سحابة خريف عابرة في صيف الجنوب الملتهب

[د/عبدالله أحمد بن أحمد]

سحابة خريف عابرة في صيف الجنوب الملتهب

الدكتور : عبد الله أحمد بن أحمد – الحالمي

سحابة خريف عابرة أظلت بها بعض شوائب أوراق الشجر في ربوع الوطن الجنوب العربي أدت الى تساقط تلك الأوراق الصفراء التي تنبت تحتها وحولها و بدلاً عنها أوراق وزهور الربيع في مستهل الصيف الجنوبي الملتهب والحار الذي تنضج المحاصيل وتضع الثمار .

سحابة الخريف العابرة هذه أطلت برأسها على صيف الجنوب الحار والملتهب أسقطت معها ما علق بشجرة الجنوب من شوائب أوراق الخريف اصفرَّت في وسط صيف ناصع البياض ليمبلج الربيع والصيف على ارض الجنوب دون قدوم الخريف والشتاء إليه مطلقاً.





ثورة الجنوب وحراكه السلمي هي عبارة عن شجرة الزيتون المباركة الصالحة لكل أيام فصول السنة مثمرة و مخضرة لا يسقط منها إلا ما علق بها من شوائب وما شاخت بها من أوراق قابله للتجدد فلا أحد يخاف على شجرة الزيتون و إن تعرضت لسحب و رياح تسقط بعض أوراقها إلا أن الأهم أن الشجرة ثابتة وضاربة عروقها في أعماق أعماق الأرض كما هي حال الثورة الجنوبية و حراكه السلامي ضارب في أعماق - أعماق أبناء الجنوب ومصيرهم الوجداني .





إن هذه هي سنن الكون والحياة والثورات فمن ترجل من بين صفوفنا مهما كان هذا الترجل ومهما كان المكان والزمان نقول له شكراً لما قدمت وأنت بيننا فلا يلهينا ذلك الترجل لمن لم يستطع استكمال المسيرة معنا لان المسيرة هي عبارة عن قطار يقف في المحطات ينزل فيها البعض ويطلع البعض الآخر ليواصلوا السير مع من على القطار الى المحطة النهائية والتي هي بالنسبة لشعب الجنوب العربي محطة التحرر والاستقلال واستعادة الهوية والدولة المستقلة كاملة السيادة في محطة مدينة عدن الأبية.





لا نحزن ولا نرتبك ولا نلتفت لما يقال ويطرح من قبل من ترجل فهذه قدرته وصحته أوصلته إلى هذه المحطة التي ترجل فيها بل علينا جميعاً وفي هذه المرحلة الدقيقة والصعبة من تاريخ ثورة شعب الجنوب العربي وحراكه السلمي المضي قدماً وبمعنوية عالية كالبنيان المرصوص لمواصلة الزخم الثوري بمختلف أشكال النضال السياسي السلمي الذي أثبت نجاعته خلال المرحلة الماضية وتكثيف الاعتصامات والمسيرات والإضرابات والمظاهرات ومنها المظاهرات المليونية واستغلال المناسبات وأيام الجمع لتنظيمها تحت هدف واحد ووحيد وهو التحرر والاستقلال واستعادة الهوية والدولة المستقلة كاملة السيادة لشعب الجنوب العربي دون مساومة أو مهادنة مع الاحتلال اليمني .




هذه المرحلة من مراحل ثورة الجنوب العربي وحراكه المبارك قريبة جداً من تحقيق هدف التحرر والاستقلال ولا بد من استغلالها بالنهوض الجنوبي الشامل وصولاً للعصيان المدني و إلى إسقاط المناطق وتحرير المدن والمحافظات و تشكيل السلطات المحلية للثورة لإدارة المناطق و المحافظات المحررة بالاستفادة من عناصر الجيش و الأمن الجنوبي و موظفي دولة الجنوب المحتلة أراضيها لأن الاحتلال هو في مرحله من أضعف مراحل وجوده, والأهم التوحد والتنسيق بين مختلف التكتلات السياسية و الجماهيرية لتحقيق كامل الأهداف في التحرر والاستقلال وعدم الإلتفات إلى الدعوات لمخرجات الحوار اليمني لأنه لا يعنينا ألبته نحن شعب الجنوب العربي بل يعني شعب دولة الاحتلال في اليمن فقط و ما يعنينا نحن في الجنوب العربي هو استعادة الوطن والهوية و الوجود لدولة شعب الجنوب العربي يبدأ بتحرير المناطق و المدن والمحافظات لنعيش كبقية الشعوب كما خلقنا الله أحراراً.

مواطن – من الجنوب العربي - المحتل

27مايو2014م

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]