(( الشمال المكظوم والجنوب المهضوم..)) منقول

[أمين الشعيبي]

(( الشمال المكظوم والجنوب المهضوم..))
اخبار الساعة -بقلم: صلاح السقلدي
التاريخ : Wednesday, November 28, 2007
الوقت : 13:49


(( الشمال المكظوم والجنوب المهضوم..))

اخبار الساعة -بقلم: صلاح السقلدي



يبدو إن سياسة تكريس الفوضى قد بلغ بهذا الشعب كل مبلغ؛ فلم يجد الجميع ممن شاهدوا على شاشة التلفزيون الرسمي اليمني مجموعة من الأشخاص يستمعون إلى حديث الرئيس في احد القاعات في عدن قيل إنهم من أعيان ومشايخ وشخصيات (( حاشد) القبيلة الأكبر نفوذا باليمن وهي القبيلة التي ينتمي لها الرئيس قبل أن ينفي الشيخ حسين الأحمر هذا الانتماء في غمرة الخلافات بين الأسرتين ؛ الشيء الذي لم يكترث له الجميع بالخبر هو إن يتم اللقاء بهؤلا من قبل الرئيس على اعتبار حاشديتهم! وليس بصفات رسمية أو مدنية أو حتى اجتماعية . فلا يعلم احد هل الرئيس شيخ قبيلة لكي يظهر وهو يتحدث أمام قبائل أو هو رئيس دولة ينبغي ان يتحدث للجميع بغير قبيلتهم؟

نعرف جيمعا إن المقصد من هذا الاجتماع هو إتباع السياسة المفضلة للرئيس في إيجاد الشقاق بين من يناصبه الخلاف فهو يحاول إن يقول للكل إن حاشد تحت سيطرتي في محاولة ل أغاضة الشيخ المشاكس في خمر وهي نفسها السياسة التي اتبعها ويتبعها الرئيس هذه الأيام بالجنوب؛ فما إن انفجر الغضب الجنوبي في محافظات الجنوب حتى استدعى المشايخ و الأعيان(( تحت الطلب)) الذين يرضعون من ثدي خزانة الدولة ليقول لمن يشاهده بان المنطقة والمحافظة الفلانية موالية لحكمه ! وهي طريقة تظليل قديمة تقادم بها الزمن!

ما اتبعه الرئيس بالجنوب من استدعاء مشائخ وأعيان تحت الطلب هو إنهم استدعوا بصفته الرسمية أو الاجتماعية وليس القبلية. ولكن يبدو إن حسين الأحمر كان قد وجه ضربة قوية للرئيس وهو يحشد حاشد ضد نظامه ويعلن ما يفهم بأنه تمرد واضح بل وصل الأمر إلى ان تسحب حاشدية الرئيس من القبيلة. ناهيك عن النقد اللاذع الذي ظهر من الشيخ نحو الرئيس وهو يقول بأن الرئيس غاضب منه بسبب عدم موافقته على المصادقة بالبرلمان على صفقات مشبوهة؛ وان الرئيس يمارس نهب الخزينة بشراء ذمم بعض الجنوبيين في محاولة لعلاجات أنية للجنوب حد قول الشيخ.!

المشهد اليوم الذي يظهر في اليمن هو عبارة عن شمال مكظوم وجنوب مهضوم ؛ شمال يحاول أن يتنفس نسمة نهوض وحراك من خرم اتيح له من الناحية الجنوبية؛ وجنوب منهوب الثروات خائر القوى يتلمس طريقة من خلال رفضه الاستسلام للهوان الخنوع عبر ثقافة تراكمية لديه؛ وهو ما فسره الحاكم وأركان حكمه بأنه مرض معدي لابد من التعاطي معه ولو بعلاج الكي!

الطرق التي يتبعها الرئيس وصحبه في علاج قضية تتكور وتزداد كبر مثل قضية الجنوب هي طرق تزيد السقيم سقما ولا تعدو أن تكون حقن مهدئة ؛ فعلاج الأعراض دون الأسباب هي الغباء فكم من طبقة من المتكسبين الذي يتكاثرون حول القصر الرئاسي اليوم يتمنون إن لا ترى القضية الجنوبية أي حل بل ويعمل البعض من هؤلا صراحة على إن عرقلة أي حل للمشاكل بغية إطالة مورد الرزق الذي ينهلون من منبعه؛ فالكتابات مثلا الذي يمطرنا بها كتبة النظام ويتمادون في الشتم والتعريض لرموز جنوبية هو احد الطرق التي تطيل من عمر معاناة الجنوبيين والذي يعني بالضرورة استفزازا لهم والذي يعني استمرار رفضهم لواقع سيء مقيت؛ مما يتيح بالتالي لهذه الطفيليات البشرية التعيش والتكسب على حساب الجنوب والجنوبيين.

فالشيء الأكثر مرارة ويحز بالنفس إن أغلبية هذه الفئة المتطفلة هم من الجنوبيين الذي استدعوا ككتيبة تدخل سريع في هذا الوقت المحرج لهم.!!

فلم يكتف الحكم الرابض على الجنوب منذو يوليو 94 من نهب مقدراته بل ذهب إلى ابعد من ذلك في إثارة الفتن والأحقاد بين أهل الجنوب ضننا منه انه يستطيع إن يحتوي هذا الحراك من جهة وعدم إتاحة هذه الظاهرة الغريبة في قاموس حكمهم إلى الاتجاه شمالا.!

وما جرا مؤخرا في مأرب قبل أيام والتي تعرف بأنها أكثر المناطق تخلفا من تظاهرة كبيرة منددة بسياسة الحكم ومتضامنة مع معاناة الجنوبيين لهو خير دليل على الذعر الذي أصاب الحكم وارتعش كرسيه ؛ فهذا النظام لم يعتاد إن تزفر رئة المناطق الشمالية بزفرة عميقة من النفس؛ فهو اعتاد على إن يختلس الجميع في المحافظات الشمالية النفس اختلاسا؛ وان يظل مكظوم حتى إشعارا أخر,.!

ومابين شمال مكظوم وجنوب مهضوم نتقل من موجعة إلى أخر حتى يكتب الله أمرا كان مفعولا.....(( وكفى))