يوم بلحارث ...يوم للغضب الجنوبي

[خالد باراس]

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 14 – 11 – 2007
ما حصل في يوم 8-11-2007م في منطقة عسيلان- وادي بيحان بمحافظة شبوة الذي سقط فيه 6 شهداء من قبيلة بلحارث في إطاره العام يأتي كرد طبيعي على التصرفات الشمالية الشنيعة التي لا تقيم أي وزن لآدمية الإنسان ،حيث أقدم عسكر نظام صنعاء على استفزاز رجل معاق وأهله من قبيلة بلحارث ، مما اضطرهم للدفاع عن كرامتهم بعد أن تمادى هدا النظام وعصاباته في تعمد تكرار الاهانات للجنوبيين وقتلهم عندما تجرؤا للمطالبة بحقوقهم .

هده العقلية العسكرية الشمالية نابعة من الشعور بالاستعلاء وهي بمثابة بديهه متأصلة لديهم ، ولا يدخل في حساباتهم حتى الوضع الإنساني لهذا الرجل المعاق الدي شرعت المنظمات الإنسانية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة له ولأمثاله لوائح خاصة تحث دول العالم على رعايتهم والاهتمام بهم . هدا الرد لأبناء قبيلة بلحارث جاء بعد ان فاض الكيل وبلغت القلوب الحناجر من جراء الاستهتار والسيطرة الشمالية والاستهانة بحقوق الجنوبيين ومطالبهم المشروعة واستباحة الأرض ونهب الثروة نهارا جهارا وأمام أعين المواطنين الجنوبيين أصحاب الأرض والثروة دون واعز ديني او أخلاقي او تأنيب من ضمير ، ولعل المتابعين للمواقع الإخبارية الالكترونية والتي نشرة قبل ثلاثة أيام فقط من الحادث عن تهريب 70 ناقلة نفط من محافظة شبوة يوميا بينما أبناء المنطقة لا يستطيعون الحصول على وظيفة سائق ليعيش من جهد عرقه فقط لا من دخل ثروة محافظته التي له حق منها 100 في المائة هده الناقلات يتم تهريبها تحت حراسة عسكرية شمالية يوميا ، دون ان يتجرا اي مسئول جنوبيا كان او شماليا بعد هده الجريمة في حق أبناء قبيلة جنوبية ان يستنكر ما حدث ولماذا حدث؟ وأين عدالة هده الدولة ؟ وأين الرقابة على الثروة؟ ولمصلحة من يتم تهريب النفط؟ ولمادا يحرم المواطن من عائد هده الثروة؟ ولان الجنوبيين قد ياسوا من طهر هدا النظام بعد17 عاما ونفد صبرهم فانهم سيضطرون للدفاع عن أنفسهم في مواجهة العنف غير المبررللنظام الهمجي بعد ان راوا تعامل نظام صنعاء في مواجهة الاعتصامات السلمية بكل وحشية وعلى الشماليين ان يعوا تماما بان ما جرى يوم 8-11-2007م ليس الا بداية المناوشات وبمثابة تعبير عن يوم لما سيؤول اليه الغضب الجنوبي في الاتي من الايام هدا الغضب الدي لن يبقي ولن يدر وسيطال دون تمييز كل شمالي طالما وهم يدعمون هده السياسة الإجرامية للنظام تجاه الجنوبيين حيث لم نسمع من احد منهم ولا من احزابهم للقاء المشترك اي ادانة لهده الجريمة او للجرائم السابقة في ايام 2-8-2007 و1-10-9-2007م ومذبحة المنصة يوم 13 -10-2007م هده المجازر دهب ضحيتها 7 شهد اء و41 جريح من المعتصمين سلميا ، وللرد الأولي من قبل الجنوبيين فان على أبناء قبائل شبوه جميعا ان ينسوا خلافاتهم وان يعلنوا وقوفهم الفوري إلى جانب أخوتهم أبناء قبيلة بلحارث ، وان يتداعوا ويزحفوا ومعهم أبناء محافظات الجنوب للقاء والتجمع في محافظة شبوة في يوم السبت 17-10-2007م للتعبير عن رفض سياسة القتل للجنوبيين ونهب الثروة وسياسة تأجيج الفتن والثار ، وإخراج عساكر الشمال ومعسكراتهم من محافظات الجنوب الدين أصبحوا مصدر عدم استقرار الأمن و مصدر قلق وتهديد للسكينة والاطمئنان للمجتمع في محافظات الجنوب ، كما ان تضامن كافة الجنوبيين في بلدان المهجر بجمع المال لأسر الشهداء والجرحى من قبيلة بلحارث سيشكل بلسم لهده الأسر في هده الظروف العصيبة على ان نتبنى جماهيريا منذ ألان مبدا اعتماد راتب وزير لكل أسرة شهيد يضحي بروحه على طريق تحرير الجنوب من الاحتلال الشمالي البغيض وفاءا لدماء هؤلاء العظام الدين استرخصوا أرواحهم في سبيل حريتنا واستقلالنا. حتى لا نكرر أخطاء الماضي في حق شهدائنا وجرحانا ومناضلينا عندما سلم مصير أسرهم ومصيرهم إلى بيروقراطيي المكاتب .. وان نعيد للتاريخ وللتضحيات اعتبارهما. كما يجب ان نفرد في التاريخ لتضحيات الطفولة يوما...فهاهو الشهيد الطفل صلاح القحوم ..الذي لم يتجاوز سن الطفولة يتقدم موكب الشهداء حاملا مشعل الشهادة وباعتباره اصغر الشهداء ومن الجيل الذي ولد بعد وحدة الضم والإلحاق والمظالم ، وهو لجيل الذي راهن عليه الديكتاتور علي عبد الله صالح بأنه جيل الوحدة فإذا به يفاجئه بأنه جيل الانتقام لاستباحة وطنهم الجنوبي ، وقد خرج القحوم شاهرا ساعده في وجه الطغاة ، ويحق لهذا الجيل اعتبار يوم استشهاده يوما وطنيا لشهداء الثورة السلمية يحتفل به الجنوبيون كل عام ، وبهكذا تفاعل سنعيد الثقة وحب التضحية إلى النفوس التي دمرها جحود الانتهازيين والمتطفلين على الثورة والوطن. وهكذا سنضمن تواصل خلاق بين الأجيال وتعظيم التاريخ وتخليد الأبطال والشحذ المعنوي .



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]