ومواقعهم قبل حرب 94م )) وقد تضمن الخبر جملة من القرارات التي اتخذتها الهيئة الادارية للجمعية ولكن مايعنينا منها هو القرار رقم(1) والذي ينص على (( تفعيل قضية المتقاعدين والمسرحين قسراً مدنيين وعسكريين وامنيين تبدأ بعودة كافة المتقاعدين المدنيين في اطار المحافظة الى مراكزهم ووظائفهم ومواقعهم قبل حرب 94م واعطائهم كامل حقوقهم ومطالبهم سوف تورد في مذكره مفصلة )).

مصدر الغرابه في الخبر تتمثل في الاختلاف والبون الشاسع وايضاً التناقض الحاد للحطاب السياسي الذي ينتهجة د. المعطري رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين والامنيين واخير المسرحين قسراً اخر ابتكارات المعطري , فتارة يطالب بفصل الجنوب عن الشمال وتارة يطالب بالعودة الى ماقبل 94م وتارة يطالب بالاستقلال وتارة يطالب باصلاح مسار الوحدة .. ولا اري الى اين ينتهي به المطاف .. ومن تمعن جيداً في نص القرار الانف الذكر سيدرك جيداً ان د. المعطري قد اعاد بالحراك الجنوبي الى المربع صفر الذي انطلق منه وذلك بالفقرة ((واعطائهم كامل خقوقهم ومطالبهم)) .. ان الخطاب السياسي للمعطري بعج ويكتظ بالمتناقضات ويقف على طرفي نقيض بين العودة الى ماقبل 94م والاستقلال وشتان بين الموقفين .. واظن بل اجزم ان خطاب المعطري قد تجاوزة الجميع ..ويثور سؤال مفادة هل ماقام به المعطري هو عقاب جماعي لابناء الضالع خاصة وابناء الجنوب عامة وانتقاماً لما حدث من اشكاليه عقب مهرجان الحصين !!!!!

د. العطري صوره حيه لما يحدث على الساحة الجنوبيه من تناقضات فالمتتبع والناظر في الحراك الجنوبي سيلحظ ان ثمة سباق محموم بين النشطاء السياسين في الحراك الجنوبي من اجل بلوغ اعلى سقف في الخطاب السياسي ليس حباً في القضيه الجنوبيه ولكن لكي ينال الواحد منهم على اكبر قسط من تصفيق الجماهير التي تحضر الفعاليات الجنوبيه .. وانتزاع اهاتهم واعجابهم .. ببساطة لقد اهتدى هؤلاء الى ان اقصر طريق للوصول الى قلوب الجماهير والنفاذ اليها يمر عبر رفع سقف المطالب بالتحديد المطالبه بالاستقلال غاية وحلم الجماهير ..وادركوا بذلك بانهم سوف ينالون اعجاب الجماهير وكسب تعاطفهااستمالتها اليهم .. ولكن بما ان خطابهم ليس نابعاً عن قناعة ثابته فانهم سرعان ما يتراجعون عن ذلك ويتبرءون من خطاباتهم السابقة ولاسيما في تعاملهم مع وسائل الاعلام .